بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف خلق الله سيدنا محمد بن عبد الله و على اله و صحبه اجمعين
من خلال هذه الحروف …لا أدعو للتشاؤم…أو أن التفاؤل في عرفي غائب…ولكن يجب أن نعيش الواقع…ويجب أن نجد حلاً لهذا العنف العاطفي الذي بدأ يطرق أبواب بيوتنا من كل اتجاه….فهل نجد حلاً عميقاً ينجينا من تلك الظلمات التي بدأت تتساقط علينا في كل وقت…
فقد كنت أعتقد من قبل أن التحصين الداخلي للأبناء هو المنجاة والحل الأسلم…و لكن مع تغير ظروف الحياة…و كثرة المتدخلين بتربية أبنائنا أصبحت تربية الأهل مهددة…فأين المفر لنا و لأبنائنا من عوامل التغيير التي تهبط عليهم صبح مساء…و أين لهم الطاقة من مواجهة هذا الغزو الساقط…فكم يحززنني وضعهم…و كم أشفق و أخاف عليهم…و كم أدعو لهم بالصبر و الثبات…فهذه المحن تهدم الجبال الراسيات…فنحن عملنا جُهدنا حتى جَهِدنا…و أبناؤنا المساكين أغشيت عيونهم من كثرة الملابسات …و اختلاط الشبهات…فأين لهم من تميز الحق المستتر من الباطل المجاهر…و كيف لهم من الهروب عن خنادق الظلال في ليل الظلام…و كيف لهم التمسك بطوق النجاة…و هم أغرار صغار…و هم ممن لم تعركهم الحياة بتجاربها…
فكيف لهم العيش مع المبادئ و القيم التي علمناهم إياها في أول حياتهم و المؤثرات الموجهة المختلفة تطاردهم…. من إعلام هابط…و من مجتمع بدأت عليه آثار الانفتاح…و من تقنيات بدأت تظهر سلبياتها على السطح…فالكل مشارك بالتربية ..وكلاً يمد يده ليقتسم معنا فلذات أكبادنا…كلهم يريدون أن يشاركونا…الفضائيات…الأصدقا ء…الجامعات و المدارس…الاستراحات و الديوانيات…و من كل حدب وصوب يهبطون…فهل نصمت أو ننتظر حتى تغرس سكاكينهم المميتة في ظهورنا…أو نتوقف نطلب المدد من الله ونحن لم نسعى…لا…و ألف لا…فيجب علينا جميعاً أن نعمل بالخط المعاكس…و أن ننشر الفضيلة كما يجتهد أصحاب الرذيلة…وهذا العمل لا يعذر فيه إنسان …و لا يحق لمرء أن يتوانى عنه…ولا يغفر لفرد أن يعلق مشاكله على الغير وبدون أن يجتهد لتقديم حلاً و لو اجتهادياً…فأطرح بعض النقاط…لعلها تكون سبباً بتدافع خبرتكم لكتابة بقيتها على أرض الواقع…وهي كذلك تذكرة ببعض نقاط التربية التي اعتقدها فلعلها تفيد في هذا الطريق منذ الصغر…
1. غرس الخوف من الله في النفوس في كل وقت وحين…وأن الله مطلع على السرائر…
2. الدعاء ..واليقين بالإجابة بأن الله يجيب دعوة المضطر والوالد و المظلوم…
3. تنشيط الرقابة الذاتية في أبنائنا على الدوام…و العمل على بذر هذه الصفة في نفوسهم…و ذلك بعد زرع الفضيلة و المبادئ السامية في نفوسهم بحيث يفرقون بين الحسن و السيئ في دروب الحياة…
4. تعويد الأبناء على المصارحة والوضوح مع الجميع و خاصة الأقربين من حولهم..
5. إظهار الأبناء على بعض المشاكل البسيطة و التي تواجه الأسرة…وذلك حتى لا يعتقدوا أن الحياة الأسرية هي حياة بلا منغصات…
6. العمل على بث الخير بين الجميع والتحذير من مثل هذه الروايات و الساحرة…الغير مقننة …
7. أن يتقدم كل إنسان بمواهبه فينثرها في النت…فإن الإبداع يجذب النفوس.. وعندها يبدأ بتضمينها مبادئه المتوافقة مع الشريعة…
8. مع التحصين الداخلي لأبنائنا يجب أن نختار ما يناسب هواياتهم…و أن نقف كذلك على اختياراتهم…
9. يجب أن تكون لدينا تغذية مرتدة لأساليب التربية..بمعنى أن الأساليب التي استخدمناها قبل سنوات أو أشهر قد تكون غير مناسبة في هذا الوقت الحالي…فالحياة تتغير وبسرعة ويجب أن نتسارع معها
10. يجب أن نشغل أوقات أبنائنا بالمفيد بما يتوافق مع هواياتهم وميولهم….حتى و إن كانت ميولهم عاطفية فيجب أن نختار المناسب منها و الملائم لهم…
11. إن زمن فرض الرأي قد انتهى…فحتى الأطفال الصغار الآن لا ينفذون ما يطلب منهم مالم تقدم لهم حجج مقنعة…أو تدعم رأيك ببراهين مثبته…
12. يجب أن يتم إشباع الجانب العاطفي من الوالدين للأبناء ..فذلك يهذب العواطف المتأججة في نفوسهم..فهم يبحثون عبر كل الوسائل لإشباعها وإخراجها..فكن أنت المصدر للتلقي و المصدر لإشباعها..
13. تأكد إن لم تكن قريباً لأبنائك…فلن تستطيع أن تصل إلى قلوبهم..
14. قد تعمل …وتعمل…ولا تنجح بعملك مع أبنائك…فلا تيأس و كن واثقاً بالله….و أعلم أن الله قد كتب لك الخير في قادم الأيام بإذن الله تعالى..فابحث وحاول بطرق أخرى فلعل الله صرف عنك الأولى لتجد أفضل منها و أكمل…
…والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقول للافادة
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
اللهم اغفر لنا و ارحمنا و تب علينا انك انت التواب الرحيم
اين اقترحاتكم ردودكم و تفاعلكم مع الموضوع ام ان تربية ابنائنا لا تهمكم