يقـول الله تبارك و تعـــالى في حديث قدســـي:
"مروا بالمعروف و انهـوا عن المنكـــــرمن قبل أن تدعـوني فلا أجيب لكم و تـــسألوني فلا أعطيكـــــم وتستنصــــروني فلا أنصـــركم "
وفي هذا السيـاق تطل قصة أو بالأحـــرى عبـــــــرة عن النهي عن المنكـــر و تتبع الحلال و نــــــأي عن الحرام و شبهاته و مواجهة الظلــــــم بشجـاعة
هذه القصة للتـابع الجليل سعيد بن جبيــــر في مواجهة ظلـم الحجــــاج بن يـوسف و بطشه.
قــــال الحجاج لسعيد: مــــا إسمك؟
قـال: إسمي سعيد بن جبيــــر
قـــــال له: أنت شقي بن كســـــــير
فرد عليه : أبي كـان أعلم بـإسمي منكم
فقـال له: شقـيت و شقــي أبـــــوك
فقال: الغيـب يعلمـه الله يـا حجـاج
فقــــال له: لأبـدلنك الدنـــــيا نـارا تلظــــــى
فـرد عليه: هـه…. لو علمت أنك كذلــك لإتخذتـــــك إلاهـا
فقـال له: إختـــر لنفسك قتلة أقتلك بهـــــــا
فردعليــــه إختر لنفسك أنت يـا حجـاج ،و الله لا تقتلنـي فتلة إلا قتلك الله بهــــا يـوم القيـــــامة
فقال له: أتحب أن أعـــفو عنــــك؟
فقـال : إن كـــــــان العفو فهــــو من الله
هكذا إنهـار الحجاج أمام إيمان سعيد بن جبير فلجـأ إلى حيلة الضعفـاء الرخيصة فـأمر الحراس بقتـــــــــله
فرفـع سعيد بن جبير وجهه إلى السمـــــاء قــــــائلا:
إنــــــي فطرت وجهي للذي فطــــــر السموات و الأرض حنيفل و مــا أنـــــا من المشركيـــــن
فوجهـوا وجهه إلى غير القبلة ةو الله تعــالى يقـول " فـأينما تولــــوا وجوهكـــــمفتم وجه الله "115 سورة البقرة
ويستشهد سعيد بن جبير سنة95من الهجرة .
و يتقبل الله دعوته فقد فقد الحجـاج عقله و لم يقتـــــــل أحدا بعده ، كان كلمـا أفـاق من مرضـه قال مذعـورا مالي و لسعــــيد……مالي و لسعيد
الله يجزيك خير الجزاء
وبـارك الله فيك و جعلك من عتقـــائه
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة:71].
وبين سبحانه أن الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر والمقيمين للصلاة والمؤتين للزكاة والمطيعين لله ولرسوله هم أهل الرحمة، فقال سبحانه وتعالى: أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ [التوبة:71].
يعطيك العافيه