تخطى إلى المحتوى

المحبة الصادقة في الله -اسلاميات 2024.

المحبة الصادقة في الله


صور مشرقة للمحبة الصادقة
1) النبي صلى الله عليه وسلم والصدّيق أبو بكر رضي الله عنه :
محبة صادقة في الله عز و جل ، و لله عز وجل ، ومن المواقف التي تدل على صدق المودة والمحبة ، واختصاص المحب لما يدور في قلب أخيه الذي أحبه في الله عز وجل :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : " خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس وقال : إنّ الله خيّر عبدا بين الدنيا و بين ما عنده ، فاختار ذلك العبد ما عند الله ، قال : فبكى أبو بكر ، فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خُيِّر ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخيّر ، وكان أبو بكر أعلمنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنّ أمَنَّ الناس عليّ في صحبته و ماله أبو بكر ، ولو كنت متّخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر ، ولكن أخوة الإسلام ومودّته ، لا يبقيّن في المسجد باب إلا سُدّ ، إلا باب أبي بكر " (رواه الشيخان)
قال ابن رجب في "لطائف المعارف " : لما عرّض الرسول صلى الله عليه وسلم على المنبر باختياره للقاء على البقاء ولم يصرّح ، خفى المعنى على كثير ممن سمع ، ولم يفهم المقصود غير صاحبه الخصيص به ، ثاني اثنين إذ هما في الغار ، وكان أعلم الأمة بمقاصد الرسول صلى الله
عليه وسلم ، فلما فهم المقصود من هذه الإشارة بكى وقال : بل نفديك بأموالنا وأنفسنا وأولادنا ، فسكّن الرسول صلى الله عليه وسلم من جزعه ، وأخذ في مدحه والثناء عليه على المنبر ، ليعلم الناس كلهم فضله ، ولا يقع عليه اختلاف في خلافته ، فقال : " إنّ من أمَنّ الناس عليّ في صحبته وماله أبو بكر.
2) المهاجرون والأنصار :

ما حدث بين المهاجرين والأنصار أخوة صادقة ، ومدح الله عزّ و جلّ الأنصار بقوله :"

والذين تبوّؤا الدّار والإيمان من قبلهم يُحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شُحّ نفسه فأولئك هم المفلحون "

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قالت الأنصار اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل ، قال : لا ، فقالوا : أتكفونا المؤنة ونشرككم في الثمرة قالوا سمعنا وأطعنا " ( البخاري)

قال ابن كثير رحمه الله تعالى : " يُحبون من هاجر إليهم " : أي من أكرمهم وشرف أنفسهم ، يحبون المهاجرين ويواسونهم بأموالهم ، وقوله :" ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا" قال ابن كثير رحمه الله : أي ولا يجدون في أنفسهم حسدا للمهاجرين فيما فضلهم الله به ، من المنزلة والشرف والتقديم في الذكر والرتبة ، وقوله : " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة "

قال القرطبي : الإيثار هو تقديم الغير على النفس وحظوظها الدنيوية ، ورغبة في الحظوظ الدينية ، وذلك ينشأ عن قوة اليقين وتوكيد المحبة والصبر على المشقة ، أي يؤثرون على أنفسهم بأموالهم ومنازلهم لا عن غنى بل مع احتياجهم إليها وقال رحمه الله : والإيثار بالنفس فوق الإيثار بالمال ومن الأمثال السائرة : والجود بالنفس أقصى غاية الجود ، قال الدكتور بابللي في " معاني الأخوة في الإسلام ومقاصدها" هذا الحب لا لصنيعة سبقت من المهاجرين إليهم ، أو ليد كانت لهم عليهم ، وإنما الإيمان بالله الذي وحد بين قلوبهم ، وهو الحب في الله الذي جمع بينهم ، ففتحوا قلوبهم لإخوانهم في الدين ، قبل أن يفتحوا لهم منازلهم

3) ومن هذه الصور المشرقة للمحبة الصادقة : ما رواه القرطبي في "تفسيره" عن حذيفة العدوي قال : انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عم لي – ومعي شيء من الماء – وأنا أقول إن كان به رمق سقيته ، فإذا أنا به ، فقلت له : أسقيك ، فأشار برأسه أن نعم ، فإذا أنا برجل يقول : آه ، آه ، فأشار إليّ ابن عمي أن أنطلق إليه ، فإذا هو هشام بن العاص ، فقلت : أسقيك ؟ فأشار أن نعم ، فسمع أخر يقول آه ، آه ، فأشار هشام أن انطلق إليه ، فجئته فإذا هو قد مات ، فرجعت إلى هشام فإذا هو قد مات ، فرجعت إلى ابن عمي فإذا هو قد مات.

آفـات الصحبة

بعد ذكر فضل المحبة في الله عز وجل و الأخوة فيه ، من تمام النصيحة التحذير من آفات الصحبة ، ومن آفات الصحبة :

1) كثرة الزيارات :

فمن آفات الصحبة كثرة الزيارات والمجالس التي هي مجالس مؤانسة وقضاء وطر ، أكثر منها مجالس ذكر وتذكير وتعاون على البر و التقوى ، فيكون في هذه المجالس ضياع الأوقات وذهاب المروءات وقد يجرّ فضول الكلام إلى ما يغضب الملك العلام ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه ، إلا قاموا على مثل جيفة حمار ، وكان عليهم حسرة يوم القيامة " ( قال الحاكم : صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي والألباني في الصحيحة ) قال ابن القيم رحمه الله في " الفوائد" :

الاجتماع بالإخوان قسمان :

1) أحدهما اجتماع على مؤانسة الطبع وشغل الوقت ، فهذا مضرته أرجح من منفعته ، وأقل ما فيه أنه يفسد القلب ويضيّع الوقت

2) الثاني : الاجتماع بهم على أسباب النجاة والتواصي بالحق والتواصي بالصبر ، فهذا من أعظم الغنيمة وأنفعها ، و لكن فيه ثلاث آفات :

1- إحداها : تزيّن بعضهم لبعض

2- الثانية : الكلام والخلطة أكثر من الحاجة

3- أن يصير ذلك شهوة وعادة ينقطع بها عن المقصود

وبالجملة فالاجتماع والخلطة لقاح إما للنفس الأمارة ، وإما للقلب والنفس

المطمئنة ، والنتيجة مستفادة من اللقاح فمن طاب لقاحه طابت ثمرته وهكذا الأرواح الطيبة لقاحها من الملك ، والخبيثة لقاحها من الشيطان ، وقد جعل الله سبحانه بحكمته الطيبات للطيبين ، والطيبين للطيبات ، وعكس ذلك

2) الإفراط في الحب والبغض :

ومن آفاتها الإفراط في الحب والبغض : عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : قال لي عمر بن الخطاب رضي الله عنه : يا أسلم لا يكن حبك كلفا ، ولا بغضك تلفا ، قلت : وكيف ذلك ؟ قال : إذا أحببت فلا تكلف كما يكلف الصبي بالشيء يحبه،وإذا أبغضت فلا تبغض بغضا تحب أن يتلف صاحبك ويهلك

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : أحبب حبيبك هونا ما ، عسى أن يكون بغيضك يوما ما ، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما "

بارك الله فيك

جزاك الله خيرا"

جزاك الله كل خير بنت البلد

وبارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.