بسم الله الرحمن الرحيم
أن الطفل صعب الطباع يعتاد على الانتقاد والعقاب، ويصبح ذلك أمراً عادياً بالنسبة له، مما يجعل هذا الأسلوب لا يحسن من سلوكه بل قد يجعله أسوأ .
الإلحاح، الصراخ، والتعنيف كلها أشياء تزيد من السلوك المضاد للطفل صعب الطباع. كما أن العقاب المؤذى وخاصةً الضرب، يجعل الطفل أصعب بسبب شعوره بالغضب والخوف معا.
والأسلوب الأجدى هو أن تركزوا على الجوانب الإيجابية فيه والتوقف عن التعليق على الجوانب السلبية، ويؤكد لكم خبراء التربية أن الأمور بينكم ستسير بشكل أفضل، ودائما استعملوا كلمات مثل “موهوب”، “جميل”، و”حساس”، وحاولوا التحكم في مشاعر غضبكم تجاهه.
الأساليب التقليدية في العقاب مثل الحرمان من بعض الامتيازات نادراً ما تفيد في هذه الحالة، إن جدوى أسلوب التربية أو عدم جدواه كثيراً ما يتوقف على كيفية تطبيقه.
أسلوب العقاب عن طريق الحرمان من الامتيازات إذا صاحبه غضب أو انتقام، سيكون له تأثير سيء على الطفل، أما إذا نبع نفس أسلوب العقاب عن رغبة مخلصة في توجيه سلوك الطفل من أجل صالحه، ستصلون لهدفكم بأسرع وقت بإذن الله .
كما يجب ألا تركز التربية فقط على تجنب الغضب، بل أيضاً مساعدة الطفل على تعلم أساليب التنفيس عن مشاعره السلبية.
إن تربية الطفل صعب الطباع تعتمد على كيفية إقناعه، لذلك فمن المفيد أن تدرسا طفلكما جيداً لكي تستطيعوا التعامل مع طبيعته على حسب كل موقف.
مثلا إذا كان طفلكم يحب تحمل المسئولية، قولوا له : سأحملك أنت مسئولية تنظيف غرفتك،” إذا قلتم له متى وكيف يفعل ذلك”، غالباً ما سيرفض الأمر كله، أما بالنسبة للطفل النشيط المتحرك، يمكنك أن تقولوا له، “سنرى إن كنت ستستطيع تنظيف غرفتك قبل أن تأتى العقارب على الساعة السادسة، على سبيل المثال”، وحولوا الموضوع إلى لعبة ومرح وابتسامة.
أما بالنسبة للطفل المنظم، يمكنكم استخدام شعوره بالواجب وحبه في النظام بقولكم، “هذه الغرفة غير مرتبة، أرجو أن ترتبها”، أما بالنسبة للطفل البطيء المتراخي، أعطوه وقتاً كافياً لكي يكون مستعداً لفكرة القيام بالمهمة، فيمكنكم أن تقولوا له، “نظف غرفتك قبل حلول المساء”.
يجب أن يتم التعامل مع كل طفل على حسب طباعه وهو أمر يحتاج الكثير من الذكاء والطاقة، لكن على المدى الطويل، ستنجحون في أن يصبح طفلكم متعاوناً معكم .
ساعدوا طفلكم على إخراج طاقته : الطفل كثير الاحتياجات يحتاج لإخراج طاقته الزائدة ومشاعره الفياضة عن طريق ممارسة الرياضة أو أي نشاط بدني آخر .
أعطوا له الكثير من الفرص لممارسة الألعاب البدنية، خارج البيت إن أمكن، شجعوه على توجيه طاقته، أما إذا كنتم لا تستطيعون الخروج، أديرا بعض الأناشيد الإسلامية واتركاه يتفاعل معها ويتحرك هنا وهناك “أي طريقة تساعده على إخراج طاقته الزائدة” ستساعد في تهدئة طباعه.
موضوع رائع
جزاكي الله الخير كله