قالَ تَبارَكَ وتعالَى في سورةِ الأَعْرَافِ/ءاية31: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا﴾. وَقَال الرسولُ الأعظَمُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: "مَا مَلأَ ءَادَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِهِ بِحَسْبِ ابْنِ ءادَمَ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ" رواهُ الترمِذِيُّ. ويقولُ طَبِيبُ العَرَبِ الحارِثُ بنُ كَلَدَة: "الْمَعِدَةُ بَيْتُ الدَّاءِ وَالْحِمْيَةُ رَأْسُ الدَّواءِ" وَيَقُولُ أَحَدُ الحُكَمَاءُ: "لا تَأْكُلُوا كَثِيرًا فَتَشْرَبُوا كَثِيرًا فَتَنَامُوا كَثِيرًا فَتَخْسَرُوا كَثِيرًا".
مِنَ المعروفِ وَالْمَشْهُورِ عندَ أَطِبَّاءِ العَرَب وَالعَجَمِ وَالحُكَمَاءِ أَنَّهُمْ يَمْتَدِحُونَ قِلَّةَ الأَكْلِ والشُّربِ. وذلكَ لأَنَّ كَثْرَةَ الأَكْلِ وَالشُّربِ وَامْتِلاءَ الْمَعِدَةِ بِالطَّعامِ دليلٌ عَلَى النَّهَمِ والْحِرْصِ على الشَّرهِ وَغَلَبَةِ الشَّهوة، وَهُوَ مُسَبِّبٌ لأَمراضِ الجسَدِ المختَلِفَة. وَالتُّخمَةُ تُثْقِلُ الْمَعِدَةَ فَتَضْعُفُ عَنْ هَضْمِ الطَّعامِ فَيَحْدُثُ مِنْهُ الْمَرَضُ، فالمعدَةُ حَوْضُ البَدَنِ، وَالعُروقُ (الشرايينُ) إليهِ وَارِدَة، فَإِذَا صَحَّتِ المعدَةُ صَدَرَتِ العُرُوقُ بِالصِّحةِ وإذا فَسَدَتِ المعِدَةُ صَدرَتِ العُروقُ بِالسَّقَمِ.
إنَّ مضارَّ كثرةِ الأَكلِ والشُّربِ كَمَا يَقُولُ الأَطِبَّاءُ قَدِيمًا وحديثًا كَثيرَة، وَإِنَّ كَثْرَةَ الغِذَاءِ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ إِليهِ يُورِثُ الكَسَلَ وَالانْحِطَاطَ وفَسَادَ البَدَنِ وهو أَحَدُ الأَسبابِ القَوِيَّةِ في حدوثِ الأَمراضِ. فَامْتِلاءُ المعدَةِ بِالطَّعامِ والشَّرابِ الكَثيرِ وَإِدْخَالُ الطَّعامِ علَى الطَّعامِ مَفْسَدَةٌ لِلْجِسْمِ وفِيهِ خُطُورَةٌ بالِغَةٌ على حَرَكةِ المعدَةِ نَفْسِها وعلَى مَا حَوْلَها مِنْ أَجْهِزَةٍ وأَعْضَاء. فَقَدْ تَضْغَطُ الْمَعِدَةُ بسببِ امتِلائِها بِالطَّعامِ وَالشرابِ على القَلبِ أوِ الرِّئةِ أوِ الحِجابِ الحاجِزِ مِمَّا يُعِيقُ وَظِيفَةَ التَّنَفُّسِ ويُقَلِّلُ مِنْ إِدخالِ الأكسجين المطلوبِ لِهَضْمِ هذَا الطَّعام. هذا بالإضافَةِ إلى أَنَّ الطعامَ الزائدَ الذِي لا حاجَةَ لِلْجِسْمِ بِهِ يُخَزَّنُ علَى هَيْئَةِ شُحُومٍ وَدُهونٍ تَحْتَ سَطْحِ الجِلدِ، وفِي جُدرَانِ الأَوْعِيَةِ الدَّمويَّةِ، وإِنَّ سَبَبَ مُعْظَمِ الأمراضِ كَمَا يقُولُ الأطباءُ يَنْتُجُ مِنْ هَذَا الاخْتِزَان. وَمِنْ هَذِهِ الأَمْراضِ: مَرَضُ تَصَلُّبِ الشَّرايِيْنِ حَيثُ يُصْبِحُ جِدَارُ الأوعِيةِ الدمويةِ صُلبًا غَيْرَ مَرِنٍ لا يَسْتَطِيعُ الانقِباضَ والانبِساطَ حينَ تَتَطَلَّبُ حَاجَةُ الجسمِ ذَلك. ويَحْدُثُ مِنْ ذلكَ التَّغَيُّراتُ المختَلِفَةُ فِي ضَغْطِ الدَّمِ حيثُ يُسَبِّبُ ذَلِكَ أَمْراضًا كثيرةً عَلَى أَعضَاءِ الجِسْم
وارتِفَاعُ ضغطِ الدَّمِ بِمَا لَهُ مِنْ ءَاثَارٍ سَيِّئَةٍ عَلَى الدِّماغِ والقَلبِ، وكثرَةُ الأَكلِ يُسَبِّبُ التهاباتِ المفَاصِلِ ومرَضَ البولِ السُّكَّري وداءَ النقرس (الْمُسَمَّى دَاءَ الملوك) الذِي هو نتيجَةُ تركيزِ بَلوراتِ حَامِض البولينا في المفاصِل
لقد جَاءَ هَدْيُ الرَّسولِ الأعظمِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وَافِيًا شَافِيًا في أمرِ الطعامِ والشَّرابِ بِمَا يَكفلُ صِحَّةَ البَدَنِ وسَلامَةَ حَواسِّهِ وأَعْضَائِه، وسَلامَةَ العَقْلِ. فالمعدةُ بيتُ الداءِ والأَمْرَاضِ فيتولَّدُ مِنْ ذلكَ الأمراضُ الْمُخْتَلِفَةُ فيَحتاجُ مِنَ العَلاجِ أكثَرَ مِمَّا يَحْتَاجُ إِليهِ القليلُ الأَكل.
