تخطى إلى المحتوى

تغذية الحامل -الجمل و الولادة 2024.

تغذية الحامل

حدث الأمومة و شهور الحمل من أعظم الأحداث التي تحرك بواعث السرور والسعادة في قلوب النساء. وإن الأحاسيس المختلفة والمشاعر الجميلة التي تختلج في صدورهن لهي أجمل الأحاسيس.

تتميز فترة الحمل بالعديد من التغيرات النفسية والجسمية التي تتراوح بين بعض الأعراض الطبيعية والتي تحدث نتيجة تغيرات هرمونية مصاحبة للحمل مثل الوحام و تغيرات حاسة الشم و التذوق وغثيان الحمل و بين أعراض أخرى قد تسترعي انتباه السيدة الحامل و كذلك الطبيب المعالج قبل الزيادة المفرطة في الوزن و القيء المستمر.

خلال فترة الشهور الثلاثة الأولى من الحمل ينتاب المرأة أحيانا شعور ملح و شوق لأقل بعض المواد الغذائية و بعض الفواكه التي ربما لم تكن تشتهيها في السابق وهو ما يسمى بالوحام و كذلك تنتاب المرأة أحاسيس مختلفة بالنسبة لحاسة الشم والتذوق و كذلك هناك بعض الروائح التي كانت تحبها وأصبحت تنفر منها مثل بعض الأطعمة و المشروبات.

سيدتي لأنك تعيشين الآن حياتين، حياة لك و حياة لجنينك فيجب أن تحرصي على إعطاء جنينك ما يتوق إليه و يتمناه و ابتعدي عن كل ما يلوث عالمه الصافي الجميل.

إن الغذاء هو الدواء الأشد تأثيرا فلتتناوليه بالمقادير التي تهبك جسدا سليما قادرا على تحمل تبعات الحمل و تتبعين نظاما غذائيا متوازنا يحمل من المكونات الغنية ما يكفل لك سلامة الجنين.

و تتساءل كثير من السيدات الحوامل هل هناك نظام غذائي ينبغى أن تحرص الحامل على تناوله و لكن الإجابة هي أنه ليس هناك غذاء يصفه طبيب وإنما فقط نظام غذائي يحافظ على سلامة الأم و الجنين معا.

ان كل الحوامل يجب أن تتناول الأطعمة المختلفة المغذية لضمان نمو أطفالها بشكل صحي وسليم.

إن زيادة الوزن ضرورية أثناء الحمل و تبلغ كمية الوزن المناسبة التي يجب أن تكتسبها المرأة الحامل تتراوح بين 9.5-12 كيلوجراما على أن تكون أغلبها في الفترة ما بين الأسبوعين الرابع والعشرين و الثاني و الثلاثين (الشهر السابع و الثامن) و تختلف تلك الزيادة حسب طول و طبيعة البنية و الوزن قبل الحمل مع ملاحظة أن نسبة 50% تقريبا من هذه الزيادة تكون لوزن الرحم و الجنين المكتمل النمو و السائل المحيط به و النسبة الأقل بسبب الشحوم التي تترسب بالجسم و التي تختفي تدريجيا بعد الولادة مع الرياضة و الرضاعة.

تستطيع المرأة الحامل تناول مختلف أنواع الأطعمة دون تحفظ و لكن بكميات معينة حتى لا تحدث الزيادة المفرطة في الوزن و التي تؤدي إلى بعض المضاعفات أثناء الولادة مثل زيادة وزن الجنين و التي تؤدي بدورها إلى زيادة صعوبة عملية الولادة.

سيدتي إن القاعدة العامة في التغذية أثناء الحمل هي الحصول على كميات كافية في الأغذية الصحية المختلفة و تفادي الوجبات السريعة و الدهنية. و إذا أردنا أن نضع جدولا زمنيا فهناك بعض القواعد التي يجب علينا اتباعها!.

أول هذه القواعد هو تخفيض استهلاك المياه الغازية المحلاة مثل الكولا و العصيرات المعلبة واللجوء إلى العصائر الطازجة غير المعلبة، ثم الإقلال من المواد الغذائية التي تحتوي على سعرات حرارية عالية مثل الكعك و البسكويت.
ثالثا هذه القواعد هي الابتعاد عن الأغذية المقلية أو استعمال الزبدة مع الأكل.

