(( الخجل الاجتماعي ..كابوس العصر )) ..!!
الخجل الاجتماعي أو ما يسمى بالرهاب الاجتماعي من أكثر الاضطرابات النفسية ظهورا في مجتمعنا السعودي وكثيرا ما نلاحظه في عياداتنا النفسية ..
تجد صاحبه يشكو من ألم المعاناة ويصوره على أنه كابوس ينغص حياته الاجتماعية ، يسرد صاحبه مواقف لا يستطيع القيام بها بالرغم من تمنية لعيش تلك المواقف ..
تتأثر حياة الفرد الاجتماعية والمهنية في ظل مصاحبة هذا الكابوس له على الصعيد الاجتماعي بحيث لا يستطيع الفرد حضور المناسبات الاجتماعية مع رغبته في حضورها لكنه يشكو من عدم قدرته على الاستمتاع عند تواجده في مجموعة كونه يمنع ذاته من الحديث والمشاركة نتيجة لمراقبته وقلقه المستمر تجاه ذاته ..
على الصعيد المهني يشكو كثير من رفضهم للقيام بمهام جديرين للقيام بها كإمامة الناس أو القاء محاضرة للجمهور أو رفض ترقيه عمل نتيجة الخوف من مواجهة رئيسة بالعمل ..
كل ذلك بسبب هذا " الكابوس " الناتج بدرجة أولى عن أفكار الفرد تجاه نفسه وحواره الداخلي معها فغالبا ما يكون حوار سلبي فيه انتقاص من قيمة الذات ..
هذه الأفكار غالبا ما تكون نتيجة للتنشئة منذ الصغر فكثيرا ممن قابلتهم عياديا وجدت أن أفكارهم ترجع لأساليب تنشئتهم كأن يكونوا في أسرة توبخهم وتقلل من قيمتهم وتنعتهم بألفاظ ذات وقع سلبي على أنفسهم إضافة إلى عدم اشراكهم في القيام بمهام تشعرهم بالمسئولية وبالتالي تنمية الثقة بأنفسهم فنجدهم مهزوزا الثقة بالنفس وسلبيين تجاه تقيمهم لأنفسهم وإنجازاتهم ..
" الرهاب " بأبسط وصف صورة سلبية للذات تجعل الشخص يراقب نفسه ويقيمها بسلبية ومن ثم يحرمها من التصرف بتلقائية في المواقف الاجتماعية مما يحد من الحرية النفسية للفرد ..
أوجه رسالتي من واقع معالجتي لمن يعاني من هذا الكابوس مفاداها أن العلاج سهل ويسير بإذن الله فمعالجته بالدرجة الأولى تتطلب تهيئة نفسة وتعريف الشخص بمعاناته من خلال شرح مفصل لطبيعة مشكلته ـ أسبابها ـ عواقبها على حياته إن لم يعالجهاـ ومن ثم سبل معالجتها ..
يكون العلاج تحت يد مختص في العلاج النفسي يقوم بجلسات cbt فالبداية تكون بالعلاج المعرفي للبنية المعرفية للفرد وتصحيح أفكاره الخاطئة عن نفسه ومن ثم يكون مهيأ للجلسات السلوكية التي تقوم على " مواجهة المواقف التي يخشاها" تدريجيا بدلا من استجابة الهروب الدائمة من المواقف التي تثير قلقه ..
قد يتساءل البعض عن دور العلاج الدوائي ؟؟ وهل يجب بالضرورة أن يأخذه الشخص في هذه الحالة ؟
العلاج بالعقاقير الدوائية يلعب دور في خفض درجة القلق مما يسهل على الحالة التجاوب لجلسات العلاج النفسي وللقدرة على تعزيز مواجهة المخاوف من بعض المواقف ..
أما عن مدى احتياج الفرد له فيعود لتقييم الطبيب النفسي وغالبا ما يكون على حسب شدة الاضطراب ومدى إعاقته لحياة الفرد ومدة المعاناة وكذلك مدى استجابته للجلسات النفسية ..
أما الرهاب اليسير فيكتفى بجلسات معرفية سلوكية دون حاجه لتدخل دوائي ..
بقلم: الأخصائية النفسية ..
** سلطانه القحطاني ..
اللهً يسلمك عزيزتي اللهمً علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا
الله يسلمك أختي الكريمة
واتمنى أكون أفدتك ولو بالقليل..