ابنتي ; اختي ; غاليتي
نصيحة مشفق: جرِّبن الحياة، واعرفن الدنيا، حلوها ومرّها، وحقّها وباطلها، وشرّقن فيها وغرّبن.. والله لا نجاة لكن في بحر الأهوال إلا بركوب سفينة رسول الهدى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم؛ فلا يخدعنّكن أحد بزخرف من القول وباطل من الحديث، ولا يغرنّكن متحذلق متشدّق متفيهق باسم حرية المعتقد وحرية الأديان وحرية الرأي وحرية التفكير والكفر والتنوير؛ فتعرضن عن سرِّ سعادتكن ومفتاح شرفكن وباب نجاتكن ونجاحكن.
والله ليس لكن إلا الصلاة عاصمًا من الهم والغم والكدر وتأنيب الضمير وضيق الصدر. لقد لقيتُ شبابًا في الشرق والغرب، بعضهم كان منغمسًا في النعيم الدنيوي والترف المادي، لكنه فكَّر في الانتحار؛ لأنه كان يعيش بلا إيمان ولا صلاة ولا تسبيح، وقال أحدهم: فأدركتُ بعدما عدتُ إلى رحاب رحمة الله الواسعة معنى قوله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا}.. [طه: 124]؛ فعرفتُ أن القصر والسيارة الفاخرة والذهب واليخت بل الدنيا كلها لن تشرح صدري، ولن تُسعد روحي وأنا بعيدٌ عن الله وعن عبادته.
إن أخوف ما نخاف على فتياتنا موجة التشكيك الهدّام لمعتقدهم، ورياح الإلحاد التي تحمل السموم والهموم، وتنخر في قلوب الجيل الصاعد. كم رأيتُ من شاب يحدثني بعدما عاد إلى المسجد والدموع تنهمر على خدّه وهو يعلن أنه وجد الرضا والسكينة والأمن الداخلي والمصالحة مع الله، ثم مع النفس والناس.
أين نجد الأمن إذا لم نجده عند الله في سجدةٍ خاشعة، أو دمعةٍ صادقة، أو تسبيحة موحية أو تلاوة متدبّرة؟ أين نجد السعادة إذا فررنا من الله؟ أين نجد العز إذا هربنا ممن له ملكوت السموات والأرض، صاحب العَظَمة والكبرياء، لا إله إلا هو؟ أين نجد الملاذات الآمنة المطمئنة في عالمٍ كلّه غابة، القوي يعدو على الضعيف، والكبير يلتهم الصغير، والغني يتجاهل الفقير؟
كلما وجدتُ شابًّا يصلي ويُسبِّح ويتعاهد المسجد علمتُ أنه عرف الحقيقة، وركب سفينة النجاة، ودخل باب القبول.. كلما وجدتُ شابًّا معرضًا لعبت به شياطين الأنس والجن، عرفتُ أنه يعيش الحيرة والاضطراب والعذاب الأليم والنكد والشقاء.
والله ليس هناك إلا عملية فرار كبرى نقوم بها على منهج القرآن: {فَفِرُّوا إلى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ}.. [الذاريات: 50].
الأمر خطير، جدُّ خطير، ليس هناك إلا الفرار، الخطر الداهم يزحف عليكم، على دينكم، على معتقدكم، على رسالتكم الربّانية، ولا ملجأ لكم إلا كنف الله واللجوء إلى قوّة الله العظمى؛ فالفرار الفرار إلى الواحد القهار، ولا تصدّقوا الأبالسة الذين يهوِّنون المسألة، ويبسّطون الأمر، ويسهّلون القضية، ولا تصغوا للدجاجلة الذين يزهّدون في بضاعة الأنبياء، وينفّرون من ميراث الرسل، ويقلّلون من شأن الإيمان بالله؛ إنهم صرعى الشبهات، وأرقّاء الشهوات، وجنود الباطل، وأحزاب الضلالة، وقوافل الشّر، ومصيرهم مع شيخهم إبليس في قعر جهنم وبئس المصير.
يا بناتي.. الصلاة الصلاة بلا مداهنة أو مساومة أو تنازل، الصلاة في الجامعة, في الحضر، في السفر، في الصحة، في المرض، إذا سمعت (الله أكبر) تهزُّ العالم وترجّ الكون وتدكّ صروح الباطل وتنسف خرافات الإثم وتحطّم معاقل الزور، فقومي إلى الصلاة.
يا بناتي.. استعينوا بالصبر والصلاة في معركة الحياة، تعالوا جميعًا نسجد للملك الحق العظيم الجبّار، ونبكي على ما فرّطنا في جنب الله؛ فإن الأمر جدٌّ على رغم أنف كل ساخرٍ مستهزئ حقير فاشل.
المصدر: موقع اسلام ويب
حقا ان سفينة الحياة مملوؤة بالصعوبات فعلينا بالصبر و الصلاة
جزاااك الله خيرااا و بارك فيك
الله يحفظك يا مرام
اللهم اهدنا واهدِ كل بنات المسلمين لطاعتك وحسن عبادتك
بارك الله فيكِ مرام البسمة ونفع بكِ
موضوع قيم يجزيكِ الله كل خيـر
ويجعله الله في ميزااان حسناااتك
اثابك خير الدنيا والآخرة
طرح يقيــم بالنجـــــوم …
بارك الله فيكي
هل أدلك على عبادة من أعظم العبادات.. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلها على جميع أحواله.. بل أمر الله تعالى المؤمنين بفعلها بعد الصلاة.. وبعد الصيام.. وبعد الحج.. بل وأثناء القتال.. وقبل الطعام وبعده.. وقبل النوم وبعد..
