تصطحب الأم الطفل معها مثلاً الي منزل الجيران أو الأقارب ويخرب الطفل أشياء الآخرين ويكسرها
ولا توبخه أو تزجره بل تضحك له وتحميه من ضرر الآخرين أو عندما يشتم او يتعارك مع أحد الاطفال
فتحميه ولا توبخه علي ذلك السلوك بل توافقه عليه وهكذا.
وقد يتجه الوالدان او احدهما الي اتباع هذا الأسلوب مع الطفل إما لأنه طفلهما الوحيد
أو لأنه ولد بين اكثر من بنت أو العكس او لأن الأب قاس فتشعر الأم تجاه الطفل بالعطف الزائد
فتدلله وتحاول ان تعوضه عما فقده أو لأن الأم أو الأب تربيا بنفس الطريقة فيطبقان ذلك علي ابنهما.
ولا شك ان لتلك المعاملة مع الطفل آثارا علي شخصيته ودائماً خير الأمور الوسط أي لا إفراط
ولا تفريط وكما يقولون الشيء اذا زاد عن حده انقلب الي ضده فمن نتائج تلك المعاملة
ان الطفل ينشأ لا يعتمد علي نفسه ويصبح غير قادر علي تحمل المسؤولية ويشعر انه بحاجة دوماً
لمساندة الآخرين ومعونتهم. كما يتعود الطفل علي أن يأخذ دائماً ولا يعطي وأن علي الآخرين
أن يلبوا طلباته وإن لم يفعلوا ذلك يغضب ويعتقد انهم أعداء له ويكون شديد الحساسية وكثير البكاء.
وعندما يكبر تحدث له مشاكل عدم التكيف مع البيئة الخارجية مجتمعة فينشأ وهو يريد أن يلبي له الجميع
مطالبه وقد يثور ويغضب عندما ينتقد علي سلوك ما ويعتقد الكمال في كل تصرفاته وانه منزه عن الخطأ
وعندما يتزوج يحمل زوجته كافة المسؤوليات دون أدني مشاركة ومنه ويكون مستهتراً نتيجة
غمره بالحب دون توجيه.
أما التذبذب في المعاملة ويعني عدم استقرار الأب أو الأم من حيث استخدام اساليب الثواب والعقاب
فيعاقب الطفل علي سلوك معين مرة ويثاب علي نفس السلوك مرة أخري وهو ما نلاحظه في حياتنا
اليومية من تعامل بعض الآباء والأمهات مع ابنائهم مثلاً عندما يسب الطفل أمه أو أباه
نجد الوالدين يضحكان له ويبديان سرورهما، بينما لو كان الطفل يعمل ذلك العمل امام الضيوف
فيجد أنواع العقاب النفسي والبدني فيكون الطفل في حيرة من أمره لا يعرف
هل هو علي صواب أم علي خطأ؟ فمرة يثيبانه علي السلوك ومرة يعاقبانه علي نفس السلوك
وغالباً ما يترتب علي اتباع ذلك الأسلوب شخصية متقلبة.. مزدوجة في التعامل مع الآخرين.
وعندما يكبر هذا الطفل ويتزوج تكون معاملته مع زوجته متقلبة متذبذبة فتجده يعاملها برفق
وحنان تارة وتارة يكون قاسيا بدون أي مبرر لتلك التصرفات وقد يكون في أسرته في غاية البخل
والتدقيق في حساباته ودائم التكشير أما مع أصدقائه فيكون شخصاً آخر كريما متسامحا ضاحكا
مبتسماً وهذا دائماً نلحظه في بعض الناس.
ويظهر أيضاً أثر هذا التذبذب في سلوك أبنائه حيث يسمح لهم بإتيان سلوك معين في حين يعاقبهم
مرة أخري بما سمح لهم من تلك التصرفات والسلوكيات ايضاً يفضل أحد ابنائه علي الآخر
فيميل مع جنس البنات أو الأولاد وذلك حسب الجنس الذي أعطاه الحنان والحب في الطفولة في عمله
ومع رئيسه يكون ذا خلق حسن بينما يكون علي من يرأسهم شديداً وقاسياً
وكل ذلك بسبب ذلك التذبذب فيؤدي بهم الي شخصية مزدوجة في التعامل مع الآخرين.
الف شكر ام جمانة
يعطيك الف عافية يالغلا …. ما قصرتي
دمتي في حفظ الرحمن
جزكي الله خيرآآ
==