يعتبر سن الأربعين عند المرأة بداية مرحلة حرجة تخافها وتخشاها وتحسب لها ألف حساب وتصيبها بتوتر عصبي ونفسي لشعورها بأنها بدأت بالانحدار من ربيع الحياة والأنوثة والجمال. ولما يحدث لها من تغيرات تؤثر على جسمها.
والمرأة في سن الأربعين تقف على عتبة ما يسمى (بسن اليأس) والتغييرات واقعة في جسمها ويظهر أثرها في الحمل الذي يحصل بعد هذا السن.
و بسبب انشغالها بالعمل وسعيها إلى تحسين المستوى المادي لأسرتها بات الحمل يحدث بعد بلوغ المرأة سن الأربعين . وهو سن الذي تبدأ وظائفها التناسلية فيه بالتدهور تدريجياً, وبالإضافة إلى ذلك فإن الحمل سواء أكان يحدث لأول مرة أو إذا كانت المرأة قد حملت وأنجبت من قبل , فإن الحمل بعد الأربعين ينهك صحتها ويضعف جسدها ولهذا يجب أن يحظى الحمل في الأربعين بعناية طبية خاصة فالله سبحانه وتعالى خلق كل شئ وقدره فجعل أوج خصوبة المرأة من العشرين إلى الخامسة والثلاثين من عمرها , فقبل هذا التاريخ أو بعده تكون أعضاء جسم المرأة غير معدة الاعداد المثالي المناسبة لاستقبال واحتضان الجنين ونموه نمواً طبيعياً
تشوهات ولادية
مع أن كثيرا من السيدات يلدن أطفالاً طبيعيين بعد الأربعين لكن هناك احتمال كبير أن يولد الجنين وبه بعض التشوهات أو الاعاقات صغيرة كانت أو كبيرة بأي صورة من الصور
فبعد سن الأربعين قد تحدث بعض الاضطرابات في تكوين خلايا الجنين مما يؤدي إلى حدوث كثير من التشوهات الخلقية في الجنين .
يلاحظ في حالات الحمل بعد بلوغ المرأة أربعين عاما بصورة عامة ما يلي :
– حدوث الكثير من حالات الإجهاض لعدم وجود المناخ المناسب صحياً ونفسياً لا ستمرار الحمل .كذلك لعدم توفر ما تتمتع به المرأة الصغيرة السن من قدرة على استقبال واحتضان الجنين ونموه نمواً طبيعياً داخل الرحم، وإن تمت الولادة بعد هذا السن بشكل طبيعي لكن الاحتمال الأكبر في مثل هذ الحالة أن يولد الجنين غير طبيعي بسبب الأمراض الناشئة عن اضطرابات تكوين خلايا الجنين في الظهور.
كما أن إمكانية أداء أعضاء الجسم المختلفة كالقلب والجهاز الهضمي والكبد والكلي تضعف وقد لا تفي بمتطلبات الأم والجنين. إضافة إلى احتمال إصابة الأم بأمراض القلب أو السكري وغيرها في هذا السن مما يترك أثره على الجنين.
– الولادة قبل الأوان , فإن كانت مدة الحمل أقل من 37 أسبوعا , ولد الطفل أحيانا صغير الحجم قليل الوزن بحاجة لعناية طبية خاصة .
– احتمال الإصابة بمرض التسمم الحملي مما يؤدي لإصابتها بارتفاع الضغط الشديد وتورم الساقين والزلال في البول والتأثير على صحة الجنين وحجمه وضعفه وولادته قبل الأوان.
– تعرض المرأة نفسها لمشاكل أخرى كتعسر الولادة أو الولادة بواسطة الفورسبس (جفت الجذب) التي تكثر في ولادات الحوامل بعد سن الأربعين.
– زيادة نسبة التشوهات الخلقية كتشوهات القلب وصماماته أو إصابة الجهاز العصبي مما يؤثر على ذكاء الطفل وقدراته وتزيد بصورة عامة ظاهرة التأخير في النمو الجسماني والعقلي
– زيادة احتمالات الإصابة بالأمراض الناجمة عن الاضطرابات الصبغية . ان العوامل الخطيرة التي تؤدي إلى حدوث تشوهات في الجنين في أي عمر من أعمار الأمهات تزداد فعاليتها إذا كان عمر الأم أكثر من أربعين , مثل الأدوية وتعرض الأم للأشعة السينيية وسوء التغذية .
أمراض مزمنة
يشكل الحمل عادة فترة حرجة بالنسبة لجميع أعضاء الجسم حيث تزيد معدلات عملها لسد حاجات ومتطلبات الأم والجنين . فإذا ما حدث الحمل بعد سن الأربعين فإن معدلات عمل الأعضاء المختلفة كالجهاز الهضمي والكبد والكليتين والقلب لن تفي بمتطلبات الأم والجنين معا نظرا للضعف النسبي لعمل هذه الأجهزة في هذه السن .
إذا كانت الأم مصابة بأحد الأمراض المزمنة كالسكري أو القلب او الضغط فإن الحمل يؤدي إلى تفاقم مشاكل الحمل والولادة كما يزيد من احتمال إصابة المرأة بتسمم الحمل مما يؤدي إلى ولادة الجنين قبل الأوان .
عند الولادة قد تظهر بعض المشاكل مثل تعسر الولادة واللجوء إلى عملية قيصرية أو غيرها . لذا ننصح كل امرأة أن تسعى الى انجاب أولادها قبل سن الأربعين , ليس فقط من أجل ما سبق ذكره بل لأيضا لكي تتمتع بتربيتهم ورؤيتهم شبابا ولترى أحفادها أيضا , ونؤكد أيضا على ضرورة استشارة الطبيب المختص ومراجعته بشكل دوري طيلة الحمل للتأكد من صحة الحامل وسلامة الجنين والولادة بشكل طبيعي .
ومهما يكن من أمر فإننا لا يمكن أن نتناسى أو نتغاضى عن ولادات عديدة حدثت بعد تخطي الأم سن الأربعين وجاء فيها المولود بصحة جيدة وحجم ممتاز، ويتمتع بقلب وجهاز عصبي وذكاء عادي وجيد. دون أن يكون لما ذكرناه من أخطار أو مساوئ أية تأثيرات على الطفل والأم.
دمتي دائما متألقه