بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقال رائع من خطبة » » الشيخ د/عبدالرحمن بن صالح الدهش بعنـــوان
الرسالة التي تصدر منك هي عنوانك قبل النظر في مضمونها
خطيب جامع علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) في خطبة يوم الجمعة الموافقة 22/1/1431هـ حول أهمية الكلمة المكتوبة أو المسموعة وأثرها في بث الخير بين الناس , وكيف أنه يرتقى المتكلم بالكلمة الطيبة أعلى المنازل ويبلغ أعلى الغاية , ولربما هوى بكلمةٍ لا يلقي لها بالاً إلى قعر جهنم ولا يظلم ربك أحدا .
قال –حفظه الله- في مطلعها:
(وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا) اعلموا أن للقول فتنة , وللكلمة تبعة تبلغ بصاحبها أعلى الدرجات , أو تهوي به في حضيض الدركات , قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ، لا يلقي لها بالا ، يرفع الله بها درجات ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ، لا يلقي لها بالا ، يهوي بها في جهنم ) فما أعظم المسؤولية , كلمة تقولها مع جليسك أو جلسائك , أو في بيتك مع أهلك وأولادك لم تعد لها تحضيراً , ولم تظن أن لها تأثيراً , ولكن نفع الله بها من سمعها منك مباشرة أو نقلت إليه بواسطة , فكانت رفعة لك أيها القائل ,كانت درجات في الجنة , لأنها كلمة من رضوان الله فهي أمر بخير أو تحذير عن شر , أو خبر فيه عبرة وعظة.
وعكس هذا كلمة من سخط الله فهو يهوي بها في نار جهنم حيث لم يتورع عن كذب أو غيبة أو نميمة أو استهزاء بأحد ؛ وأقبح الاستهزاء , الاستهزاء بالشرع والدين , وهو كفر برب العالمين , (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ )
وإن لم يكن من هذا أو ذاك فهو لغو يضيع به الوقت , ويقسو به القلب , وربما افسد العشرة بين المتألفين , وقضى على الرابطة بين قوم متحابين .
إن التساهل بالقول وإطلاق القول في كل مكان , وعدم تحري الإنسان , هو دليل على ضعف إيمانه وقلة حيطته لما فيه صلاح دينه , حيث لم يعتبر الميزان الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) الصمت يسع كل من لم يرى الخير في مقاله , والكلمة مادامت لم تخرج من صاحبها هو في عافية وحلٍ منها , فأنت أميرها مالم تقلها , فإن قلتها أصبحت مأمورا لها مسؤولاً عن دلالتها , ملوماً عن رديئها وسيئها .
عقب هذا بحديث عن خطورة تتبع عورات المسلمين وأن هذا الفعل من صفات المنافقين , وذكر في هذا قصة الإفك على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن أبيها . ثم قال حفظه الله :
ومما ابتليت به بعض النفوس الجدال بالباطل ليدحض به الحق , تأمره بمعروف فيجادلك في ذلك وكيف يكون هذا معروفا ! , تنهاه عن منكر فيجادلك في ذلك وكيف يكون هذا منكرا ! , فأين الإذعان للحق ؟! أين القبول للصواب ؟! (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)
ابتدأ الشيخ عبدالرحمن خطبته الثانية بحديث عن أهمية الذكر في المجالس , وذكر في هذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم : (ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار ، وكان لهم حسرة)
ثم عقب هذا بقوله : حيث كانت الخطبة في الكلمة المسموعة ؛ فالقول أشد وأعظم في الكلمة المكتوبة , والكل عند الله مكتوب (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) ولكن كتابتها في صحيفة أو مقالة أو موقع تسير به الركبان , أو في رسالة جوال يسهل تداولها هذه أعظم في الدنيا وأما أمرها في الآخرة فإلى الله .
إعلم أن الرسالة التي تصدر منك هي عنوانك قبل النظر في مضمونها , الرسالة الجوالية التي فيها سخرية بأحد , أو فيها إثارة قبلية , أو فيها عيب لأهل بلد أو دولة ,هي قبل كل شيء تدل على خفة في دينك , وسفه في عقلك , حيث كنت مروجاً لما نهى الله عنه , (لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ) والرسالة التي عجزت أن تضحك الناس إلا في ذكر العورات , وما يستحي منه ذو المروءات ,هي دليل على عدم مروءتك , وإذا لم تستح فاصنع ماشئت !
أما رسائلك بالأحاديث الموضوعة والضعيفة , وما يزعم أنها ترغب في أعمال , وكذلك ماستحسنه كاتبه فدعى إلى بدعة من أفكاره , فأثمه أشد ومن عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد !
وبالامكان الاستماع إليها من هنا:
منقوووووووووول للفائدة
حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلته وهو رب العرش العظيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
مشكورة أختي
جزاك الله خيرا
ووفقك الي مايحب ويرضي