السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد تكون سبباً في ارتفاع هرمون الكورتيزون الذي يؤدي إلى ارتفاع السكر وتقلص نسبة الأوكسجين في الأنسجة
الضغوط النفسية الشديدة تؤدي إلى تشوه الأجنة!!
د.ابراهيم بن حسن الخضير
سؤال كان يطرح بكثرة، واسترعى انتباه العاملين في مجال الطب النفسي وأطباء النساء والولادة. وهو هل هناك؛ علاقة بين الحالة النفسية للمرأة الحامل والتغيرات التي تحدث للجنين؟
فقد لاحظوا بأنه ربما يكون هناك علاقة بين الضغوط التي تمر بها المرأة الحامل والجنين أثناء تكونه.
ظلت هذه التساؤلات محل انتباه الأطباء الذين لاحظوا بأنه ربما تكون هناك علاقة بين الاكتئاب والفقد وبين ما قد يحصل للجنين فقد كان يلاحظ الأطباء بأن المرأة غير السعيدة في زواجها مثلاً، تعاني أكثر في حملها، خاصة إذا كان الزوج لا يدعمها عاطفياً.
هذا الأمر ظل مجرد ملاحظات شخصية، قد يشترك فيها عدد غير قليل من الأطباء، ولكن لم يكن هناك أبحاث تدعم هذه الملاحظات التي كان كثير من الأطباء يعتقد بقوة بأن هناك علاقة وثيقة بين الحالة النفسية للمرأة الحامل، وتأثير ذلك على الجنين، بدأ بعض الباحثين دراسات منذ بعض الوقت عن الضغوط النفسية القوية خلال فترة الحمل، مثل فقدان المرأة لوظيفتها او طلاقها او الافتراق بين الأزواج أو الحزن على ميت وذكرت هذه الدراسات السابقة بأن هذه الضغوط النفسية الشديدة تؤدي الى حالات غير طبيعية في الجنين وتشوهات مثل الشرم او انشقاق الشفة والحلق وغيرهما.
فريق بحث علمي برئاسة الدكتورة دوريث هاتسين، أخذ على عاتقه اختبار النتائج التي توصلت اليها الدراسات السابقة.
قام فريق البحث بدراسة السجلات الطبية ذات العلاقة في الدولة التي تم عمل البحث بها، وقام الفريق بفحص حالة السيدات للتعرف على النساء اللواتي تعرضن لضغوط نفسية حادة وقوية بسبب حوادث مهمة ومؤثرة في حياتهن حدثت قبل 16شهراً من الانجاب، نلاحظ هنا بأن فريق البحث عمل حقيقة بشكل جاد في التحقق من الضغوط النفسية وعلاقتها بالتأثير على الجنين، هذه التجربة أجريت في دولة الدنمارك، وحظيت بدعم كبير على المستوى الرسمي والشعبي، نظراً لأهمية هذا الموضوع وتأثيره على الأطفال الذين يولدون لأمهات يعانين من ضغوط حياتية، تم تقنين هذه الضغوط حسب شدتها ومدى تأثير الضغوط النفسية حسب شدتها، وشدة تأثير هذه الضغوط على الجنين حسب شدة الضغوط وشدة التشوّه في الجنين.
قام الفريق بفحص حالة النساء الدنماركيات خلال الفترة ما بين 1980إلى 1992، للتعرف على النساء اللاتي تعرضن لضغوط نفسية حادة وقوية بسبب حوادث مهمة ومؤثرة في حياتهن، وهل تتناسب هذه الاضطرابات النفسية والضغوط النفسية على النساء اللائي تمت دراسة حالاتهن.
يجب التنبيه بأن هناك فروقات بين الحزن الشديد، والضغوط النفسية من جهة والاضطرابات النفسية والعقلية من جهة أخرى.
