تخطى إلى المحتوى

الحكمة -قصة جميلة 2024.

الحكمة

خليجية

الحكمة
كم يتمنى الإنسان أن يكون صاحب آثار طيبة على دينه..يترك في كل يوم بصمات تقربه من خالقه عزوجل وتكون-بإذن الله- زاداً لآخرته..
لكن..تنقصنا الحكمة أحياناً فنقدم أمراً على آخر..وكلمة على أختها..
فأحببت أن نتجول بصحبة الشيخ عائض القرني وهو يحكي لنا قصة واقعية رائعة من كتابه سياط القلوب..متمنية للجميع الفائدة والمثوبة..
يقول حفظه الله:
أذكر قصة لرجل سمعتها منه مباشرة..وهو داعية موفق نوّر الله قلبه وبصيرته وآتاه الله الحكمة (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً)البقرة269
يقول: كان في بلدنا رجل مجرم بمعنى الكلمة..هذا المجرم مروّج للمخدرات وسبق أن رجال الأمن طاردوه وطاردهم..وضايقوه وضايقهم..وكان يحمل السلاح..قطع والديه..وقطع أرحامه..ونسي الله..وتردى في المعاصي حتى أعجز الناس..
قال: فأتتني فكرة..لأن يهديه الله على يدي..فكنت أقوم في آخر الليل في السحر وأتضرع إلى الله أن يجعل هدايته على يدي وصمت قبل أن أصل إلى بيته يوماً لعل الله أن يجعله من العمل الصالح الذي يتقرب به إلى الله ثم أخذت هدية – وما أحسن الهدية..هدية تأخذ القلوب وتجلب الأرواح يفعلها محمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه- وذهبت بها إلى بيته فلما رأيته سلمت عليه وقلت له: أحببتك في الله..ورأيت عليك آثار الخير..
قال: فنظر فيّ وقال: أتعرفني؟
قلت: لا وإنما رأيتك في مناسبات فخذ هذه الهدية..فأخذها وما كلمته بكلمة واحدة وعدت إلى بيتي وقلت: الحمدلله نجحت في أول خطوة.
وبعد أيام ذهبت إليه وقلت: أسألك بالله أن تأتي إلى بيتي في زيارة فإني أحببتك.
قال: آتيك.
فحددت له موعداً ليس إلا أنا وهو..فدخل بيتي وتغدى..وماكلمته بالدعوة كلمة..فخرج فقلت: هذا نجاح ثاني.
قال: ومرة ثالثة قلت له لدي سفر إلى قرية قريبة وأريد أن تركب معي..فركب معي..فلما ركب معي إبتهلت إلى الله ودمعت عيناي فدعوت الله أن يرزقني الصدق وأن يجري الحق على لساني..
فلما ركب إنطلقت في الكلام وأتت فتوحات من الواحد الأحد..ماأدري من أين إنهال هذا الكلام..فأخذت دموعه تتسابق – فقد أحيا الله الفطرة..وأخرج الله الفطرة من مكانها.. وتحركت لاإله إلا الله في روحه -.
قلت له: أريد أن أجنبك النار..أريد أن أقودك إلى الجنة في كلام طويل..
قال: مدّ يدك..فمددت يدي.
قال: أشهد الله وملائكته وحملة عرشه ثم أشهدك أني تبت إلى الله وأسألك بالله الذي لاإله إلا هو قبل الفجر أن تمر علي لتأخذني إلى المسجد.
وعدت إلى القرية..
وبعد أيام كان يصلي معي في المسجد..ودخل على والده ووالدته وكانا كباراً في السن وقد هجرهم سنوات..
فدخل عليهم وآثار الخير والنور يشعان من وجهه فقالوا: أأنت فلان؟
قال: أنا فلان..ثم قبّل يد أبيه ورأسه ويد أمه ورأسها..فانطلقوا يبكون فرحاً في البيت.
-بتصرف.

مشكوره حبيبتي على القصه
جزاك الله خيرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.