بسم الله الرحمن الرحيم
فيما يلي سوف أتناول جانبا من جوانب الإعجاز العلمي في السنة النبوية ألا وهو جانب " السواك "
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-((السواك مطهرة للفممرضاة للرب ))*،وإذا نظرنا لمادة كلمة ( ط . هـ . ر ) نجد أنها تعني التطهير وعند علماء اللغة تعني النظافة والنزاهة من الأقذار حسية كانت أو معنوية, وقد جاءت في القرآن تحوي المعنيين .
فقال تعالى إشارة إلى وجوب التطهر من الأقذار الحسيه : وَثِيَاْبَكَ فَطَهِّر
وقال مادحا المؤمنين : فِيْهِ رِجَاْلٌ يُحِبُّوْنَ أَن يَتَطَهَّرُوْا وَالَّلهُ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِيْن
فتطهير الشيئ في اللغة معناه إزالة ما خبث منه جليلا كان أو دقيقا وإذا بحثنا في اللغة فلن نجد مصطلح يعبر عن إزالة أدق الأشياء أبلغ من هذا المصطلح.
قال النووي : السواك لغة يطلق على الفعل وهو الإستياك وعلى الآلة التي يُستاك بها والتي يقال لها "المسواك "
ومما قد يخفى علينا أنه قد ورد في السواك أكثر من مائة
** ما هو الأراك ؟
؟
؟
الأراك شجرة تتبع الفصيلة السلفادورية " Salvadoraceae" في تقسيم النبات واسمها العلمي "سلفادورا برسيكا " salvadora Persica"وهي شجرة تكثر في الأودية الصحراوية وتقل في الجبال أما الأجواء الحارة والاستوائية فهي مناخ نموها الأمثل ولذا يوجد في عدة بلدان في القارة الآسيوية مثل المملكة العربية السعودية لا سيما في عسير وأبها وجيزان وكذا في بعض نواحي اليمن والهند وإيران أما في القارة الأفريقية فغربها مناخ مناسب لها وفي بعض نواحي مصر كالوجه القبلي وشبه جزيرة سيناء وتوجد بوفرة في جنوب السودان .
وشجرة الأراك تشبه شجرة الرمان وهي جميلة دائمة الخضرة طوال العام ومن حيث الطول فهي قصيرة يتراوح طولها ما بين مترين وخمسة أمتار ولا يزيد قطر جزعها على قدم واحد، وأما أطرافها فمغزلية وأوراقها لامعة السطح لوجود مادة زيتية شديدة الخضرة عليها وهي تخرج زهرا أصفر اللون مشرباً بخضرة رائعة، ومن الزهرة تخرج ثمرات تشبه الكريز في عناقيد تؤكل .
** ميكانيكية تسوس الأسنان :
أمكن عبر السنين تفهم آلية تكوين المواد المترسبة على الأسنان المعروفة بالبلاك " Plaque"من السبب ومن الظواهر الإكلينيكية ومن بين الحقائق الكثيرة التي عرفت . ومن خلال ذلك تبين بوضوح أنه لا تسوس للأسنان بدون البلاك . فما هو البلاك ؟ وفيم خطره ؟ وما علاقته بعود الأراك؟
في أفواهنا أعداد هائلة من الكائنات الدقيقة تسمى " الزمرة الميكروبية الفموية " وهي تعيش في التجويف الفموي الذي يشمل كل من الشفتين من الأمام والخدين من الجانبين ويحيط بالفكين وما يحملانه من أسنان وكذا الغدد اللعابية واللسان والأوعية الدموية التي تغذي كل هذه الأعضاء بالدماء والأعصاب التي تمدها بالحركة والإحساس.
** إعجاز في السواك :-
أوردت المجلة الألمانية الشرقية في عددها الرابع مقالا للعالم " روادارت " مدير معهد الجراثيم بجامعة روستوك يقول :
قرأت عن السواك الذي يستعمله العرب كفرشاة للأسنان في كتاب لرحالة زار بلادهم وقد عرض للأمر بشكل ساخر اتخذه دليلا على تأخر هؤلاء القوم الذين ينظفون أفواههم بقطعة من الخشب في القرن العشرين ، وفكرت ! لماذا لا يكون وراء هذه القطعة حقيقة علمية ؟
وفورا بدأت أبحاثي فسحقتها وبللتها ووضعت المسحوق المبلل على مزارع الجراثيم فظهرت عليها آثار كتلك التي يقوم بها البنسلين . , أضف إلى ذلك ما قاله الدكتور "فريد ريك فيستر" انه لم يستعمل طوال السنوات السبع الماضية سوى عود الأراك .
