شخصية المرأة: ربما يُفضّل أغلب الرجال لو خيرّ بين امرأة قوية الشخصية، وأخرى ضعيفة الشخصية، لاختار النمط الثاني، لأنه يريد امرأة تعطيه الفرصة أكثر لممارسة سلطته عليها، وتكون خاضعة له بشكل تام، دون أي مناقشة أو اعتراض.
وربما ناقش كثيرون في مدى تناسب صفة قوة الشخصية مع طبيعة المرأة، ومهامها الأساسية في الحياة الاجتماعية؟
فهي يجب أن تكون زوجة متوافقة مع زوجها، خاضعة لقيمومته عليها، وأن تكون أُماً تفيض على أبنائها العطف والحنان، وتغمرهم بالحب والرأفة.
وإذا كان الرجل يحتاج إلى قوة الشخصية لمواجهة أزمات الحياة ومشاكلها، فإن المرأة تحت حماية الرجل، وهو الذي يدرأ عنها المصاعب والأخطار.
لكن هذا الطرح فيه تسطيح لدور المرأة، وتجاهل لمقومات إنسانيتها، فهي إنسان أولاً وقبل كل شيء، حباها الله تعالى كل الاستعدادات والمؤهلات الخيرّة، لكي تنطلق بها في إنسانيتها، تماماً كالرجل.
وقوة الشخصية سمة تقدم، وضمانة نجاح للإنسان في هذه الحياة، بشقيه الذكر والأنثى.
ويمكننا أن نتلّمس بعض موارد الأهمية لهذه الصفة في حياة المرأة، وانعكاسها على أداء دورها الاجتماعي بشكل أفضل و أتقن، عبر الحقائق التالية:
مواجهة التحديات:
تتعرض المرأة كالرجل لألوان من المصاعب والتحديات في هذه الحياة، وعليها أن تواجهها مباشرة، فحماية الرجل لا تتوفر لها ولا تنفعها دائماً، وقوة الشخصية هي السلاح النافع في ظروف التحديات والمواجهة.
فماذا تصنع المرأة إذا تعرضت لعدوان، ولم يكن إلى جانبها رجل؟ هل تخضع له وترفع راية الاستسلام؟
ثم ماذا لو كان مصدر العدوان عليها من قبل المسؤول عن حمايتها؟ وهذا ما قد يحدث أحيانا، فهل تستطيع الدفاع عن حقوقها بشخصية ضعيفة خانعة؟
وحينما يتعرض دينها ومجتمعها للخطر، هل يمكنها الإسهام في معركة الدفاع عن الدين والوطن، إن لم تتصف بالقوة والصلابة في شخصيتها؟
لقد أشار الفقهاء إلى أن بعض حالات الجهاد قد توجب على المرأة المشاركة في ميادين القتال.
وتحدث التاريخ الإسلامي عن مواقف بطولية سجلتها المرأة المسلمة في ساحة المعركة والجهاد
إن المرأة القوية الشخصية قد تلعب دوراً في حماية الرجل في المواقف الصعبة، ولا تحمي نفسها فقط
وفي التاريخ الماضي والحاضر شواهد كثيرة عن بطولات النساء، ودفاعهن عن قضايا مجتمعاتهن العادلة والمشروعة.
من أجل تربية سليمة:
نريد لأبنائنا أن يكونوا أقوياء في شخصياتهم، وهم يتربون في أحضان و حجور أمهاتهم، فإذا كانت الأم ضعيفة الشخصية هل تستطيع أن تربّي أبناءها على الشجاعة والإقدام؟
إن الارتباط الوثيق بين الأم والولد، في السنوات التأسيسية التي تتشكل فيها نفسيته، يجعل تأثير الأم في تكوين شخصيته كبيراً، فإذا كانت تمتلك قوة الشخصية، فستغرس هذه الصفة في أبنائها، وعلى العكس من ذلك، قد تربيهم على الضعف والخنوع حين تكون مهزوزة الثقة بنفسها.
أمام الإغواء والإغراء:
تتعرض المرأة وخاصة في الحياة المعاصرة للكثير من محاولات الإغواء والإغراء، حيث تمتلئ الأجواء العامة بوسائل الإثارة والتحريض للشهوات والغرائز، فيندفع المستجيبون لهذه الإثارات بحثاً عن فرص لإشباع غرائزهم المتحفِّزة،
ويستخدمون مختلف أساليب الإغواء والإغراء للإيقاع بضحاياهم من النساء والفتيات في شباك أهوائهم الطائشة، وتدفع المرأة الضحية ثمناً باهضاً من مستقبلها الحياتي، ووضعها الاجتماعي، بينما يخرج الرجل بأقل قدر من الخسارة والضرر.
