كلنا يحب الاسترخاء فكيف نحافظ عليه؟؟؟
الاسترخاء هو في الواقع طريقة معيشة. إذ أنه يستوجب على المرء أن يتعلم كيفية إبقاءه.
يتكوّن كلّ كائن بشري من عقل وعاطفة وجسد. وتتفاعل هذه الأجزاء
المنفصلة في ما بين تفاعل وثيق. فإن شعرت: (بتوتر عاطفي أو
بالعصبية أو الخوف أو الغضب) توتر جسدك.
وإن أحسست بالتوتر الجسدي، يصعب عليك أن تكوني هادئة عاطفياً.
كذلك، لن يبقى عقلك، وهو القوة المفكرة فيك، تحت سيطرتك، إذ يتملك
التوتر جسدك وعواطفك على السواء.
فكم من مرة سألت أناساً يعانون من ضغط عاطفي كبير ما الأمر؟ ماذا
تحاول أن تفعل؟يكون الجواب: آه، لم يعد بإمكاني التفكير بوضوح.
وكم من مرة عانينا جميعاً من تلك اللحظات التي نفقد فيها سيطرتنا على
كل ما يحيط بنا! فقليل من الناس يدركون أهمية فهم التفاعل بين العقل
والعاطفة والجسد، ومدى تأثير الواحد منها على الآخر.
من جهة ثانية، يعتبر الكائن البشري في الحقيقة وحدة إنتاج للطاقة. فهو
يتزود بالطاقة ويصرفها، في مختلف نواحي حياته. فالحياة عبارة عن
طاقة، وإن فنّ الاسترخاء يتمثل بتعلّم كيفية استخدام الطاقة بشكل سليم
وكيفية الحفاظ على رصيد ثابت منها.
ملاحظات هامة:
يجب أن تتعلمي أولاً كيفية إراحة الجسد بالكامل وخفض توتر العضلات
إلى حدّ أدنى، وبالتالي استهلاك أقل كمية من الأوكسيجين. ثم تأخذين بعد
ذلك أقصى قدر ممكن من الأوكسجين ليمر عبر الرئتين إلى الدم.
استرخي وحسب:
قبل الحديث عن الاسترخاء، أودّ أن أشير إلى أنه ما من عضلة في الجسم
تتحرك بدون منبّه عصبي. فتوتر العضلة واسترخاؤها يتطلبان انتقال
إشارات عبر الألياف العصبية.
والواقع أنه باستطاعة أياً كان الاسترخاء إن هو شاء ذلك، ما لم يكن يعاني
من مشاكل في جهازه العصبي. إلا أنه يجب أن يرغب بأن يعيش حياته
بملئها وبأن يعمل جسده بالشكل الأمثل ويستلزم ذلك إدراك مدى أهمية
الحفاظ على الطاقة.
فهناك العديد من الناس تسمعهم يقولون: لن تتمكن من تعليمي كيفية
الاسترخاء، فأنا إنسان شديد التوتر. كنت دائماً كذلك وسأبقى، فنجيبهم:
((ما من أحد يستطيع منعك من التعلم سواك أنت، فإن أردت التغيير،
بإمكانك ذلك)).
بالتالي، عندما تنوين الاسترخاء ليكن موقفك تجاهه إيجابياً. تمددي
وأريحي نفسك بواسطة الوسائد، واشعري بالمتعة والاكتفاء، وكوني
مدركة بأنك قادرة على استغلال هذا الوقت لتجديد طاقتك التي تحتاجين
لإنجاز ما ينتظرك من أعمال.
وفي حال استخدام عدسات لاصقة يستحسن نزعها قبل البدء بفترة
الاسترخاء التام. فحين تسترخي العينان تستديران نحو الأعلى وقد يتغير
مكان العدسة.
ويتطلب الاسترخاء التام التمدد على سطح أفقي، كالسرير أو الأرض أو
كرسي للنوم. ذلك أن الجلوس على كنبة يسبب بعض التوتر في عضلات
الرقبة. وأوضاع الاسترخاء عديدة، عليك اختيار ما يناسبك منها. فإن
تمددت على ظهرك، احرصي على وضع وسادة تحت فخذيك. وإن
اضطجعت على جنبك ضعي وسادة صغيرة تحت بطنك لسند الثقل وأخرى
بين فخذيك.
فهي وضعية فعالة جداً ن كنت تعانين من عرق النسا. أما ألم الظهر،
فبوسعك تخفيفه عبر دس وسادة صغيرة تحت ظهرك. غير أن اللجوء إلى
الوسائد بالطريقة التي اقترحت، سيحسن وضعية نومك بشكل ملحوظ. كما
أن الوسائد الصغيرة الحجم لا تحتل مكاناً كبيراً في السرير.
وفي الحقيقة يتوجب على كل إنسان، ذكراً كان أم أنثى، أن يتعلم تقنية
الاسترخاء التام وكيفية تخصيص وقت (لإعادة التغذي بالطاقة). ولكن
غالباً ما يظن الناس أنهم يضيعون وقتهم سدى. فيشعرون بالذنب عند
إيقاف النشاط الجسدي والتمدد لبرهة (بدون عمل شيء)، خاصة إن كانت
آلاف الأعمال بانتظارهم. إنهم يعتبرون الجلوس، والاستلقاء، لفترة عشر
دقائق أو خمسة عشر دقيقة في منتصف نهار حافل بالعمل، نوعاً من
الكسل والخمول. فهو يعدُّ بالنسبة إليهم تخلفاً عن تأدية الواجب الذي
يقومون به ولكن لو يدرك الناس بأنهم عوضاً عن الكسل وإضاعة الوقت
فهم يستغلونه بطريقة فعالة لتجديد النشاط وإزالة التعب. فهم يكوّنون
رصيداً جديداً من الطاقة الجاهزة للاستخدام عند الحاجة. وهذه الطريقة في
إعادة التغذي ستشكل نفعاً مستديماً للصحة والسعادة والعلاقات بالآخرين
وللحياة بصورة عامة.
كيفية الاسترخاء:
إذن بإخلاء سبيل:
ـ اليدين.
ـ الجبهة والعينين والفك.
ـ البطن.
ـ أسفل الظهر.
ـ الساقين.
ـ الجزء الأعلى من الظهر.
ـ الذراعين.
عند انتهاء فترة الاسترخاء انهضي دوماً ببطء. ولا تنسي بأنه ما من
عضلة تتحرك بدون استهلاك الأوكسجين، وحده الدم يغذي العضلات بهذا
العنصر الحيوي. وهو يُضخّ عبر الأوعية الدموية إليها بواسطة القلب
وجهاز القلب والأوعية. بالتالي إن قَفَزت بسرعة إلى العمل تصرخ
العضلات طالبة الأوكسجين وعلى الجهاز القلبي الوعائي أن يلبي الطلب
عبر ((الضخ الإضافي)). وهذا الأمر غير صحي لأي كان عدا عن أنه يبدد
ثمانين بالمئة من الفائدة التي توفرها فترة الاستراحة.
وإن كان الوقت المخصص لتجديد الطاقة محدوداً، بين خمس عشر
وعشرين دقيقة، اضبطي منبهاً على الوقت الذي تريدين، وإلا لن تستسلمي
للاسترخاء التام خوفاً من الاستغراق في النوم. وخلافاً لما يعتقده البعض
فإن عشر دقائق من الاسترخاء الصحيح خلال النهار تفعل الأعاجيب
وتعطيك شعوراً رائعاً بالارتياح.
وبالتوفيق إن شاء الله
المحبة لكن (لطيفة بكلامي)
تحياااتي…
سلمت انااااااااااااااااااملك