مرحبااا
عندي الكم اسطورة يابانية مخيفة
بس عشان ما في قسم للأساطير في مدونة سيدتي قررت اكتبها في قسم القصص اترككم مع الاسطورة
بعض البيوت بمثابة جحيم مصغر ، اﻷب واﻷم يتشاجران باستمرار غير آبهين لمشاعر وأحاسيس أطفالهم .. يستغرقان في معارك ﻻ أول لها وﻻ آخر من الصباح حتى المساء .
بالنسبة للفتاة إينو فالمشهد يكاد يتشابه كل يوم .. اﻷب عصبي ويشتم .. اﻷم تبكي وتندب حظها .. ﻻ طعام .. ﻻ رعاية .. ﻻ اهتمام .. ﻻشيء سوى جدل عبثي يأبى أن ينتهي ..
أصبح اﻷمر ﻻ يطاق ، لذلك قررت أينو أن تعاقب والديها .. قررت أن تفر من المنزل ، لعل هروبها يجعل والديها ينتبهان قليﻼ لوجودها ولعلهما ينهيان مشاكلهما ويصبحان أكثر مودة وألفة من أجل عيونها ..
وفي عصر احد اﻷيام ، بعد انتهاء دوامها في المدرسة ، لم تعد اينو لمنزلها ، أخذت تسير على غير هدى ، تسكعت في شوارع المدينة الموحشة والباردة حتى حل المساء .. فشعرت بالجوع وأصبحت خطواتها متثاقلة .. كانت متعبة لدرجة أنها لم تعد تبالي أين تقودها قدمها ..
كان ذلك الزقاق الذي دلفت إليه موحشا ، على جانبيه تتراص بيوت خشبية قديمة ﻻ أثر للحياة فيها .. كأنها مهجورة .. والعتمة تلف المكان رغم وجود عدد من أعمدة اﻹنارة على طول الزقاق ، لكن نورها باهت جدا .. ربما بسبب الضباب الخفيف الذي يلف المكان ..
بعد أن مشت داخل الزقاق الكئيب لمسافة قصيرة أحست اينو بالخوف ، أرادت الرجوع ، لكن فجأة من وسط الضباب ظهرت امرأة .. كانت سيدة جميلة .. بيضاء .. عيونها كبيرة .. وذات شعر أسود طويل .. لكن نظراتها بدت باردة وغريبة ، كانت تضع يديها في جيب معطفها الطويل كأنها تخفي شيئا ما ، أما فمها فقد اختفى وراء كمامة طبية بيضاء كتلك التي أعتاد الناس وضعها لتجنب اﻷمراض والتلوث ..
– أهﻼ إينو .. قالت السيدة بصوت لطيف ..
– أهﻼ سيدتي .. ردت اينو وهي تشعر باﻻستغراب قليﻼ .. فكيف عرفت السيدة أسمها ! .. لكنها لم تشعر بالقلق بسبب ذلك ، كانت مبهورة بجمال ورخامة صوت تلك السيدة اللطيفة ..
– هل أنا جميلة يا أينو ؟ .. سألت السيدة بغنج ودﻻل ..
تعجبت إينو من هذا السؤال .. لكنها لم تتردد كثيرا في إعطاء الجواب ..
– نعم .. أنتِ جميلة جدا .. قالت إينو بحماس ..
السيدة أمعنت النظر في إينو ثم قالت وقد تغيرت نبرة صوتها فأصبحت أكثر غلظة وجدية ..
– واﻵن .. هل أنا جميلة .. قالت ذلك وهي تزيل الكمامة عن فمها .. فنظرت إينو للسيدة برعب وأطلقت صرخة مكتومة .. لقد كان فمها مشقوقا ، يمتد على طول خديها ، كأنما أحدهم قطعه بسكينة .. كان باﻹمكان رؤية أسنانها بالكامل وبدا منظرها مخيفا بحق ..**
إينو خافت أن تغضب السيدة لو أنها قالت الحقيقة .. لذا قررت أن تجاملها وردت قائلة : نعم سيدتي .. أنتِ جميلة ! ..
– شكرا إينو .. قالت السيدة بنبرة ممتنة .. ثم أردفت قائلة : أنت فتاة لطيفة حقا إينو .. لذلك قررت أن أكافئكِ .. أن أجعلكِ جميلة مثلي ..
قالت السيدة ذلك ثم أخرجت يدها من جيب معطفها ..
كانت تمسك بيدها مقصا كبيرا ..
وفي صباح اليوم التالي عثروا على إينو بمﻼبس المدرسة وهي متكومة على أرضية ذلك الزقاق الكئيب تبكي وتتألم بشدة .. كان فمها مشقوقا والدم ينزف منه بغزارة .. وعرف الناس في الحال بأن حظها السيئ رماها في طريق تلك السيدة الشريرة المسماة كوشيساكي اونو .
لكن من تكون كوشيساكي اونو ولماذا تفعل هذا باﻷطفال ؟ ..
يقال بأنها كانت زوجة لعوب خانت زوجها فعاقبها بشق فمها بواسطة المقص ثم قام بقتلها ، فتحولت إلى روح شريرة خبيثة تسعى لﻼنتقام .. تطارد اﻷطفال في الشوارع الخالية والمعتمة .. تسألهم : "هل أنا جميلة ؟ " .. فإذا أجاب الطفل "نعم" تقوم بشق فمه ليصبح مثلها ، أما إذا أجاب "ﻻ" فتقوم بقطعه إلى نصفين وتفصل رأسه عن جسده .
أفضل طريقة للخﻼص من شر تلك السيدة هو بإعطائها جوابا غامضا يجعلها في حيرة من أمرها مما يدفعها للهرب .. كأن يقال لها : " أنت متوسطة الجمال .. ﻻ جميلة .. وﻻ قبيحة " ..
هذه اﻷسطورة مشهورة جدا .. ويقال بأنها حقيقة وليست أسطورة ، وبأن حوادث وقعت فعﻼ راح ضحيتها أطفال صغار على يد تلك الروح الشريرة مما تسبب برعب شديدة في اليابان ، خصوصا في سبعينيات القرن المنصرم ، إلى درجة أن المدارس لم تعد تسمح للطﻼب الصغار بالعودة إلى منازلهم إﻻ بمعية أحد أفراد عائﻼتهم .
كملى مستنية جديدك
تابعي حبيبتي أحب الأشياء اللي كذا .. #