وهي مع ذلك لا تحتاج إلى استقبال القبلة.. ولا ستر العورة.. ولا فعلها في جماعة.. ولا السفر لأجلها.. ولا إنفاق ريال واحد لأجلها..
هذه العبادة.. يستطيع فعلها الكبير والصغير.. والغني والفقير.. والرجل والمرأة.. والعالم والجاهل.. والمشغول والفارغ..
هل عرفت هذه العبادة؟
هي التي مدح الله تعالى الصالحين والصالحات بأنهم يفعلونها دائماً فقال: (والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراَ عظيماً)..
وقال صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟!" قالوا: بلى، قال: "ذكر الله تعالى".
قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله..
وكان أبو هريرة رضي الله عنه يسبح في اليوم والليلة أكثر من أثنى عشر ألف تسبيحة!!
ويقول: هذا التسبيح أفتك به من النار..
ومن أفضل الأذكار قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة.. قال صلى الله عليه وسلم: "من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يحل بينه وبين دخول الجنة إلا الموت"..
وقال عليه الصلاة والسلام: "ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبد الله ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء"..
فكن ذاكراً لله على جميع أحوالك.. نعم.. قد تقصر في قيام الليل.. أو صيام النافلة.. أو الصدقة.. فانتبه أن تتكاسل نفسك عن الذكر.. وهو لا يكلفك شيئاً.. وقد قال ربك عز وجل: (فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون).
أما الأول:
فقد جلس إليَّ مهموماً مغموماً.. ثم قال:
يا شيخ.. مللت من الغربة..
فقلت: عسى الله أن يعجل رجوعك إلى أهلك وبلدك..
فاستعبر وبكى.. ثم قال: أما ولله يا شيخ لو عرفت بقدر شوقي إليهم وقدر شوقهم إليَّ..
هل تصدق يا شيخ أن أمي قد سافرت أكثر من أربعمائة ميل لتدعو لي عند ضريح قبر الشيخ فلان.. وتسأله أن يردني إليها..!! فهو رجل مبارك تقبل منه الدعوات.. ويقضي الكربات.. ويسمع دعاء الداعين.. حتى بعد موته..!!
فقد حدثني شيخنا العلامة عبد الله بن جبرين رحمه الله.. قال:
كنت على صعيد عرفات.. والناس في بكاء ودعوات.. قد لفوا أجسادهم بالإحرام.. ورفعوا أكفهم إلى الملك العلام..
وبينما نحن في خشوعنا وخضوعنا.. نستنزل الرحمات من السماء..
لفت نظري شيخ كبير.. قد رق عظمه.. وضعف جسده.. وانحنى ظهره.. وهو يردد: يا شيخ فلان.. أسألك أن تكشف كربتي.. اشفع لي.. وارحمني.. ويبكي وينتحب..
فانتفض جسدي.. واقشعرّ جلدي.. وصحت به: اتق الله.. كيف تدعو غير الله !! وتطلب الحاجات من غير الله !! الجيلاني عبدٌ مملوكٌ.. لا يسمعك ولا يجيبك.. ادعُ الله وحده لا شريك له ..
فالتفت إليَّ ثم قال: إليك عني يا عجوز.. أنت ما تعرف قدر الشيخ فلان عند الله !!.. أنا أؤمن يقيناً أنه ما تنزل قطرة من السماء.. ولا تنبت حبة من الأرض إلا بإذن هذا الشيخ..
فلما قال ذلك.. قلت له: تعالى الله.. ماذا أبقيت لله..
فلما سمع مني ذلك.. ولاني ظهره ومضى..
فسبحان الله.. أين هؤلاء اللاجئين إلى غير مولاهم.. الطالبين حاجاتهم من موتاهم..
المتجهين بكرباتهم إلى عظام باليات.. وأجساد جامدات.. أينهم عن الله..!! الملك الحق المبين !! الذي يرى حركات الجنين.. ويسمع دعاء المكروبين.. ولا يرضى أن يدعوا عباده سواه..
فابكِ إن شئت على حال الأمة.. وقلب طرفك في بلاد الإسلام.. لترى أضرحة ومقامات.. وقبوراً ورفات.. صارت هي الملجأ عند الملمات.. والمفزع عند الكربات..
نشأ عليها الصغير.. وشاب عليها الكبير..
فهذه كلمات لهم وهمسات.. وأحاديث ونداءات.. بل هي صرخات وصيحات.. وابتهالات ودعوات.. للغارقين والغارقات..
الذين تلاطمت بهم الأمواج.. وضلوا في الفجاج..
حتى تخلفوا عن سفينة النجاة.. وماتوا وهم مشركون.. وهم يحسبون أنهم مسلمون..
إنها سفينة التوحيد.. التي هي كسفينة نوح.. من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك..
وكم رأينا في بلاد الإسلام.. من أقارب وإخوان.. وجيران وخلان.. ضلَّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً..