تخطى إلى المحتوى

الرساله -قصة قصيرة 2024.

  • بواسطة
الرساله (وأرجوا النقد البناء)

خليجية

دائما ما كان يداعب شعاع الشمس عينى ويؤرقها بأنعكاسه من زجاج نوافذ البيت الذى اجلس فيه مع رفقه من الأصدقاء نلهو طوال الليل كلنا شبابا وبناتا وربما اصحاب المعاشات من المعارف والأقارب الذين يظنون ان الحياة بأسرها قد فاتتهم دون ان يتمتعوا بأدنى لحظات طرف ومرح. كانت أغلب الليالى تشبه ليلتى هذه حتى فى اقتحام شعاع الشمس عينى وأنا جالس على الكرسى أمام النافذة ومن حولى باقى من كانوا معى طوال الليل الذى نمضيه كله فى سًَُكر ولذة ومتاع نظنهُ كذلك خير ما فى هذه الدنيا فنحن نواصل الليل بالنهار دون ان يهدأ لنا مكمن فكل شئ مباح وكل شئ جائز من جميع اشكاله من دنوه او حقاره او الوصول إلى قاع الأنحطاط فكان لا يهمنا شيئاً لا أمراً من هذا بالأستحياء من أفعالنا ولا زجرا من ذاك على ما نفعله, فالسهر وحده زعيمنا والهوى قائدنا الأعظم فنجلس ساعاتنا هذه فى ضحك ولعب ولهو ومن ثم طلوع الشمس يذهب كلا منا إلى حالهِ ونهجر جميعنا هذه الشقه وكأننا لا نعرفها وهى أيضا كذلك إلى ان نأتى لها من جديد فى اليوم التالى!!…………………………. ……… . وعلى الرغم من أن كل شئ كما هو لا تغير فيه إلا اننى أصابنى هذا اليوم شيئاً لا أستطيع الأتيان له بمصطلح يعبر عنه بيد أن الشعاع المنعكس عندما أرق عينى وباعدت عنه إذ بى كأنى أجد من وراء هذا الشعاع رساله ممن لا اعرف لا هى برساله موبايل او نت او من صديق كل ما أعرفه انها رساله لا أعرف مضمونها هى ليست بكلام أو رساله تلمسها بيدك وتقرءها بعينك هى كل ما فعلته انها أستحوذت على عقلى ولم أملك حينها إلا أن نزلت إلى الشارع كى أخرج مما أدخلنى فيه عقلى من حاله غثيان، وفى طريقى وانا أخطو خطواتاً مترنحه يمينا ويساراً لا أقوى على حمل أقدامى إذ بى أسمع صراخ جماعى ينبعث من أحدى الشوارع الجانبيه فتثاقلت قدماى وهى تتجهه إلى هناك وأجدهم أٌناسً يحملون تابوتا ليضعوه فى سيارة الموتى وإذا هو مقذف إلى ومن يحملونه يقعون على الأرض إثر عرقله ولم أشعر إلاأنى رحت أمسك بما هو مقذف إلى وأصعد به إلى العربه ولم أعرف حينها من اين أتت لى هذه القدرة إلا أنى هممت بالفعل ففعلت وأصبحت انا والميت دون سابق ميعاد بيننا وأنطلقت السيارة بمجرد أن اٌغلق على كلينا الباب وطوال الطريق وأنا أنظر للميت دون أى كلمه أو تفكير إلا فى شئ واحد ألا وهو إلأى اين ذاهب هذا الرجل الميت وهل كان يمضى مثلى ومثل أصدقائى المحبين المستبيحين لأى شئ فى الليل كله وفعل كل لذات الدنيا ومن ثم طلوع الشمس يرحل، أم كان يداعب زوجتهُ التى تعفف بها أم كان يفضل النوم لأنه ذو أطفال وأنه يعمل من أجلهم أم انه يجعل جزأً من ليله لله عز وجل كما أمر وكما تحبه نفسه ان تمضيه فى ذلك ،وفى كل الأحوال هو لن يفعل اياً ما كان يفعله فى يومه التالى حيث ان مفهوم الأيام وعدها إنقضى بالنسبه له،ونزلنا حينما توقفت السيارة وكما لم يكن لى قوة اعرفها جعلتنى أمسكه وانا اصعد به إلى السيارة كذلك فى النزول وأخذناه ونزلنا به إلى قبرة حيث سيدفن، وتحت الأرض فى الظلماء الكثيفه الظلمه أخذوا يلحدونه ويقرأون له القران وأنا لا أستطيع التفكير إلا فى هذا الرجل وفى الرساله التى جائتنى بالصباح من بين شعاع الشمس ،ولما أهلو عليه التراب وأغلفوا التربه كأنى وجدت الرساله ومضمونها بل وما كانت تقصده فبكيت كثيرا حتى اندهش الجميع واخذنى منهم رجل يهدأ من روعى فسألنى من أنا ؟؟؟؟؟؟ فقلت على الفور
أنا الذى تذكر الموت فبكت عيناه
وخلا عقله إلا من معنى الرساله.
منقوووووووووووووول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.