قام الباحثون بدراسة حالات 3560امرأة مررن بتجارب نفسية صعبة، ونحو 20ألف حالة ولادة لنساء لم يتعرضن لمثل هذه التجارب، ومنها مثلاً فقدان شخص عزيز وقريب بسبب الموت، أو اكتشاف حالة سرطان خطيرة لدى شخص قريب للمرأة، أو غيرها من الأمور التي يمكن ادراجها ضمن الضغوط النفسية الشديدة.
من ثقافة إلى ثقافة أخرى
واقع الأمر أن الضغوط النفسية، تختلف من ثقافة إلى ثقافة أخرى، فما يمكن أن يكون ضغطاً نفسياً شديداً في مجتمع، وضمن ثقافة معينة لا يكون كذلك، فعلى سبيل المثال الطلاق، ففي بعض الثقافات والتقاليد السائدة في مجتمعات يعتبر الطلاق ضغطاً نفسياً كبيراً وشديداً، لا يتساوى شدة ضغط الطلاق كعامل نفسي في مجتمعات وثقافات أخرى..! كذلك الوفاة في بعض المجتمعات لا يصل الحد الذي يقاس به في مجتمعات أخرى خاصة التي تعتبر الوفاة أمراً طبيعياً الى حد ما، ويرتبط بالقضاء والقدر وإرادة الله.
لذلك فهذه الضغوط النفسية ليست مأخوذة على الاطلاق، وإنما الأمر يعتمد على نسبية هذا الضغط النفسي والفروقات الثقافية والاجتماعية، فإذا أخذنا بعين الاعتبار ان الدنمارك دولة متقدمة، ومرفهة بشكل كبير، مثل بقية دول الشمال الاوروبي التي يتمتع فيها المواطنون بحياة مرفهة، ربما تكون أكثر بلاد العالم رفاهية، خاصة فيما يخص الخدمات الاجتماعية والصحية، التي لا يضاهي فيها أي دولة في العالم رفاهية هذه الدول الاسكندنافية في مجال رعاية مواطنيها من ناحية الخدمات الصحية والاجتماعية، لذلك فإن ما قد يكون ضغوطاً نفسية في الدول الاسكندنافية، لا يعتبر كذلك في معظم دول العالم، خاصة الدول النامية التي تكابد المرأة ضغوطاً نفسية متعددة، وظروفاً حياتية صعبة جدا، فالمرأة في الدول النامية، خاصة في أفريقيا مثلاً، تعاني الفقر والجوع، والحاجة الملحة للرعاية الصحية البدائية وليس النفسية، التي تعتبر ترفاً لا حق لها فيه.. فهي التي تكابد الحياة لتطعم اطفالها، وهي المسؤولة عن توفير الغذاء للعائلة، وهي التي تحتطب لكي تستخدم هذا الوقود كحطب للطبخ والتدفئة، وتعاني هي شخصياً من فقر الدم، وسوء التغذية، ولا تلقي بالاً لأي ظروف نفسية أو أي ضغوط نفسية تمر بها.. بل إن نساء أفريقيات كثيرات مررن بتجارب غاية في الصعوبة، وتشكل ضغطاً نفسياً قاسياً لأي امرأة تعيش في الدول المتقدمة، ومع ذلك تجد أن المرأة الافريقية تلد اطفالا، أصحاء لا يعانون الا بعد ولادتهم من ظروف الحياة البائسة التي هي نتاج الفقر وسوء الظروف الاجتماعية والفساد الاداري والسياسي، والحروب بين الدول الافريقية بعضها مع بعض، هذا الأمر يجعلنا نذكر ما هي الظروف النفسية السيئة وما هي الضغوط النفسية وكيف نفرق بين هذه الظروف من مجتمع لآخر؟..
يبلغ ضعف المعدل
نعود للبحث الدنماركي، والذي تمت مقارنة نساء يعانين من ضغوط اجتماعية مع نساء لا يعانين من أي ضغوط نفسية في الفترة التي تسبق الحمل خلال ستة عشر شهراً.
