الجهاز التناسلي الأنثوي هو جهاز معقد و حسّاس يتألّف من أعضاء خارجية و داخلية مرتبطة ببعضها تشريحياً و هرمونياً. الجماع يبدأ بإيلاج العضو التناسلي الذكري – القضيب – في مهبل المرأة و ينتهي بالقذف. من أجل الإيلاج تفرز الغدد الفرجية و المهبل سائل مخاطي مزلّق يسهّل ادخال القضيب. يقوم الرجل بعد الإيلاج بحركات استثارية تردّدية يتصادم خلالها رأس القضيب مع عنق الرحم. تنتهي وظيفة الجماع بالذروة الجنسية و قذف السائل المنوي الذي يتجمّع في قبو المهبل الخلفي و منه يدخل الى الرحم عبر فوهة عنق الرحم.
آلام الجماع مشكلة تعاني منها بعض النساء النشيطات جنسيّاً. قد لا تشتكي منه المرأة الى شريكها الجنسي رغم معاناتها منه. له أسباب متعدّدة تختلف حسب العمر و مدّة الشكوى.
تصنيف آلام الجماع
ألم الجماع قد يكون أوّلي المنشأ أو ثانوي أو على الأغلب خليط من الإثنين.
ألم الجماع الأوّلي يعني أن سبب الألم عضوي أي أن هناك آفة أو خلل عضوي مؤلم.
الألم الأوّليّ قد يكون سطحيّ أي خارجيّ أو فرجيّ المنشأ كدمّل الفرج مثلاً أو التهاب إحدى غدّتي بارتولن الفرجيّتين.
الألم الأوّليّ قد يحدث أثناء الإدخال أي مهبليّ المنشأ و هنا قد يكون السبب التهاب المهبل الفطري و هو الأشيع أو التهابات المهبل الأخرى التي تنتقل بالجماع الجنسيّ.
الألم الأوّليّ قد يكون عميقاً أي حوضيّ المنشأ و عندها قد يكون السبب هو أمراض عنق الرحم، جسم الرحم أو المبايض. أو قد يكون السبب في تلك الحالة الالتصاقات الحوضيّة الناتجة عن التهابات حوضيّة مزمنة أو عمليّات جراحيّة سابقة على الحوض كالقيصريّة أواستئصال الزائدة. كذلك من الأسباب الشائعة لآلام الحوض المزمنة التهاب المثانة الخلالي.
ألم الجماع الثانوي سببه جفاف و تشنّج المهبل الناتج عن توقّع الألم (سبب نفسي) ممّا يؤدّي الى حلقة مفرغة من الألم – توقّع الألم – جفاف و تشنّج المهبل – الألم.
في أغلب الأحيان و خصوصاً في الحالات المزمنة يجتمع السببين الأوليّ و الثانويّ ممّا يؤدّي الى تعقّد الحالة و ترسّخها عضويّاً و نفسيّاً.
الاستقصاء
الأمراض الفرجية و المهبلية تشخّص بالعين المجردة و الفحص المهبلي اليدوي.
الفحص بالأمواج فوق الصوتية هو فحص غير جارح يمكّن من رؤية أعضاء الحوض الداخلية و تشخيص بعض أمراض الرحم و مرفقاته.
أمراض عنق الرحم و الرحم تتطلّب استقصاءات اختصاصية أهمّها تنظير عنق الرحم مع أخذ خزعات للفحص المخبري عند الضرورة.
تشخيص أمراض الرحم قد يستلزم توسيع عنق الرحم و تجريف بطانة الرحم من أجل فحص مجروفات الرحم في المخبر.
التنظير البطني يسمح برؤية الأعضاء الداخلية مباشرةً و تطبيق بعض المداخلات العلاجية مع أخذ خزع عند الحاجة.
العلاج
يعالج دمّل الفرج بالصادات الحيوية الموضعية حتى يختفي أو ينضج و يصبح قابلاً للفتح الجراحي. التهاب غدة بارتولين عادة ما يتطور الى خراج يتطلب العلاج الجراحي.
تعالج التهابات المهبل الفطرية بمضادات الفطور الموضعية أو الفموية. المركّبات الحديثة من مضادات الفطور لا تتطلّب أكثر من تطبيق موضعي وحيد أو جرعة فموية واحدة.
الالتهابات الحوضية الداخلية تعالج بنظام مركّب من الصادات الحيوية و قد تتطلّب استئصال أحد مرفقات الرحم إذا تطوّر الالتهاب الى خرّاج موضعي عميق.
تعالج أمراض الرحم العضوية كالأورام الليفية أو الانتباذ البطاني الرحمي الى جدار الرحم التي تصيب عادة النساء في منتصف العمراللواتي تعدّين مرحلة الإنجاب غالباً علاجاً جذريّاً باستئصال الرحم مع أو بدون استئصال الملحقات.
الوقاية
يجب علاج التهابات المهبل متى ما حدثت من أجل منع انتشارها الى الأعضاء الحوضية الداخلية و تأزم المشكلة. الأسباب العضوية الأخرى لآلام الجماع كأمراض الرحم لا يمكن الوقاية منها مسبقاً و تعالج حسب تشخيص الحالة.
من أجل تقليل حدوث التشنّج المهبلي ينصح بالتحضير للجماع بالمغازلة و المداعبة الجنسيّة خصوصاً عند الجماع الأول و في حالات جفاف المهبل المزمنة يمكن استخدام المرطبات الفرجية التي يمكن شراؤها بدون وصفة طبية.
منقول وارجو منكم الدعاء لي ولصاحب الموضوع
الله يوفقك