وقد قالَ بَعْضُ الحكماءِ: "أَكبَرُ الدَّواءِ تَقْدِيرُ الغِذَاءِ". ويقولُ الإمامُ الشافعيُّ رضيَ اللهُ عنه: "الشِّبَعُ يُثْقِلُ البَدَنَ وَيُزِيلُ الفِطْنَةَ وَيَجْلِبُ النومَ وَيُضْعِفُ صَاحِبَهُ عَنِ العِبَادَة". ولقد ذَكرَ الرسولُ الكريمُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في حديثِهِ الشريفِ أَنَّ التَّثاؤُبَ مِنَ الشيطان. وذَكَرَ العلماءُ الأَجِلاءُ أَنَّ التثاؤُبَ غالبًا ما يَكونُ سَبَبَهُ الشِّبَع. وهذا ما يُعْجِبُ الشيطانَ الذِي يُحاوِلُ جَاهِدًا أنْ يَصُدَّ العبدَ المؤمنَ عَنْ طاعَةِ رَبِّهِ تباركَ وتعالَى، ويُوقِعَهُ في الحرَام، ويُثَبِّطَ عزيمتَهُ عنِ المسارعَةِ في الخيراتِ وَالطَّاعاتِ. لذلكَ قالَ العُلماءُ: إنَّ الرسولَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لَمْ يَتَثَاءَبْ في حَياتِهِ قَطّ.
ولقد أخبَرَتِ السيدَةُ الجليلَةُ عائشَةُ رضيَ اللهُ عنها عن سيرةِ النَّبِيِّ الأعظمِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في طعامِهِ وشرابِهِ فقالَت: "لَمْ يَمْتَلِئْ جَوْفُ النبِيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ شبعًا قَطّ وأنَّهُ كانَ في أَهلِهِ لا يَسْأَلُهُمْ طَعامًا وَلا يَتَشَهَّاهُ إِنْ أَطْعَمُوهُ أَكَلَ وَمَا أَطْعَمُوهُ قَبِلَ وَمَا سَقَوْهُ شَرِبَ".
وثبتَ عنهُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ في الصحيحينِ أَنهُ قالَ: "المؤمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ". والمرادُ وَاللهُ أعلمُ أَنَّ المؤمِنَ يُقَلِّلُ الطعامَ والشرابَ ويأكُلُ بأدَبِ الشرعِ فيأكُلُ في مِعًى واحِدٍ، وهذَا الحديثُ الشريفُ حَضٌّ منهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على التقليلِ مِنَ الدنيا والزُّهدِ فيها والقناعَةِ بِالقَلِيلِ مِنَ الطعام.
عبادَ الله، مَنْ مَلَكَ بَطْنَهُ مَلَكَ الأَعمالَ الصَّالِحَةَ كُلَّها. فَقَدْ قِيَل لا تَسْكُنُ الحِكْمَةُ مَعدةً مُلِئَتْ طَعَامًا. فَراحَةُ الجِسمِ في قِلَّةِ الشَّرابِ والطَّعام، وراحَةُ القلبِ في تركِ المعاصِي والآثامِ، ورَاحَةُ اللسانِ في قِلَّةِ الكَلام.
منقول للفائده
موضوع مهم
مووووووفقة
اكتشاف عظيم
سنين امي تدور علاج الطنين
اخرتها قالت لها حرمه تبع اعشاب ما اعشاب روحي
عالجي معدتك
والله شي
استفيدو من كلامي
الي عندها طنين وتاعبها تروح لا تتردد
ولا تقول وش دخل هذا بهذا
ترا دكتور الوالده قاال لها يوم قالت له حرمه قالت لي عالجي بطنك قال الدكتور وش دخل اذنك ببطنك
لكن طلعة هالحرمه صح والدكتور هو الغلط
لانه راح الطنين يوم عالجة بطنها