تقرحات الفم.. الأسباب والعلاج
تقرحات الفم.. الأسباب والعلاج
تقرحات الفم.. الأسباب والعلاج
تقرحات الفم.. الأسباب والعلاج
تظهر لدى بعض الناس تقرحات في الفم من حين لآخر، وبشكل متكرر، مما يصيبهم بالإنزعاج والخوف، وخصوصاً أنها تسبب أعراضاً مؤلمة، وحادة في كثير من الأحيان.. فما هي الأسباب؟ يقول الدكتور أسامة يحيى أستاذ الفم والأسنان:
إن تقرحات الفم أو «التقرحات القلاعية» هي تقرحات مؤلمة تظهر على الأغشية المخاطية المبطنة لتجويف الفم، وذلك في الشفتين، واللسان، وعلى جدار الخدين من الداخل، وأحياناً سقف الحلق واللثة، ويختلف عدد هذه التقرحات، ولكن عادة يظهر على المريض من 3 إلى 4 تقرحات في المرة الواحدة وربما يزيد العدد إلى 10 أو 15 قرحة، ولكن يحدث هذا بصورة أقل، مما يميز قرحات الفم أنها مؤلمة بشكل كبير وخصوصاً عندما يلامسها الطعام، ولهذا فربما لا يستطيع المريض الأكل ليوم أو يومين، ويكتفي بالسوائل تفادياً للألم، كما تؤلم هذه التقرحات مع حركة الشفتين، أو الخدين وملامستها لأجزاء الفم الأخرى، كما يحدث عن الكلام، وتبدوقروح الفم عند الفحص صغيرة وسطحية غير عميقة يعلوها غشاء أبيض خفيف، وتكون محاطة بهالة حمراء.
ويشير «د. أسامة» إلى أنه لا تتوافر حالياً معلومات مؤكدة عن سبب التقرحات الفموية القلاعية، فسبب حدوثها غير معروف بشكل دقيق، ولكن يعزو البعض ظهورها إلى اختلالات مناعية، أو التهابات خفية، وأحياناً إلى عوامل نفسية وعاطفية، إذ يبدو أن القلق والاضطراب النفسي يؤديان إلى حدوثها عند بعض المرضى، كما يحدث لبعض النساء قبيل الدورة الشهرية، وربما كان حدث تقرحات الفم عائداً إلى بعض أنواع الأطعمة التي ربما تسبب تهييجاً للأغشية المخاطية، وتجريحاً لها كالأطعمة المالحة، أو الشوكلاتة، أو الأطعمة الحامضة.
تشابه أحياناً شكل التقرحات الفموية القلاعية مع تقرحات أخرى ناتجة عن التهابات فيروسية، أو أمراض مناعية معروفة مثل مرض بهجت، أو أمراض جلدية أخرى، كما يصاحب هذا النوع من التقرحات التهابات الأمعاء المزمنة، ويتم عادة التفريق من خلال فحص شكل التقرحات، ومن خلال الأغراض المصاحبة، وربما احتاج الأمر إلى أخذ مسحة، أو عينة من التقرحات ودراستها مجهرياً، وزراعتها لاستبعاد الالتهابات البكتيرية، أو الفيروسية.
وتتميز تقرحات الفم بأنها تزول خلال أسبوعين دون أن تترك أثراً أو ندوباً: ولكنها تعود من حين لآخر ربما كل شهرين، أو ثلاثة أشهر بشكل متكرر، ويتركز حدوث الألم في اليومين الأولين، وربما صاحب ذلك تعب، وإجهاد مع ضيق، وتعب نفسي بسبب الألم.
ويرى أنه لعلاج تقرحات الفم تم تجريب أنواع عدة من العلاجات مثل المضادات الحيوية، ومشتقات الستيرويد وغير ذلك من الأدوية، ولكن تختلف درجة الاستجابة من مريض لآخر، فليس من علاج مؤكد وفعّال لجميع المرضى، كما لا يتوافر حالياً علاج يمنع تكرار حدوث هذه التقرحات.
ومن أنواع العلاجات المستخدمة غسول الفم، حيث يحتوي مضاداً حيوياً يستخدم بطريقة المضمضة، بحيث يظل الغسول في الفم لمدة دقيقتين بما يضمن وصوله إلى التقرحات عينى عينك، وهناك مركب شبيه بمعجون الأسنان يحتوي ستيرويد يوضع على التقرحات عند أول ظهورها ثلاث مرات في اليوم، كما تستخدم المسكنات الموضعية بالطريقة نفسها.
أنواع التقرحات
ويؤكد «د. ماهر فريد» أن هناك أنواعاً عديدة من التقرحات الفموية التي تصيب الغشاء المخاطي المبطن للفم، وتتميز من حيث المسبب والأعراض وتقدم المرض، بعض هذه التقرحات تكون موضعية السبب والبعض الآخر قد تكون أعراضاً أولية أو مبكرة لأمراض عامة تصيب الجسم، لكن الأكثر شيوعاً هي تقرحات الفم المتكرر «Ulcers
Recurrent Aphtoua»، التي تصيب
أكثر من 10% من السكان وتظهر لدى الجنسين بالتساوي، وغالباً ما يعاني منها المريض منذ فترة مبكرة من العمر أن الفحص السريري للفم يظهر عادة ثلاثة أنواع من التقرحات هي:
التقرحات الفموية الصغيرة وهذا النوع من التقرحات يشكل 80% من الحالات،وهي صغيرة الحجم «2-4 ملم» بيضاوية أو دائرية الشكل ويتراوح عددها بين 2-6 وغالباًماتصب المنطقة الأمامية من الفم وتتماثل إلى الشفاء في غضون أسبوعين.
