تخطى إلى المحتوى

الدرر الزكية في صفات نبينا الخلقية والخلقية -اسلاميات 2024.

  • بواسطة
الدرر الزكية في صفات نبينا الخلقية والخلقية

بسم الله الرحمن الرحيم
الدرر الزكية في صفات نبينا الخلقية والخلقية
الحمد لله الذي أيد حبيبه المصطفى بقرءان كالشمس وضحاها، وبسنة كالقمر إذا تلاها، فمن سار عليها سار في ضوء النهار إذا جلاها، ومن أعرض عنهما سار في ظلمة الليل إذا يغشاها،

والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للأنام وعلى ءاله وصحابته العظام مصابيح الهدى وشموس النور والعرفان.

ولد الهدى فالكائنات ضياء ~~~~ وفم الزمان تبسم وثناء

الروح والملأ الملائك حوله ~~~~ للدين والدنيا به بشراء

يقول الله عز وجل:

” يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا ” (سورة الأحزاب).

في ذكرى مولد النبي الهادي سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه يطيب الحديث عنه صلى الله عليه وسلم ونتنسم في ذكرى مولده المبارك عبيرا فواحا وأعطارا وأزهارا مسكية زكية عطرة كيف لا وهو سيد الأولين والآخرين وإمام الأنبياء والمرسلين وأعظم مولود عرفه هذا العالم. فهو الرجل الفذ العظيم الذي هدى الناس فدعا إلى عبادة الله الواحد الأحد الملك داليان وأن لا يشرك به شىء ونبذ عبادة الأوثان والأصنام التي لا تضر ولا تنفع على الحقيقة لأن النافع والضار على الحقيقة هو الله تعالى. وهو صلى الله عليه وسلم الذي جعل من المستضعفين أساتذة وقادة وجعل من عباد الصنم والحجر بعد ذلك هداة للبشر، وهو صلى الله عليه وسلم الذي فاق جميع إخوانه النبيين والمرسلين في الخلق والخلق وما زال يعلو شأنه وقدره في مدارج العزة والسؤدد والفخار فهو سيد الأولين والآخرين وإمام الأنبياء والمرسلين وخير خلق الله تعالى أجمعين، وفي هذا يقول رسولنا عليه الصلاة والسلام: " أنا سيد ولد ءادم يوم القيامة ولا فخر" رواه الترمذي.

فتعالوا معنا أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذكرى مولد هذا الرسول العظيم والنبي الكريم صاحب الذكر المحمود والحوض المورود واللواء المعقود والشفاعة العظمى لنتحدث في شخصية نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم وما في جوانب شخصيته من عظمة وفخار، لنأخذ المواعظ والعبر ونزداد يقينا بعظمة هذا الرسول العربي الهادي سيد البشر والشفيع المشفع في المحشر.

إنها ذكرى انبلاج فجر الحق الصادح والهدي الساطع, ذكرى صيحة الإيمان الدائمة المجلجلة في الأجيال.

ذكرى لها هتفت ملائكة السما ~~~~ فرحا بمولد سيد الأكوان

طه رسول العالمين محمد ~~~~ ذكراه بالأنجيل والقرءان

إنها ذكرى بدر عظيم تألق في سماء مكة فاستنار الوجود بطلعته الزكية وابنعثت أشعته ما بين المشرقين والغرب فانقلب الحال من الجهل الى العلم ومن الغواية والضلال الى الهدى والايمان ومن الذعر الى الأمن والسلام يقول الله سبحانه وتعالى مخاطبا حبيبه وصفيه محمدًا: ” إنا أرسلناك وان من أمة إلا خلا فيها نذير” (سورة فاطر).

إن الدعوة المحمدية التي جاء بها نبينا المصطفى كانت ولا تزال دعوة سامية ظاهرة نقية ترمي الى اهداف عالية سامية نبيلة تتمثل في نشر عقيدة التوحيد الحقة التي جاء بها جميع الأنبياء، واصلاح العقائد الفاسدة، والى السمو في القيم والاخلاق وتنقية النفوس من المزاعم الباطلة وتحرير العقول من أسر الباطل المذموم، حتى تسير تحت ضياء الحجة النبرة الحق والعقل السليم الذي هو شاهد للشرع الحنيف منة من الله عز وجل على عباده يقول الله تبارك وتعالى: ” لقد من الله على المؤمنين إذ يعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم ءاياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين” (ءال عمران /164) ويقول صلى الله عليه وسلم: "إنما ان رحمة مهداة".

