الاكتئاب لدى الابناء:
ضمن هذه الحياة الصاخبة الملأى بالمشاكل والهموم والصعوبات والضوضاء قد يواجهها
الإنسان الكبير أما بالفشل أو بالانتصار عليها ، ولكن كيف يكون الحال مع الطفل وهل يواجه
الطفل الكآبة النفسية ؟ وكيف ؟
قد يصاب الطفل بالكآبة وقد يكون للوراثة دوراً بذلك ، فمن المحتمل ، يولد الطفل ولديه بوادر
الاكتئاب الوراثى نتيجة لقلق الأم واضطرابها المستمر وهى حامل فيه ، حيث أن الأم إذا ما
واجهتها الصدمات قد تصاب بالاكتئاب ويرتفع ضغطها وتسرع ضربات قلبها مما يؤدى إلى
زيادة هرمونات الأدرينالين فى الدم الذى يصل بدوره إلى الجنين من خلال الأوعية الدموية
وينقل معه التوتر .
إن التعرف على هذا المرض النفسى الخطير صعب ، حيث أنه يوجد عدة صور للاكتئاب ، فقد
يظهر صورة العنف طاغ أو فى صورة آلام شديد فى المعدة رغم عدم إصابة المعدة بأى خلل
أو مرض ، وقد يظهر فى صورة عزلة وانطواء ، أو فى صورة خوف من الكلام مع ميل إلى
الكذب ، والقهقهة أو الكسل واللامبالاة وفتور الهمة والاحساس بالنقص والنقد الذاتى
المستمر أو الأرق وسرعة اغضب والأنفعال ، أو انخفاض المقدرة الاستيعابية أو وجود أفكار
سوداوية والتفكير فى الموت ، وقد يندفع الإنسان المكتئب إلى السرقة .
إذا لا حظنا أن الطفل يتمرد ويدفع بيديه أحد أفراد أسرته ويهدد بالضرب أخته أو أخاه فإن هذه
التصرفات العدوانية إنما تفرج عن انفجار بركان من الغضب كامن بداخله نتيجة لاكتئاب
المزمن داخل نفسه .
إن انفصال الزوجين أو وفاة أحدهما قد يؤثر تأثيرا ضارا على نفسية الطفل وغالبا ما يصيبه
بالاكتئاب لآن ذلك يسبب له صدمة تهز كيانه ، لذلك يجب على الأهل بذر بذور الثقة
والشجاعة فى نفوس أبنائهم ليجنبوهم الصدمات، كما يجب الاهتمام بالطفل لئلا يفقد الثقة
بنفسه ويصبح ضعيف الشخصية وينصح أطباء وعلماء النفس بأنه يجب عدم إهمال الطفل
كليا ولا يستجاب له كليا وفى نفس الوقت لا يحاط بعناية فائقة وعدم الاساءة للأطفال
وضربهم، وفى المقابل عدم الإكثار من تدليلهم. وقد أثبتت الدراسات أنه يوجد علاقة وثيقة
بين حالة الاكتئاب فى سن الطفولة وفترة النضوج والشيخوخة، فالحب هو العلاج القوى لكل
المشاكل وفى مقدمتها الاكتئاب، ويحتاج الطفل إلى الحب حاجته إلى الطعام. ومختصر القول
بأن التدليل للطفل مرفوض والقسوة مرفوضة أيضاً
====================
بنتظار جديدك
ياقمرررررررر