بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف خلق الله نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .
قال بن القيم :
أن محور السعادة يكون بثلاثة أمور ، وكلها مذكرة :
فالنعم مذكرة …….وذكرها شكرها
والمحن مذكرة ………وذكرها الصبر
والذنوب مذكرة …وذكرها الاستغفار
فالذكر شفاء القلب ودواءه والغفلة مرضه
فالقلوب مريضه ، وشفاؤها ودواؤها في
ذكر الله تعالى .
وان الذكر أصل موالاة الله عز وجل ورأسها
والغفلة أصل معاداته ورأسها ، فان العبد
لا يزال يذكر ربه عز وجل حتى يحبه فيواليه ،
ولا يزال يغفل عنه حتى يبغضه ويعاديه .
انتهى كلامه رحمه الله
كم هي جميلة وطيبة تلك الحياة حين تتجمل
القلوب بذكر الله ، وتصفو من الأدران والآثام
فتنطلق مسرعة إلى ربها مرددة :
( وعجلت إليك ربى لترضى )
تهفو لطاعة ربها وتسارع إلى التوبة
دون تردد ولا تسويف .
" لان العبد يكون دائما بين نعمة من الله
يحتاج فيها إلى شكر ، وذنب منه يحتاج
فيه لاستغفار ، وكل من هذين الأمور
اللازمة للعبد دائما .
فانه لا يزال يتقلب في نعم الله وآلائه
ولا يزال محتاجا إلى التوبة والاستغفار ،
فما أحلى أن تكون بين استغفار وشكر . "
(بن القيم رحمه الله)
إليكم احبتى قصة حقيقية مع الاستغفار :
تقول فيها:
ابتلاني الله عز وجل في الذرية ولم أنجب
سوى ابنة واحدة .
وبعدها إحدى عشرة عاما لم ارزق بطفل
سليم ، ولا أخفى عليكم انه كان يحصل الحمل
ولا كن إرادة الله أن يتوفى الطفل دون سبب
والله كان يتقطع قلبي ألما وحسرة خاصة بعد رحلة
عناء شاقه هي فترة الحمل والحمد لله .
وكان كلما ضاقت بى الدنيا الجأ إلى الله بكثرة
الدعاء في السجود والبكاء والتوسل إليه ليرحمني
ويرفع عنى البلاء ويرزقني .
ولازمت الاستغفار في كل أحوالي والله كان
لا يفارق لساني أبدا حتى وأنا أمارس أعمال
المنزل .
وبعد ستة أشهر رزقني الله وحملت ورزقت
بطفل سليم معافى ولله الحمد …….
وحينها أدركت أن رحمة الله وسعت كل شئ
وان مع الاستغفار الرزق المدرار.
"فنصيحتي "
لكل من حرمت الذرية أن تلزم الاستغفار
وكل من حرمت المال أن تلزم الاستغفار
وكل من حرمت بر أبناءها أن تلزم الاستغفار
وكل من حرمت الزوج الصالح أن تلزم الاستغفار
ومن كانت تعانى من الضيق والهم والنكد فحلها الوحيد هو الاستغفار .
واعلمي :
( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هما فرجا
ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب )
فلا تنسوني من دعائكم
ربنا ييسر لكى الحال ويعينك على الطاعه