أما الحديث عن خلقته الشريفة صلى الله عليه وسلم فقد بينها لنا الرسول العظيم عندما قال: "ما بعث الله نبيا إلا حسن الوجه حسن الصوت وإن نبيكم أحسنهم وجها واحسنهم صوتا", ولقد قال الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه : "ما رأيت شيئا أحسن من النبي صلى الله عليه وسلم كأن الشمس تجري في وجهه وما رأيت أحدا أسرع في مشيه منه كأن الارض تطوى له إنا لنجتهد وإنه غير مكترث". ولقد قيل يوما للصحابية الجليلة الربيع بنت معوذ: صفي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: " لو رأيته لقلت الشمس طالعة", ويقول أبو هريرة في وصف النبي صلى الله عليه وسلم: " لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم", ويقول الصحابي الجليل أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما شممت شيئا قط مسكا ولا عنبرا أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا مسست شيئا قط حريرا ولا ديباجا ألين مسا من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم", ولقد قال أحدهم:

ولد الحبيب وخده متورد ~~~~~~ والنور من وجناته يتوقد

جبريل نادى في منصة حسنه ~~~~~~ هذا مليح الوجه هذا الأوحد

هذا جميل النعت هذا المرتضى ~~~~~~ هذا جليل الوصف هذا أحمد

وفيه قالوا أيضا وأقول :

أنت الذي من نورك البدر اكتسى ~~~~~~ والشمس مشرقة بنور بهاك

أنت الذي لما رفعت الى السما ~~~~~~ بك قد سمت وتزينت لسراك

ماذا يقول المادحون وما عسى ~~~~~~ أن يجمع الكتاب من معناك

صلى عليك يا علم الهدى ~~~~~~ ما اشتاق مشتاق الى مثواك

كان صلى الله عليه وسلم أرجح الناس فكرا وأكملهم عقلا وهو صلى الله عليه وسلم اذكى الاذكياء وأبلغ البلغاء واعقل العقلاء، وأفصح الفصحاء فقد زكى الله تعالى عقله فقال: { ما ضل صاحبكم وما غوى}, وزكى لسانه فقال: {وما ينطق عن الهوى}, وزكى شرعه فقال: {إن هو إلا وحي يوحى}, وزكى جليسه جبريل فقال: {علمه شديد القوى}, وزكى فؤاده فقال: {ما كذب الفؤاد ما رأى}, وزكى بصره فقال: {ما زاغ البصر وما طغى}, وزكى خلقه فقال: {وإنك لعلى خلق عظيم}.

يا سيد العقلاء يا خير الورى ~~~~~~ يا من أتيت الى الحياة مبشرا

وبعثت بالقرءان فينا هاديا ~~~~~~ وطلعت في الأكوان بدرا نيرا

والله ما خلق الإله ولا برى ~~~~~~ بشرا يرى كمحمد بين الورى

ــ خلق الرسول العظيم:

إن سيدنا محمدا عليه الصلاة والسلام كان أحسن الناس خلقا وإن شخصيته العظيمة الفذة لم يعرف التاريخ لها مثيلا، وإن المرء مهما أوتي من قلم بليغ وبيان ليعجز أن يوفي الجوانب الخلقية في شخصية الرسول العظيم من جميع جوانبها. ويكفي في إثبات عظيم خلقه وأخلاقه صلى الله عليه وسلم شهادة المولى عز وجل لحبيبه محمد عليه الصلاة والسلام حيث قال: {وإنك لعلى خلق عظيم}, وما أعظم قول الإمام البوصيري واصفا الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم في بردته المشهورة حيث قال:

فاق النبيين في خلق وفي خلق ~~~~~~ ولم يدانوه في علم ولا كرم

وكلهم من رسول الله ملتمس ~~~~~~ غرفا من البحر أو رشفا من الديم

فهو الذي تم معناه وصورته ~~~~~~ ثم اصطفاه حبيبا بارىء النسم

منزه عن شريك في محاسنه ~~~~~~ فجوهر الحسن فيه غير منقسم

لقد كان نبينا المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه أجود الناس وأصدقهم لهجة وأحسنهم خلقا وخلقا، وألينهم كفا وأطيبهم ريحا وأكملهم عقلا، وأحسنهم وأكرمهم عشرة وكان أشجعهم وأعلمهم بالله، وكان أشدهم خشية لله تعالى، لا يغضي لنفسه ولا ينتقم لها، وإنما يغضب اذا انتهكت حرمات الله تعالى، وكان خلقه القرءان. وكان أكثر الناس تواضعا يخفض جناحه للمؤمنين، أحلم الناس وأشدهم حياء، القريب والبعيد والقوي والضعيف عنده في الحق سواء. وما عاب عليه الصلاة والسلام طعاما قط إن اشتهاه أكله وإلا تركه.

وكان عليه الصلاة والسلام يعود المرضى، ويجيب من دعاه من غني وفقير ولا يحقر مؤمنا.

وكان صلى الله عليه وسلم قد أوتي جوامع الكلم أي له كلام كثير فيه معان كثيرة ولا يقعد ولا يقوم إلا على ذكر الله تعالى وكان لا يدع أحدا يمشي خلفه، يأمر بالرفق ويحث عليه وينهى عن العنف ويحث على العفو والصفح ومكارم الاخلاق. من رءاه هابه، ومن خالطه أحبه،

قال أحدهم في وصفه :

يا من بهديك أفلح السعداء ~~~~~~ هذي عظاتك للقلوب دواء

يا من بعثت الى الخلائق رحمة ~~~~~~ أقسمت أنك رحمة وضياء

وبعثت أميا تقول فتغتذي ~~~~~~ منك العقول وتستقي العلماء

ومكارم الأخلاق أنت مِلاكها ~~~~~~ وأتمها أخلاقك الحسناء

وعدلت في أمر العباد فيستوي ~~~~~~ في دينك الفقراء والأمراء

هذه بعض جوانب شخصية الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم فما أعظمها وأجلها من شخصية لم يعرف لها التاريخ مثيلا على مر الزمان والاجيال..

لله ما أعظمك يا رسول الله .. يا حبيب الله .. ويا أكرم خلق الله على الله عز وجل.. يا من أرسلك الله تعالى رحمة للعالمين فأديت الرسالة وبلغت الأمانة ونصحت الأمة وجاهدت في الله حق جهاده حتى أتاك اليقين.

لله ما أعظم وقفتك المشرفة التي وقفتها في تبليغ رسالة الله وأنت متوكل على الله عز وجل غير عابىء بطواغيت قريش وصناديدها حيث قلت لعمك أبي طالب الذي جاء رسولا من قريش يعرض عليك الملك والجاه والمال فقلت له مقالتك المشهورة: "والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الامر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه".

فما أجدر المسلمين اليوم وفي هذا العصر العصيب الذي كثرت فيه الظلمات المتلبدة والكوارث المتلاحقة وأحاطت بهم شياطين الكفر والإلحاد من كل جانب وصوب بعد أن تفرقوا وتبعثروا ووقع الكثير منهم في الفسوق والمعاصي أن يسترجعوا معاني ذكرى مولد الرسول الهادي صلى الله عليه وسلم ومواقف جهاده وبطولاته في سبيل الله عز وجل غير عابئين بزخارف الدنيا وزينتها ومتعها الرخيصة الفانية فيتيقظوا من سباتهم وغفلتهم ويجتمعوا على طاعة الله عز وجل ويجمعوا صفوفهم ويتوحدوا ويعتصموا بحبل الله تعالى كما أمرهم ربهم ولا يتفرقوا, ويسيروا على هدى نبيهم ورسولهم عليه الصلاة والسلام فيعيشوا كرماء أعزاء موفوري العزة والكرامة ولن يصلح أمر هذه الأمة اليوم إلا بما صلح به سلفها وهو الاعتصام بدين الله عز وجل والسير على نور وهدى تعاليم نبيهم صلى الله عليه وسلم يقول الله عز من قائل: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}, ويقول أيضا: {يا ايها الذين ءامنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}.

جزاك الله خير ع الموضوع الاكثر من
روووووووووووووعه
اللهم صل على محمد وعلى اله وصحبه وسلم
بارك الله فيك وشكرا لك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.