احوال الموتى عند قبض ارواحهم وفى قبورهم من الشريعة 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله { صلى الله عليه وسلم }
قال البراء : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى جنازة رجل من الأنصار فانتهينا الى القبر ، ولما يلحد ، فجلس رسول الله عليه وسلم وجلسنا حوله ، كأنما علي
رؤوسنا الطير ،فجعل يرفع بصره وينظر الى السماء ويخفض وينظر الى الارض ، ثم قال
" أعوذ بالله من عذاب القبر " قالها مرارا ثم قال : ان العبد المؤمن اذا كان فى اقبال
من الاخرة وانقطاع من الدنيا ، جاءه ملك الموت فجلس عند رأسه فيقول اخرجى ايتها النفس
الطيبة الى مغفرة من الله ورضوان فتخرج نفسة فتسيل كما يسيل قطر السقا " وتنزل ملائكة
من الجنة بيض الوجوه ، كأن وجوههم الشمس معهم اكفان من اكفان الجنة وحنوطها ، فيجلسون منه مد البصر فاذا قبضها ملك الموت لم يدعوها فى يده طرفة عين .
قال : فذلك قول الله تعالى { توفته رسلنا وهم لا يفرطون } .
قال : فتخرج نفسه كاطيب ريح وجدت فتعرج به الملائكة فلا يأتون على جند فيما بين
السماء والارض الا قالوا : ماهذه الروح ؟ فيقال فلان ، بأحسن أسمائه حتى ينتهوا به أبواب سماء الدنيا فبفتح له ، ويشيعه من كل سماء مقربوها حتى ينتهى الى السماء
السابعة ،فيقال : اكتبوا كتابه في عليين { وما ادراك ماعليون . كتاب مرقوم .
يشهده المقربون } . فيكتب كتابه فى عليين ثم يقال : ردوه الى الأرض فإنى وعتهم
أنى منها خلقتهم وفيها نعيدهم ، ومنها نخرجهم تارة آخرى فقال فيرد الى الأرض ، وتعاد
روحه فى جسده ، فيأتيه ملكان شديدا الانتهار فينهرانه ويجلسانه ، فيقولان من ربك ؟
ومادينك ؟ ومن بيك ؟ فيقول ربى الله ودينى الاسلام ، فيقولان : فما تقول فى الرجل
الذى بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله ، فيقولان ومايدريك ؟ فيقول : جاءنا
بالبينات من ربنا فآمنت به وصدقت . وذلك قوله تعالى { يثبت اللى الذين آمنوا
بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخرة } . قال : وينادى منادى السماء ان قد صدق
عبدى فأفرشوة من الجنة وألبسوة من الجنة وأروه منزله منها ويفسح له مد البصر
ويمثل عمله فى صورة رجل حسن الوجه طيب الرائحة حسن الثياب فيقول : أبشر بما أعد
الله لك ابشر برضوان من الله وجنات فيها نعيم مقيم فيقول : بشرك الله بخير ،من أنت
فوجهك الوجه الذى جاء بالخير ؟ فيقول : هذا يومك الذى كنت توعد ، أو الأمر الذى كنت
توعد انا عملك الصالح فوالله ما علمتك إلا كنت سريعا فى طاعة الله بطيئا عن معصية الله
فجزاك الله خيرا . فيقول : يارب اقم الساعة كى أرجع الى أهلى ومالى ) .

اللهما أحسن خاتمتنا ياارحم الراحمين ويااكرم الاكرمين