التقرحات الفموية الكبيرة وهي نسائيه أقل شيوعاً من النوع الأول وتشكل تقريباً 15% من الحالات،وهي كبيرة الحجم أكثر من 1 سم ولايزيد عددها عن 3 وتكون دائرية الشكل ومحاطة بهالة حمراء اللون وتصيب أية منطقة في الفم بمافيه اللسان، والتماثل للشفاء يستغرق وقتاً أطول من التقرحات الصغيرة قد يمتد إلى شهر وتكون مؤلمة جداً التقرحات الفموية الصغيرة جداً Herpetifom
RAU ويشكل هذا النوع 5% من التقرحات
المتكررة ويظهر أكثر لدى الاناث على شكل تقرحات صغيرة الحجم «1ملم» قد يصل عددها من 10ـ100 في المرة الواحدة وتصيب أكثر باطن اللسان وسقف الحلق وعادة ماتتماثل للشفاء في غضون عشرة أيام.
ويضيف: إن سبب التقرحات الفموية المتكررة لدى 80% من الحالات هو غير معروف بينما في 20% من الحالات وخصوصاً لدى المرضى الذين تظهر لديهم التقرحات لأول مرة في مرحلة متقدمة من العمر يعود إلى فقر الدم،وعليه فإن فحص الدم الشامل هو إجراء روتيني لكل مريض يراجع العيادة لأول مرة ويشمل ذلك فحص الهيموجلوبين «Hg» بالاضافة إلى الفيتامين بـ 12 level vitB والفولك أسيد Folate
level ومخزون الحديد
(ferrtin level)أو(serum iron) .
مسببات الظهور
وينصح بتحويل المريض إلى اختصاصي باطنية لمعرفة السبب في حالة أن يكون الدم في هذه الحالات كثيراً ما يؤدي إلى الشفاء التام من المرض،أما بالنسبة إلى 80% من الحالات فالأسباب غير معروفة وكثيراً مايسبق ظهور هذه التقرحات لدى هؤلاء المرضى عوامل كثيرة مثل الضغوط النفسية والرشوحات ونزلات البرد وتظهر لدى الاناث عادة في الفترة التي تسبق الدورة الشهرية..
بعض الدراسات الحديثة تعزو أسباب هذه التقرحات إلى استعداد وراثي حيث نجد أكثر من فرد في العائلة مصاباً بهذه التقرحات.
كما أن دراسات أخرى تعزو السبب إلى تحسس من بعض الأطعمة التي يتناولها المصاب كالشوكولاته والأجبان الصفراء والنبيذ أو نتيجة للمواد الحافظة والموجودة بكثرة في الأطعمة الجاهزة والمعلبة ومعاجين بكثرة في الاطعمة الجاهزة والمعلبة ومعاجين الأسنان. في بعض الاحيان تظهر هذه التقرحات لدى المرضى لأول مرة بعد التوقف عن التدخين،والسبب غير معروف ولكن يعتقد بأن التدخين يؤدي إلى زيادة سمك الغشاء المخاطي المبطن للفم مما يمنع ظهور التقرحات وبعد أن يتوقف الشخص عن التدخين ويعود الغشاء إلى وضعه الطبيعي وتقل سماكته تعود التقرحات إلى الظهور مرة أخرى،وهذا لايعني أن يستمر الشخص المتكررة غير قابلة للتحول إلى السرطان وكل مايشكو منه المريض هو الشعور بالألم والحرقة بينما التدخين هو المسبب الرئيس لسرطان الفم.
ونوه إلى أنه من الضروري جداً التأكد من أن التقرحات المتكررة هي ليست أعراضاً أولية لمرض بهجت « Behcetصs disease » وخصوصاً لدى المرضى الذين تزداد لديهم حدة المرض مع الزمن.
علاج موضعي
وبعد التأكد من عدم وجود فقر في الدم أو التحسس لمادة يتناولها المريض فإن العلاج يكون عادة باستعمال الأدوية الموضعية في الفم،وعلى الرغم من أن نسبة المصابين بالتقرحات الفموية المتكررة كبيرة إلا أن الدراسات التي بحثت في فعالية الأدوية لمعالجة هذه التقرحات هي قليلة نسبياً..
ولايوجد حالياً دواء يؤدي إلى الشفاء التام من المرض؛ولكن هناك الكثير من المراهم والمضاوض والتي تساعد على التخفيف من الألم المصاحب لهذه التقرحات والتقليل من شدة الإصابةويتضمن ذلك الأدوية المسكنة والمضادة للالتهاب مثل مضمضة الكلور هيكسيدين « chlorhexidine» مرتين يومياً أو كبسولات التتراسيكلين «Tetracycline Caps» تذوب في الماء وتستعمل كمضمضة وغيره،في بعض الحالات الشديدة والمؤلمة قد نلجأ لاستعمال الكينالوج « Tetracycline caps» لتقرحات الشفة أو مضمضة الكورتيزون « Dexamethasone» عند إصابة مناطق أخرى في الفم كالخد واللسان وتستعمل 5 مرات يومياً إلى أن تختفي التقرحات ثم تقلل الجرعة تدريجياً إلى أن يتوقف.
منقول
وجزاك الله الجنة
ماتحرمينا من جديدك
طرح رائع
جزيتي