الإنسان إجتماعي الطبع؛فالرِفقة أو الصحبة يطلبها بالفطرة. لكن ما أثر الرِفْقة على سلوك الفرد؟ وما هي سمات وصفات الصاحب؟
يقول الله تعالى في محكم تنزيله:" الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُّوٌ إِلاَّ المُتَقِين"سورة الزخرف الآية (67).فصفة الصاحب الخيّر التي يجب أن يتحراها كل مسلم هي صفة التقوى.
– أن يكون صادقا يخشى الله في السرّ والعلن.
– أن يكون حافظا لك في غيابك.
– أن يكون أمينا عليك في دينك فلا يُقَرِّبك من المعاصي.
-أن يتنزّه عن الخبائث ويترفّع عن الرذائل.
فالرفقة التي تكون في طاعة الله تقودك إلى جنان الله الواسعة.فالصاحب الخيّر يُبَيِن لك مواطن العلل ويدفعك دفعا إلى إصلاح نفسك.يقول الإمام الشافعي -رحمه الله – في وصف الرفيق: "لولا القيام بالأسحار وصحبة الأخيار ماإخترت البقاء في هذه الدار".ويقول أحد السلف الصالح: "الأخ الصالح خير لك من نفسك، لأنّ النفس أمّارة بالسوء والأخ الصالح لايأمر إلاّ بالخير."
عن أبي هريرة -رضي الله عنه -عن رسول الله – صلى الله عليه وسلّم -" المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكفّ عليه ضيعته ويحوطه من ورائه." رواه أبو داود. وقد ضرب أبو بكر الصدّيق أعظم الأمثلة في صحبته ورفقته لرسول الله – صلى الله عليه وسلّم -. أمّا إبن الجوزي فقد قال: " رفيق التقوى رفيق صادق، ورفيق المعاصي غادر. مهْرُ الآخرة يسير: قلب مخلص ولسان ذاكر."
فماذا عن الصحبة السيئة؟ يقول تعالى في سورة الفرقان:
"وَيَوْمَ يَعُضُّ الظَالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي إِتَّخَذْتُ مَعَ الرَسُولِ سَبِيلا (27) يَوَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً (28) لَقَدْ أَظَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَآءنِي وَكَانَ الشَيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً(29)"إنّ الإسلام حذرنا من سوء إختيار الصحبة ورفقاء السوء الذين يجاهرون بالمعاصي ويباشرون الفواحش دون أي وازع ديني أو أخلاقي ويضمرون الشر والظغينة.
فالحذر الحذر إذا كنت تريد أن تسعد في الدارين. فالصاحب ساحب.
مع تحياتي.
جزاكي الله خيرا
بارك الله فيكن وجعلنا مرايا لا تعكس إلاّ الأخوة الصادقة.