وعلى مستوى كل المجتمعات البشرية المعاصرة تتعرض المرأة لحالات كثيرة من التحرش والاعتداء والاغتصاب.
وحتى في مجتمعاتنا المحافظة أصبحنا نواجه اختراقاً حاداً لأمننا الاجتماعي والأخلاقي، عبر وسائل الاتصال الحديثة كالتليفون والإنترنت، وعبر محاولات استدراج الفتيات بالكلام المعسول، والوعود البراقة، وفي بعض الأحيان بوسائل الابتزاز الرخيصة…
إن القوانين الرادعة، والأعراف الاجتماعية، ما عادت كافية للوقوف أمام تأثيرات هذه الأجواء المفتوحة، وأساليب الإغواء والإغراء المكثفة، والحصانة الأفضل، تكمن في قوة شخصية المرأة، فالمرأة الناضجة، الواثقة من نفسها، الجريئة في الدفاع عن مصالحها، هي التي تستعصي على محاولات الإغراء، ووسائل الابتزاز.
إن ملاحظة فاحصة لأغلب ضحايا حالات الإغراء والإغواء من الفتيات، تكشف أن ضعف الشخصية هو الثغرة الكبيرة التي ينفذ منها المغرضون، فالبنت التي تُسحق شخصيتها وسط العائلة، والفتاة التي تعيش خواءً وفراغاً نفسياً، والمرأة التي تصادر حقوقها من قبل زوجها، قد تصبح فريسة سهلة للمنحرفين والعابثين.
النجاح في العلاقات: قوة الشخصية وما ينبثق عنها من صفات الثقة بالنفس، والتعبير عن الذات، والسعي للدفاع عن المصالح، تجعل الإنسان أقدر على النجاح في علاقاته مع الآخرين، فهو يعيش الاستقرار النفسي، والوضوح في التعامل، وبذلك يعرف حدود مصالحه ومصالح الآخرين، كما يسهل على الآخرين إدراك توجهاته ومتطلباته.
والمرأة القوية الشخصية تريح زوجها وعائلتها، وتحمل عنهم الكثير من أعباء حياتها وشؤونها، وتكسب ثقتهم واعتمادهم.
وشتان بين صنفين من النساء: امرأة تدير شؤون بيتها ونفسها بثقة واقتدار، وتترك لزوجها مالا تستطيع من الأعمال والمهام، وأخرى تهتز أمام أي مشكلة، وتخاف من التعامل مع أي جهة أو موضوع، ولا تكاد تقوم بأي مهمة خارج ما ألفته دون وجود رجل معها.
إن التاريخ يحدثنا عن نساء عظيمات، نجحن في تحمل أعباء قيادية على صعيد مجتمعاتهن، وعن نساءٍ كنَّ مرجعية في أوساط أهاليهن و عوائلهن، يلجأ إلى رأيهن في الأزمات، ويعتمد عليهن في معالجة المشكلات. وفي عصرنا الحاضر نماذج كثيرة من هذا القبيل.
بينما نجد الغالبية من النساء في مجتمعاتنا يعانين من ضعف شديد في شخصياتهن، بحيث يفشلن في حياتهن، وفي بناء علاقاتهن مع المحيطين.
وإذا كان بعض الرجال يستصعب السيطرة على المرأة القوية الشخصية، فإن عليه أن يعيد النظر في أسلوب تعامله، وطريقة تعاطيه، وأن يدرك أن العلاقة الزوجية الناجحة لا تتم بأسلوب الفرض والسيطرة، و إنما بالفهم والتفاهم، والاحترام للحقوق المتبادلة.
وإيجابيات قوة شخصية المرأة أهم وأكبر مما قد يبدو للرجل من سلبياتها وإشكالياتها.
أسعدني مروركم الطيب تسلمووووون
موضوع مميز ورائع ……………..
حتى أني فردت عضلاتي على أبو العيال والعيال ..
ويوم شفته قام صوبي ما شفتي ألا غباري ….
أمزززززززززززززززح <أكبر خوافة
ننتظر جديدك غاليتي