تبين لفريق البحث ان معدل الاصابة بالتشوهات الخلقية لمواليد من تعرضن للضغوط النفسية يبلغ ضعف المعدل عند النساء الأخريات، كما لاحظ الباحثون ان النساء اللواتي يحملن مرتين متعاقبتين أكثر عرضة من غيرهن لانجاب طفل مشوه.
هذه النتائج أجريت في دول متقدمة، وكان عدد النساء المشاركات في البحث عدداً كبيراً، مما يعطي البحث مصداقية قوية، خاصة وأن البحث استمر لسنوات طويلة.
في معظم الدول العربية، وربما ايضاً في المملكة العربية السعودية، اعتقد ان مثل هذا البحث مهم، نظراً لارتفاع معدل الولادات لاطفال مشوهين، وذلك لكثرة الزواج من الأقارب من الدرجة الأولى، فقد أجريت دراسة في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، تبين أن نسبة التشوهات بين الأقارب الذين يتزاوجون من قريبات من الدرجة الأولى، مثل بنات العم وبنات الخال، حيث تبين أن الزيادة في الأطفال المشوهين قد يكون اضعافا، مقارنة بين زواج غير الأقارب، اذا أخذنا بعين الاعتبار الظروف النفسية السيئة التي تعاني منها المرأة والضغوط النفسية، والتي أكثرها الاكتئاب فإن دراسة مثل هذه الدراسة قد تكون مفيدة حتى تتم معرفة الحقائق في مجتمعاتنا العربية.
في الدراسة الدنماركية اظهرت ايضاً ان السيدة التي تفقد طفلاً تكون أكثر عرضة من السيدات اللاتي يعانين من اي مشاكل او ضغوط نفسية.
وجد الباحثون أن فرص تعرض الجنين للتشوهات الخلقية تزداد عندما تحزن الأم لفقدان أحد أطفالها خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وتزداد النسبة خطورة اذا كان الموت غير متوقع..
ويقدر العلماء أن يكون الضغط النفسي سبباً في ارتفاع هرمون الكورتيزون الذي يؤدي الى ارتفاع نسبة السكر في الدم، وتقلص نسبة الاوكسيجين في الأنسجة، وهما عاملان يتسببان في تشوهات خلقية عند الجنين.
هذا الاستنتاج يلفت انظارنا وتفكيرنا الى أن مرض السكر ينتشر بشكل كبير في المملكة العربية السعودية حيث أظهرت الدراسات المسحية التي تمت في المملكة العربية السعودية بأن معدل الاصابة بمرض السكر هو 25% وهي نسبة عالية مرتفعة، اذ تعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من أعلى البلدان في المعاناة من مرض السكر بين سكانها، حيث هناك شخص بين كل أربعة أشخاص يعاني من مرض السكر، فإذا كان الامر كذلك بالنسبة للنساء، ولو تمت اضافة الضغوط النفسية وربما الاكتئاب الى ارتفاع معدل الاصابة بمرض السكر، فإننا ربما نخرج بنتائج هامة عن المواليد المشوهين.
يقول الدكتور بيتر هيبر من مركز أبحاث السلوكيات المميتة في جامعة الملكة في بلفاست بايرلندا الشمالية إن النتائج لم تكن مفاجئة.
وأشار في تصريح لشبكة البي بي سي البريطانية الى أن الأوساط الطبية تعلم أن الضغط النفسي يؤثر على النشاطات الفسيولوجية في جسد المرأة الحامل، ولا نرى سبباً في عدم انتقال التأثير إلى الجنين.
وأوضح أن نتائج الدراسة الأخيرة تدعم البراهين التي تراكمت في السابق حول تأثيرات الأزمات النفسية والضغط الناتج عنها على المرأة الحامل ودورها في تشوه الأجنة.
معلومه مهمه ويجب الانتبه لها
جزكي الله خيرآآآ
دمتي بود
::::::::::
حضور يضاهي القمر في جماله
ابدعتي
موضوع مهم
ويستحق التقييم
يعجز لساني عن شكرك
محبتي
ومشكورين لمروركم العطر