مفهوم الرفق واللين
اللطف ولين الجانب ، هو ضد العنف ، ضد الخشونة
( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك ) ..
إن الرفق واللين يتضمن : لين الجانب بالقول والفعل ، والأخذ بالأسهل والأيسر وحسن الخلق ،
وكثرة الاحتمال ، وعدم الإسراع بالغضب والتعنيف .
ويطلق الرفق واللين على المداراة إذا كان في ذلك دفع برفق.
وفي الحديث :
( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي فجاءت بهمة تمر بين يديه فما زال يدارئها )المداراة من أخلاق المؤمنين وهي خفض النجاح للناس ،
ولين الكلمة ، وترك الإغلاظ لهم في القول ، وذلك من أقوى أسباب الألفة
وقد قال الله تعالى لموسى وهارون
( اذهبا إلى فرعون إنه طغى * فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى )
( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك ).
ولهذا قال القائل :
وإذا عجزت عن العدو فداره * * * وامزح له إن المزاح وفاق
فالنار بالماء الذي هو ضدها * * * تعطي النضاح وطبعها الإحراق
أهمية الرفق واللين
عن عائشة – رضي الله عنها – أن البني صلى الله عليه وسلم قال لها :
(إنه من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة ، وصلة الرحم ،
وحسن الخلق ، وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار).وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من العنف ، وعن التشديد على أمته صلى الله عليه وسلم ،
فعن عائشة – رضي الله عنها – قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي
هذا : (اللهم من ولي من أمر أمتى شيئاً فشق عليهم ، فاشقق عليهم ، ومن ولي من أمر أمتي
شيئاً فرفق بهم فارفق به)وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(إذا أراد الله – عز وجل – بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق).
صور في مواقف تطبيق الرفق في الدعوة
– الصورة الأولى : مع شاب استأذن في الزنا
عن أبي أمامة – رضي الله عنه – قال : إن فتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
يا رسول الله ، ائذن لي بالزنا ، فأقبل القوم عليه فزجروه ، وقالوا : مه مه ! فقال له :
(ادنه) ، فدنا منه قريباً ، قال : (أتحبه لأمك ؟) قال : (لا والله ، جعلني الله فداءك ، قال : لا
والله يا رسول الله ، جعلني الله فداءك. قال : (ولا الناس يحبونه لبناتهم). قال : (أفتحبه لأختك ؟)
قال : لا والله جعلني الله فداءك. قال (ولا الناس يحبونه لأخواتهم). قال : (أفتحبه لعمتك ؟)
قال : لا والله ، جعلني الله فداءك. قال : (ولا الناس يحبونه لعماتهم) . قال (أفتحبه لخالتك ؟)
قال : لا والله جعلني الله فداءك. قال : (ولا الناس يحبونه لخالاتهم) .
قال : فوضع يده عليه ، وقال : (اللهم اغفر ذنبه ، وطهر قلبه ، وحصن فرجه) ،
فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء .
وقال صلى الله عليه وسلم : (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ، ولا ينزع من شيء إلا شانه).
وقال صلى الله عليه وسلم : (من أعطي حظه من الرفق أعطي حظه من الخير ،
وليس شيء أثقل في الميزان من الخلق الحسن) .قال تعالى:﴿ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا ﴾نسأل الله أن يهدينا لأحسن الأخلاق والأقوال والأفعال، وأن يصرف عنها لا يصرف عنا سيئها إلا هو. اللهم إنا نسألك من خيري الدنيا والآخرة، ونسألك المعافاة والعافية الدائمة، ونسألك أن تجعلنا أحب عبادك إليك يا ذا الجلال والإكرام، ] اللهم اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا واغفر ربنا إنك رؤوف رحيم [. اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان.
وجزاك ربي الجنان