تُنصح المصابات بمشاكل النظر والراغبات في تصحيحها بأن يخضعن للعملية العلاجية قبل الحمل بفترة، وذلك ليتفادين حدوث أي مشاكل أو مضاعفات مؤقتة ترافق أو تنتج من تغيرات الحمل الهرمونية ومتطلبات ما بعد الولادة والرضاعة، حيث يرافق هذه المراحل تغيرات فسيولوجية في العين.
تشكو بعض السيدات أثناء الحمل من مشاكل في البصر أو آلام في العين من دون معرفة سبب ذلك، وغالبا ما تختفي هذه الأعراض مع الولادة. وحول العلاقة بين الحمل ومشاكل العيون، بيّن الدكتور عادل البلوشي، استشاري طب وتجميل العيون، أن الحمل ترافقه تغيرات فسيولوجية عديدة على كامل الجسم، ومن ضمن ذلك العين أيضا. وأضاف أنه من الوارد أن تصاب العين بمشاكل مؤقتة خلال فترة الحمل، ولكن غالباً ما يعود النظر إلى مستواه السابق بعد الولادة، لذلك لا داعي لعمل نظارة أو تجديدها أثناء الحمل.
تُنصح المقبلات على الحمل، لاسيما المصابات بالأمراض المزمنة والعيوب البصرية، بفحص العين في بداية الحمل وخلاله بشكل دوري، خاصة من تستدعي حالتهن المراقبة الطبية، ونبه د. البلوشي قائلا:
– من أهم النقاط التي يجب مراعاتها لتجنب حدوث مضاعفات العين أثناء فترة الحمل، ضرورة فحص شبكية من تعاني ارتفاعا في ضغط الدم. فمثلما يعد ارتفاع ضغط الدم كعامل خطر على الجنين، فهو كذلك أيضا على الشبكية، ما يشدد على أهمية علاج وخفض ضغط الدم إلى معدلاته الطبيعية أثناء الحمل لتجنب مضاعفاته على الجنين والبصر.
وفي حالة حدوث انفصال في الشبكية بسبب تسمم الحمل، لا يتطلب علاجه عادة التدخل الجراحي، فالتحكم الجيد بمعدل ضغط الدم كفيل بدعم تشافي العين وعودة الشبكية والبصر تدريجياً إلى وضعهما الطبيعي.
ضرورة فحص المصابة بالسكر
يعرف ارتباط مرض السكر بمضاعفات خطرة على العين، وخاصة الشبكية، لذا من الضروري تنبيه المصابة بالسكر بضرورة مراجعة طبيب العيون خلال الشهر الأول من الحمل حتى يفحص حالة الشبكية.
وبما أن تغيرات الجسم الفسيولوجية أثناء الحمل قد تسبب زيادة فرصة حدوث مضاعفات مرض السكر، ينصح بفحص الشبكية كل ثلاثة أشهر لمن تعاني من تأثير بسيط على الشبكية. بينما تنصح التي تعاني من اعتلال شديد في العين، بأن تفحصها شهرياً لاكتشاف أي مضاعفات وعلاجها مبكرا، وقد يحتاج الأمر أحيانا لعلاج الشبكية بجلسة الليزر.
عمليات الليزك والحمل
حول إمكانية خضوع الحامل لعمليات تصحيح البصر من خلال عمليات الليزك، قال د. البلوشي:
– على الرغم من عدم تأثير هذه العمليات على الجنين بشكل مباشر، فإن الدراسات الطبية وآراء المختصين أثبتت خطأ الخضوع لها خلال فترة الحمل، وذلك لأسباب مختلفة تتعلق بتغيرات جسم الحامل وبوقت إجراء العملية ومرحلة الاستشفاء. ومن أهمها، تأثير تغيرات الحمل والرضاعة الفسيولوجية على قوة العين الانكسارية بطريقة تجعل من الصعب تحديد القياسات الصحيحة التي يجب استخدامها في عملية تصحيح النظر. وللتوضيح، يرجع الأمر الى الاسباب التالية:
1 – قبل العملية:
يتغير مستوى النظر خلال فترة الحمل بشكل كبير أحيانا، فقد تصاب بعضهن بقصر النظر، بينما تصاب أخريات بطول النظر. حيث يرافق التغيرات الفسيولوجية وارتفاع هرمونات جسم المرأة الحامل والمرضع حدوث تغيير في مستوى الماء داخل القرنية، مما يجعل مقاسات القوة الانكسارية غير صحيحة وغير مستقرة. وعليه فإن تقييم مستوى النظر وأخذ مقاسات العين سيكون غير دقيق، ما يعلل عدم جدوى أخذ المقاسات أو الخضوع لعملية تصحيح النظر أثناء فترة الحمل والرضاعة. ويفضل انتظار مرور هذه الفترة حتى تستقر وتجهز العين لعملية تصحيح النظر.
2 – أثناء العملية:
يعد استخدام قطرة العين من الخطوات الضرورية قبل وأثناء العملية، وعلى الرغم من أمان استخدامها، لكن قد تتسرب بعض من القطرات إلى مجرى الدم، وهنا يصعب التأكد من نتائجها على الجنين.
3 – بعد العملية:
تحتاج المريضة إلى أنواع مختلفة من قطرات العين. فتستخدم بعضها كمطهر أو غسول أو مضاد حيوي، ولا يعرف درجة أمان استخدامها للحامل، وإن كانت لها آثار جانبية على الحمل او الجنين.
بالإضافة إلى ذلك، يرافق تغيرات الحمل الفسيولوجية زيادة جفاف مياه العين إلى حد ما، ما يفسر مواجهة بعض الحوامل صعوبة في لبس العدسات اللاصقة، ويعرف بأن جفاف العين يعد عاملا يعيق شفاء العين بعد عملية الليزك.
وتسري هذه الأسباب على المرضعات ايضا، لذا يفضل تأجيل عملية الليزك الى ما بعد مرور دورتين شهريتين بعد توقف السيدة عن الرضاعة.
بوركت وجعله الله في ميزان حسناتك