ولعل هذا ما دعا الرسول – صلى الله عليه وسلم– أن يخبرنا فيما رواه أنس بن مالك- رضي الله عنه – فيقول -كما جاء فى فتح البارى- : أكثرت عليكم في السواك
** التركيب الكيميائي لعود الأراك :-
وأستطيع أن أخبرك بما يذهب الريب والشك عن ما توصل إليه العلماء بعد أن فحصوا التركيب الكيميائي لعود الأراك، فلعل إلقاء نظرة على التركيب الكيميائي لسواك الأراك يجعلنا ندرك أسباب الاختيار النبوي الكريم والذي هو في أصله وحي يوحى :
1 – فتؤكد الأبحاث المخبرية الحديثة أن المسواك المخضر من عود الأراك يحتوي على (العفص ) بنسبة كبيرة وهي مادة مضادة للعفونة مطهرة قابضة تعمل على قطع نزيف اللثة وتقويتها .
2 – كما تؤكد الأبحاث وجود مادة خردلية تسمى السنجرين "sinnigirin " ذات رائحة حادة وطعم حراق تساعد على الفتك بالجراثيم .
3 – وأكد الدكتور طارق الخوري وجود الكلورايد مع السليكا وهي مواد تزيد بياض الأسنان ووجود مادة صمغية تغطي الميناء وتحمي الأسنان من التسوس .
4 – أيضا وجود " 3 ميثيل أمين " يعمل على التئام جروح اللثة ونموها السليم .فهي مادة مطهرة يمكنها تعديل الأس الأيدروجيني للتجويف الفمي على نحو يؤثر بصورة " غير مباشرة " في النمو الميكروبي , وعثر الباحثون أيضا على كميات أخرى من مضادات الأورام .
5 – أيضا بعد التوغل في كيمياء عود الأراك وتقصي تركيباته وقيمته الطبية عرفوا أن به مقدارا حسنا من عنصر الفلورين وهو الذي يمنح الأسنان صلابة ومقاومة ضد التأثير الحامضي للتسويس ، والعمل الأكبر للفلورين يتجلى في مرحلة نمو وتكوين الأسنان حين يشق العنصر طريقه إليها بقوة حالا محل ذرات أخرى أقل تفاعلية كالبوتاسيوم والصوديوم في البنية التحتية لمينا الأسنان وتكون الروابط الذرية التى تشكلها المادة الجديدة أمتن من روابط العناصر الأقل تفاعلية . علاوة على أن تعرض المينا لعنصر الفلورين في هذه المرحلة يحولها من الصورة " هيدروكسي أباتيت " إلى صورة أخرى أمتن هي " فلورو أباتيت " .
6 – وغير عنصر الفلورين يوجد قدر من عنصر الكلور الذي يزيل الصبغات وأيضا مادة السيليكا فقد عرف دورها في المحافظة على بياض الأسنان .
7 – كذلك وجود مادة تعرف " بالسيليس " يوجد بنسبة 4% من عود الأراك بها خاصية تمكنها من حك طبقة البلاك وطرحها .
8 – لا ننسى مادة بيكربونات الصوديوم والتى أوصى مجمع معالجة الأسنان بجمعية أطباء الأسنان الأمريكية بإضافتها إلى معالجة الأسنان .
9 – وبعود الأراك مادة تسمى " سيلفا يوريا " عرفت بقدرتها على صد عمليات النخر والتسويس وبالتالي على منع تكوين البؤر الصديدية السالف ذكرها .
10 – ويدل تحليل عود الأراك على وجود قدر من حامض الانيسيك الذي يساعد في طرد البلغم من الصدور ، إلى جانب كمية من حامض الاسكوربيك ومادة السيتوسيترول وكلا المادتين بإمكانهما تقوية الشعيرات الدموية المغذية للثة .
وقد ذكر الإمام ابن القيم فوائد جمه فى السواك مما يؤكد لنا مدى إعجاز السنة النبوية -على صاحبها أفضل الصلاة والسلام- فى السواك .
11 – ويوجد بعود الأراك 1% من مواد عطرية زيتية طيبة الرائحة تعطر الأفواه بأريجها .
12 – ووجد المحللون أيضا بعود الأراك مادة تدعى " الانثراليتون " ذات فائدة في تقوية الشهية للطعام كما تفيد في تنظيم حركة الأمعاء ،،،
بعد ذلك كله أريد أن أطرح سؤالا :-
إلى أى مدى نستطيع تصديق حديث النبي– صلى الله عليه وسلم–السواك مطهرة للفم مرضاة للرب
وأخيرا أسأل الله أن يعلمنا ما جهلنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يهدينا إلى سواء السبيل إنه نعم المولى ونعم النصير وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين