كثيرا ما نسمح المثل القائل: «لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب» على حال بعض الأزواج الذين يقومون بترديد الكلام الجارح والمهين على مسامع الطرف الآخر سواء كانوا رجالا أو نساء، ما قد يؤثر على سلامة العلاقة وتنشئة الابناء.
الشعور بالحزن
بدأت كلامها رنا رامي قائلة: «لا تستطيع اغلب الزوجات بالبوح لأحد بمشاكلهن، ولكنهن يكتفين دوما بترديد المثل القائل «لا عاجبوا العجب ولا الصيام برجب»، هذا المثل فعلا ينطبق على «بعض» الأزواج فمنهم من لا يكاد ينتهي يومهن مع ازواجهن دون وجود خلافات بينهم وهم يتبادلون سيلا من الاتهامات الجارحة والتي غالبا ما تؤثر سلبا على حياتهم الزوجية، الكلام الجارح بين الزوجين يؤثر ايضا على الاولاد وليس فقط بين الازواج مبينة انه من تلك التأثيرات تلفت رامي الانتباه إلى أنه في مثل هذه الحالات تشوش صورة الاحترام لدى الأطفال خاصة وأنهم يقلدون والديهم في كل شيء وربما تصل الأمور في بعض الأحيان إلى حد التطاول اطلاق عبارات مهينة على احدى والديهم لأنهم تعودوا على سماع ذلك.
وتؤكد خلود خالد على ضرورة وجود الاحترام المتبادل من الزوجين خاصة أمام أطفالهما كي لا يكونا نموذجا سيئا يربيان أبناءهما عليه ويندمن بعد ذلك. فالحياة أكبر بكثير من هذه الأشياء والتسامح سيد الموقف في كل الأمور.
خلاف ينتهي بالاعتذار
يقول محمود عبد يعتقد اغلب الأزواج ان الكلام الذي يتلفظونه خلال الخلاف قد ينتهي بالاعتذار او بالتسامح متناسين جوانبه السلبية ان لم يكن على نفسية الطرف الاخر على الاطفال وطريقة تنشئتهم ومستواهم التعليمي لذلك يجب على الزوجين حل مشاكلهما أولا بأول حتى يسود الإنسجام والتفاهم بينهما وتجنب الكلام الجارح بينهم او ذكره على مسامع الاولاد.
استغراب
تستغرب راية احمد من الازواج الذين يلقون بظلال كلامهم الجارح على بيتهم حيث يعتقدون بأنهم بذلك يثيرون غيرة الطرف الاخر او اثارة غضبهم بزيادة متناسين الابناء وتاثيره عليهم مشيرة الى انه هذا الامر قد يؤدي الى إختلال في توازن شخصية الابناء واحيانا اضطرابات نفسية او أمراض عقلية لعدم التكيف بين ابناء جيلهم لكونهم لم ينشأوا بالطريقة الصحيحة حيث قد يقدمون على أفعال اجتماعية سيئة والانحراف لاي شخص قد يسمعهم كلام لطيف ويكونون رفاق سوء.
اجواء مشحونة
ويرى وسام فراس، قد يكون الخصام كلاميا كالشتم والسب والصراخ بين الازواج أو حركيا كالضرب مما يخلف أجواء مشحونة بالكره والعداء تؤدي إلى انقسام أفراد الأسرة إلى فريقَين: فريق يقف إلى جانب الأم ويخلق عداء بنفوس الابناء للأب وعلى العكس، وكل هذا يترك في نفس الاولاد الأثر السيئ الناجم عن اختلاف صورة الوالدين في ذهنهم ووجدانهم من جهة، ومن جهة أخرى القلق الذي يعيشونه فترة الشجار كونه يخلق شعورا بعدم الطمأنينة والراحة النفسية، وينعكس على شكل ثورة غضب ومشاعر كراهية متبادلة، فيقوم أحد الوالدين بالضرب والتوبيخ دون مبرر لهذا العقاب، وبالتالي يخلق شعوراً بالكراهية والحقد عليهما والشعور بالضيق والظلم والقسوة، وكل هذا يؤدي إلى تفكك أواصر العلاقات داخل الأسرة وإلى نفور الأبناء من جو المنزل، وبالتالي التشرد والانحراف والبحث عن الاجواء او الكلام اللطيف خارج المنزل .
معنويات
وتؤيده الرأي ثرية خلف قائلة: «ان تلك الطريقة تؤدي إلى تحطيم معنويات الأولاد ويخلق في نفوسهم حالات القلق والاضطراب كما انهم يشعرون بالاثم جراء نزاع الوالدين او سماع احد الطرفين كلمات قد تؤدي الى بكاء الام او اثارة عصبية الاب وسبب شعورهم بالقلق هو إحساسهم بأن أمنهم في خطر، ويتوقعون بأن عواقب سيئة تنتظرهم أما سبب شعورهم بالإثم فهو خوفهم من أن تكون أخطاؤهم هي السبب في ظهور هذه الحوادث بين الوالدين.
انعدام لجو الالفة
تؤكد عبير ليث ان العبارات الجارحة بين الابوين امر يؤدي إلى انعدام جو الألفة والمحبة بين أفراد الأسرة فيشعر الأبناء بالضياع وعدم الثقة بالنفس ولن يبقى أمامهم حل سوى الهروب من البيئة المحيطة بهم إلى محيط آخر ظنا منه أنها ستجلب له الراحة والطمأنينة المفقودة، ليدخل في متاهات وضياع وليتعرف على رفاق السوء عله يجد لديهم نوعا من المحبة.
رأي العلم
تقول الأخصائية الاجتماعية فاطمة الرقاد في جامعة البلقاء التطبيقية، بأن الحياة بين الزوجين هي صفحة بيضاء عندما يكون فيها خلاف أو إساءة وكل واحد يطلق العنان لخلافاته وهنا تتأثر هذه الصفحة البيضاء وسيطلق كل منهما الحديث الذي يهواه.
مضيفة:» وهنا عند الانتهاء من المشكلة يبدأون بالتأسف يحاول كل منهما مسح الألفاظ التي خرجت منه لكنها لا تعود بيضاء كما كانت، هم بالفعل لا يدركون أن هذه الكلمات ستترك أثرا رغم أنها مسحت لكن الرجل أو الزوجة يتغاضون مجرد تغاض عن المشكلة وهذا الجرح يتجدد في كل مشكلة لأنه لم ينته وفي أي إساءة في مرة ثانية سنرى بأن الألم يزيد أكثر. وتوضح رقاد بأن هذه الخلافات ستكون ذريعة فيما بعد لاختلاق المشاكل على أتفه الأسباب وهو ما يجعل العلاقة متوترة هشة تتكسر عند أول صدمة لهما، وربما لا تشعر الزوجة بالأمان وستكون مهددة من الكلام الجارح الذي وجهه زوجها بأنها ستكون مطلقة أو سيحرمها من أبنائها أو سيتزوج عليها. مبينة ان تلك الأمور جميعها قد تعتبر بنظر البعض طبيعية ولكنهم لا يعلمون اثره على الابناء عندما يسمعون تلك الالفاظ من دون تمييز او تبرير حيث يصبحون يرددونه على الام او الاب واحيانا قد يتلفظونه مع الاطفال الاخرين الامر الذي قد يخلق فكرة خاطئة عند الاهالي لهؤلاء الاطفال .
يستحق التقييم حياتي