لا شك أن الحب هو أمتع وأرق المشاعر التي تصيب الإنسان، وأنه أكثر التجارب التي تؤثر في نفسه تأثيراً عذبا لا يبرحها مدى الحياة، حتى وإن كان مؤلماً فهو الألم اللذيذ على حد قول الكثيرين ممن وصفوه.
وفي سماء العلم حلق الحب كثيراً في سماء المحبين والشعراء، وشغل حيزاً كبيراً من تفكير العلماء محاولين إيجاد تفسير لآليته، والتغيرات الفسيولوجية التي تطرأ على الإنسان عند الوقوع فيه، مقدمين كثيراً من الدراسات الطريفة والمثيرة للجدل أيضاً.
وقد اختلف العلماء في تحديد العمر الافتراضي لتلك اللوثة التي عادة ما يشفى منها الإنسان بعد عدة سنوات.
ومن الحقائق التي يبرزها العلم حول الحب أيضاً أن الوقوع في الحب يسبب تغيرات في الطبيعة الجنسية لدى الرجل والمرأة ، فالأشخاص الذين يعيشون حالة حب يكونون أكثر توتراً من غيرهم.
وقد توصل العلماء الاستراليون إلى "ما يحتاج اليه الزوجان لكي يبقيا معاً إلى الأبد ؟" ولكن اتضح أن الأمر يتعلق بأشياء كثيرة غير الحب.
وخلصت دراسة اجراها باحثون من الجامعة الوطنية الاسترالية، إلى أن عمر الزوجين وعلاقاتهما السابقة وحتى إذا كانا يدخنان أم لا جميعها عوامل تؤثر على استمرار زيجتهما.
وتتبعت الدراسة التي حملت عنوان "ما الذي يفعله الحب ؟" أحوال نحو 2500 من الأزواج الذين يربط بينهم رباط الزواج أو يعيشون معاً بغير زواج في الفترة من العام 2024 إلى 2024 للتعرف على العوامل المرتبطة بهؤلاء الذين استمروا معاً مقارنة مع هؤلاء الذين طلقوا أو انفصلوا.
ووجدت الدراسة أن الزوج الذي يكبر زوجته بتسع سنوات أو أكثر يزيد احتمال انفصاله عن زوجته إلى المثلين وكذلك الأزواج الذين اقترنوا بزوجاتهم قبل بلوغ سن الخامسة والعشرين، مؤكدة أن الأطفال أيضاً يؤثرون على طول عمر الزواج أو العلاقة بين الرجل والمرأة، حيث وجدت الدراسة أن خمس الأزواج الذين لديهم أطفال قبل الزواج، سواء من علاقة سابقة أو من العلاقة نفسها قد انفصلوا مقارنة مع تسعة بالمئة فقط للأزواج الذين لم يرزقوا بأطفال قبل الزواج.
وتوصلت الدراسة إلى أن النساء اللاتي لديهن شغف أكبر من شريك حياتهن لإنجاب الأطفال يزيد احتمال طلاقهن، ومن بين العوامل التي وجد إنها لا تؤثر بشكل كبير على احتمال انفصال الأزواج كانت عدد وعمر الأطفال الذين ولدوا بعد الزواج والوضع الوظيفي للزوجة وعدد سنوات عمل الزوجين.
هل تختلف مشاعر الحب بعد الزواج ؟
جاءت دراسة أمريكية حديثة صادرة عن جامعة ميامي لتؤكد أن الشعور بالحب يساعد علي إفراز مادة "الدوبامين" داخل المخ التي تعطي الإحساس باللهفة والرغبة, وكذلك أعراض القلق التي قد تصاحب الحب مثل خفقان القلب وجفاف الحلق ورعشة اليدين, لكنهم وجدوا أن بعد الارتباط والزواج يفرز المخ مادة أخري هي "الأوكسيتوسين" التي تعطي الإحساس بالأمان والراحة والألفة, لذلك نجد شعور الطرفين نحو بعضهما بعد الزواج قد اختلف عن فترة الخطبة, وبالتالي فالتضحية لا ترتبط بفترة دون أخري.
وإنما ترتبط برغبة في إنجاح الأسرة وتحقيق الأهداف المشتركة, كذلك فإن القدرة علي التضحية تختلف من شخص لآخر, فهناك رجال كثيرون يقدمون علي التضحية مثل النساء تماماًًً, في حين أن بعض السيدات يكن أقل تنازلا من أزواجهن.
ومن جانبه، أوضح الدكتور طارق عكاشة أستاذ الطب النفسي جامعة عين شمس، أن الحب الحقيقي الذي يستمر لسنوات هو الذي يجمع بين مشاعر الرغبة واللهفة مع الإحساس بالأمان والراحة في آن واحد.
الحب يقلل الرغبة الجنسية للرجل
ووجدت دراسة حديثة أن الرجال الذين يعيشون حالة حب تقل لديهم مستويات هرمون "التستوستيرون" الخاص بالرغبة الجنسية، على عكس السيدات اللاتي يعشن الحالة نفسها، حيث ترتفع لديهن مستويات الهرمون عينه .
واكتشف الباحثون أيضاً أن المحبين تقل لديهم مستويات الهرمونات الخاصة بالهدوء والاتزان النفسي، وقد يحدث ما يقرب من التشابه الهرمونى، حيث أن الرجال يصبحون أكثر شبها بالنساء عند المرور بحالة الحب، وكذلك النساء يصبحن أكثر شبها بالرجال عند مرورهن بالحالة نفسها.
ويرتبط هرمون الذكورة الجنسي "تستوستيرون" بالحركة والنشاط كما أنه يحفز على ممارسة الجنس، وهذا التغير فى معدل الهرمون قد يكون نتيجة النشاط الجنسي الزائد، وتعود المستويات الطبيعية للهرمونات بعد فترة من ممارسة الحب.