القاعدة الذهبية هي تناول المواد الغذائية الطازجة و غير المتطلبة للطهي مثل الفواكه والسلطات.

إن تناول كميات كافية من منتجات الألبان خاصة الحليب قليل الدسم و الزبادي و الأجبان يلعب دورا رئيسيا و مهما في تزويد جسم السيدة الحامل بكثير من السعرات الحرارية و المواد اللازمة لنمو الجسم و الجنين.

و يجب أيضا على السيدة الحامل الإقلال من تناول الشاي و القهوة المركزة التي تؤدي لاضطراب الهضم و تقلل من امتصاص الحديد كما يؤدي إلى زيادة التنبيه و تقليل ساعات النوم التي قد تؤثر على الجنين.

و من الضروري جدا الابتعاد عن تناول اللحوم غير المطهية جيدا بسبب احتمال حملها لميكروب التوكسوبلازموسيس و كذلك الألبان و الأجبان غير المبسترة.

لاحظي سيدتي أن شهيتك سوف تزيد في نهاية الشهور الثلاثة الأولى من الحمل فلا داعي للانزعاج فاننا ننصحك بتناول من خمس إلى ست مرات يوميا على الإقلال من الكميات حتى يكون هضمها أسرع من الطعام العادي.

و دعيني يا سيدتي أحدد لك الآن أهم العناصر الغذائية والأطعمة التي يجب عليك تناولها أثناء الحمل.

التمر: هو أحد أكثر المواد الغذائية تكاملا لاحتوائه تقريبا على كل المواد الغذائية اللازمة مثل البروتينات والسكريات والألياف والمعادن مثل الكالسيوم والحديد ولكن إذا كنت مريضة بالسكر فيجب الإقلال منه.

البروتينات: يجب أن تتناول الحامل كمية من البروتينات بأكثر من 50% مما كانت تستهلكه قبل الحمل فيمكنك أن تتناولي في اليوم الواحد كمية تعادل 3 بيضات أو نصف لتر من الحليب أو كمية جيدة من السمك و اللحم منزوع الدهن وكذلك البروتينات النباتية مثل البقول والعدس والحبوب و البسلة والمكسرات (جوز الهند-البندق-إلخ)

الألياف: تلعب دورا رئيسيا في تنظيم حركة الأمعاء و تفادي الإمساك أثناء الحمل وتتوافر في النخالة و الفواكه الطازجة.

السوائل: يمكنك يا سيدتي تناول جميع أنواع السوائل و بالذات الماء و الذي يساعد الكليتين على أداء عملهما بالتخلص من الرواسب و السموم في الجسم.

و هناك بعض المواد الهامة التي تحتاجها الحامل مثل الفيتامينات والتي تتوافر في جميع الأطعمة و الفواكه الطازجة و لكن ننصح بتناول بعض الفيتامينات مثل حمض الفوليك والذي يؤدي إلى انخفاض احتمال الإصابة ببعض تشوهات العمود الفقري في الأجنة.

إن المعادن المهمة مثل الكالسيوم و الحديد و الأملاح تتوافر بكميات كبيرة في الغذاء و بخاصة الفواكه و العصائر الطازجة و منتجات الألبان و البيض و الأسماك و الخضراوات ذات الألياف و البقول و العدس.

يا سيدتي ان الجنين السليم هو نتاج مجموعة عوامل مهمة يأتي في أولها الغذاء الصحي السليم ومحافظة الأم على جسدها لائقا و حتى لا يكون هناك لبس أو اعتقاد خاطيء تتبادله السيدات أن التغذية أثناء الحمل تعني حرمانا أو ممنوعات أو آخريات يعتقدن أن الحمل معناه إفراط في تناول الغذاء حتى ينمو الجنين و المعادلة السليمة هي:

تناولي الأغذية الصحية بكميات أقل و بدون حرمان.

بارك الله فيكي
مشكووورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.