المصدر ايجابيون
أكد أن أكثر مصائب الأمم الفاشلة تنتج من التقليد دون إعمال العقل
الأحمد: كل سلوكياتنا يسبقها التفكير… ومعظم الناس لا يدركون ذلك
أكد الشيخ الدكتور عبدالعزيزبن عبدالله الأحمد، على أنه لا يوجد سلوك صادر من الشخص سواءً كان إيجابياً أو سلبياً لا يسبقه تفكير، داعياً إلى أن نحسن عملية التفكير لدينا، بتحريك العقل، الذي خص الله به الإنسان، وفرقه عن الحيوان، مبيناً أن العقل هو الحضن الذي يقع عليه العلم الإلهي.
وأشار في حلقة "إيجابيون" على قناة المجد، الاثنين الماضي، إلى أن العديد من الناس لا يستخدمون عقولهم، موضحاً أن علماء الفكر والتنمية البشرية، أكدوا أن الإنسان، لا يفعل من عقله إلا 10 في المئة، بل أن بعضهم قال أنه لا يستخدم من قدرات عقله إلا 1 في المئة، مضيفاً أن التفكير عملية عقلية تهتم باستجماع المعاني وتشغليها وجلبها في ذاكرة طويلة المدى، وربطها بالمسببات واتخاذ الآراء والقرارات المعينة في الحياة.
وحول أهمية التفكير، قال أن الاهتمام بالتفكير يأتي كونه في الأصل عبادة لله، والتفكير في عظمته ومعجزاته، مشيراً إلى أن الله منحنا العقول، كما أعطنا الأيدي والأرجل والبصر وسائر الحواس والأعضاء، من أجل أن ننظم سلوكياتنا في الحياة، ونرتب مشاعرنا وانفعالاتنا مع الآخرين، والوصول إلى النجاحات في الدنيا، والسعادة في الدنيا والآخرة، مبيناً أن معظم مصائب الأمم الغير منتجة والفاشلة تنتج من تقليد الغير من دون إعمال العقل.
وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم، إذا قام في الليل رفع بصره إلى الكون، وتلا آية: (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض)، وقال المفسرون أن الله عبر في هذه الآية بصيغة المضارع الذي يفيد صيغة الاستمرار، مضيفاً أن التفكير من أهم وظائف العقل، الذي يجب على المسلم إعماله.
وعن التفكير السلبي، أوضح الدكتور الأحمد، أن هناك عدد من أنواع التفكير السلبي، منها التفكير الخرافي، الذي ينبني على خرافات ومستحيلات، والتفكير السطحي، الذي يهتم بظواهر الأشياء ولا يدخل إلى جوهرها، والتفكير العاطفي، الذي يعتمد في معظم القرارات على عاطفة الشخص، وعاطفة بلا عقل نوع من التهور والذوبان، وعقل بدون عاطفة جمود، ولذا فلا بد أن يمتزجان بطريقة متوازنة ومعتدلة، مضيفاً إلى أنواع تفكير الإنسان السلبي، التفكير اللاعقلاني، الذي يعتمد على تعميم الصفة على شخص أو عدة أشخاص بسبب سلوك أو صفة معينة، أو عزل الأشياء عن سياقها، والاكتفاء برأيه السلبي عن الآخر، مبيناً أن من التفكير السلبي قراءة المستقبل بطريقة حتمية، إذ أنه لو كان هذا التفكير هو المسيطر على عقولنا فلن نتقدم، مشيراً إلى خطورة التأويل الشخصي للأمور، كأن ينزل المرء رغباته وانفعالاته الشخصية، ويحكم على الأمور من حوله كما أريد، بينما من المفترض أن ننظر للعالم نظرة شمولية وليس نظرة ذاتية.
ونبه إلى أن الإنسان قد يقع في الفشل بعد التجربة، ولكن ليس بالضرورة أن يكون الفشل هو النهاية المطلقة، بل يجب أن نحول ذلك الفشل الذي وقعنا فيه إلى نجاحات ضخمة، معتبراً أن الفشل وصفة سحرية للنجاح، فكل ما سقط الإنسان يجب عليه أن يلتقط شيئا يكون ثميناً.
وذكر الأحمد، أن استطلاعاً للرأي، أجري على مجموعة من الذكور والإناث، كشف أن أكثر من نصف الجنسين لا يدركون مدى أهمية التكفير قبل المضي في أي سلوك، موضحاً أن استطلاعاً نفذ على موقع "إيجابيون"، الإلكتروني، شارك فيه 1029 من الجنسين، قال 59 في المئة، أنهم لا يرون أن التفكير أهم من السلوك، بينما أشار 47 في المئة، إلى أنهم لا يتفكرون قليلاً قبل اتخاذ أي سلوك، كما ذكر 81 في المئة، أنهم إذا أخطئوا مرة، فذلك لا يؤثر دائما على حياته، وأقر 86 في المئة، أنهم لم يقرؤون جيداً حول أهمية التفكير وأنواعه وتطبيقاته.
وأفاد أن التفكير الايجابي للإنسان، هو التفكير الذي يقدم تفسير ايجابياً حول ذاته ومن حوله، مبيناً أن هناك أنواع عدة من التفكير الايجابي، وهي التفكير المنطقي، الذي يبنى على تنظيم الأفكار وتسلسلها وتربطها فيما بينها، حتى تصل إلى معاني واضحة وأسباب منطقة، إضافة إلى التفكير العلمي، الذي يضع فرضيات ويجمع لها المعلومات ويضع حلول لها، كما أن هناك التفكير الإبداعي، الذي له أربع عناصر هي: الطلاقة (إنتاج اكبر قدر من الأفكار أمام أي مشكلة)، والأصالة (أن تكون الأفكار جديدة)، والمرونة (أفكار متنوعة، وتشعر بالمشكلة وقبل وأثناء وقوعها، لإيجاد حلول سريعة لها)، والناقد (الدقيق في المعلومات، ودراسة صحتها).
وأعتبر الدكتور الأحمد، أن كل تصرفات الناس الحسنة والسيئة تقدر عبر خمس دوائر، هي بالترتيب (الفكرة والتصور والإرادة والعمل والعادة)، مؤكداً على أن الإنسان يستطيع يكون ايجابياً، إذا بدأ يفكر مسبقاً في الدوائر الخمس، وهو الأمر الذي أكد عليه عدد من علماء الإرشاد النفسي، مبيناً أن التفكير هو عملية عقلية تتوجه إلى استخلاص المعاني وإعادة تشكليها وتشغيل المعلومات في الذاكرة، واستنتاج معاني أخرى تساعد في حل المشكلات واتخاذ القرار، مشدداً على أن الوعي بأهمية التفكير الذي ينبني على انه عبادة لله، ومحرك أساسي لحياتنا، وأنه يجعلنا نميز بين الخير والشر، ونوجه الذات إلى النجاح والتميز والإبداع، وننظم مشاعرنا بمختلف صورها .