: الرجال لا يوفرون امرأة دون إقامة علاقة معها
مرحلة المراهقة مرحلة ثورة اجتماعية وهرمونية ونفسية تتمثل بكسر كل تقليد والخروج عن المألوف والتمرد على المحيط وكل ما يأتي من الأخر .
حالة من الهروب واللا استقرار، العواطف جياشة والمشاعر ملتهبة تسيطر حالة من اللامنطق على طريقة التفكير ينتج عنها التصرفات اللامسؤولة.
تبدأ عادة هذه المرحلة من سن الثانية عشرة إلى الثامنة عشرة لينتقل بعدها المراهق إلى مرحلة الشباب والقوة والذروة والعطاء الكامل .
لكن ماذا يحدث لعدد كبير من الرجال بعد تخطي سن الشباب مستقبلين الأربعين ؟
هذا السن الذي من المفروض أن يتميز صاحبه بالحكمة والرشد والحلم والعقل الكامل المتكامل،خلاصة تجارب لا يستهان بها .
رجال كثر يتولد لديهم شعور بعدم الانسجام الزوجي والجنسي مع زوجاتهم دون التعبير عن ذلك، يثورون على واقعهم وربما يصل بهم الأمر إلى ثورة ذاتية يراجع فيها الرجل حياته وعلاقاته ،فيحاول تجديد ولملمة شبابه الذي يتسرب من بين أصابع يديه فيكثر من العلاقات مع نساء وفتيات صغيرات ويفرط في المغامرات العاطفية واللهو والسهرات ليثبت لنفسه وللجميع أن صلاحيته لم تنتهي بعد تاركا وراء ه عائلة وزوجة وأولاد ومسؤوليات والتزامات .
أم حسان تقول الرجال في يومنا هذا لا يوفرون امرأة دون أن يحاولوا التحرش بها وإقامة علاقة معها فهذه الظاهرة باتت منتشرة بشكل مخيف بالرغم من أن الأمر له علاقة بنفسية الرجل ومدى تقبله للخطأ .
الفتور العاطفي :
ضغوط الحياة ( الأولاد،المسؤوليات،المستلزمات) كل هذا يحول الزواج إلى مؤسسة تعاني الروتين والرتابة
الحب لم يعد له مكان في ازدحام الطلبات والمسؤوليات ،الزوجة اكتفت وأخذتها هموم الحياة إلى أماكن أخرى ،أما الزوج الذي بدأ يشعر بالكآبة والإحباط والملل من الوضع يبحث عن كل ما ينقصه من البهجة والمرح خارج منزله متخذا من الحجج الغير مقنعة ذريعة له ( زوجتي لا تهتم بي ، همها الوحيد البيت والأولاد ،صوتها عال، ……….)
تكثر العلاقات الغير سوية والسهر مع الأصدقاء والتصرفات الغير عقلانية ،وقد يصل به الأمر إلى تدمير كل ما بناه وجناه في مرحلة الشباب من أجل علاقة عابرة وارتكاب المحرمات أو زيجات بأسماء مختلفة .
الظروف والحالة :
يفيد علماء النفس أن معظم الرجال يمرون بهذه المرحلة في حياتهم لكن تتباين شدة تأثير هذه الحالة على الرجال ،باختلاف الظروف ،حسب التركيبة النفسية لكل رجل ، فبعضهم قد ينشأ علاقات مع النساء في الظل والبعض الأخر يصاب بالكآبة والانطوائية والبقية يتمتعون بالعقل والحكمة والتفكير السوي.
أبومحمد57عاما لا يظن أن ظاهرة مراهقة الأربعين موجودة بكثرة لأن الشخص السوي و المرتاح في بيته يكتفي ولا يبحث عن علاقة خارج إطار أسرته .
يضيف أبو محمد أن بعض الرجال يعانون من الضعف الجنسي فيبحث عن علاقات ليعوض النقص الذي لديه وليثبت لنفسه أولا ولمن حوله أنه مازال مرغوبا.
هناء تعاني الأمرين من زوجها البالغ من العمر 54 سنة الذي لم يجد أقرب من جارته المتزوجة ليقيم معها علاقة متجاهلا أحاسيس زوجته والتزاماته تجاه أولاده لدرجة أنه باع بيته ليؤمن للحبيبة الجديدة جميع متطلباتها.
الطلاق العاطفي:
بعد حالة الفتور التي تسود العلاقة الزوجية يحدث ما هو أخطر من الطلاق وفراق الطرفين يحدث ما يسمى الطلاق العاطفي فالملل تسلل إلى العلاقة الزوجية ولم يعد أي طرف يتكيف مع رغبات الآخر .
المرأة في سن الأربعين بحاجة إلى من يساندها ويرشدها ويسمعها ، أما الرجل فلا يعرف كيف يهرب من حالة الكآبة التي تلازمه في هذا العمر خاصة أن الزوجة لم تعد تلك الشابة التي اعتادت أن توفر له جميع حاجاته ورغباته فيخرج للبحث عن امرأة أخرى تشبع له طلباته وتعيدله الحيوية المفقودة .
أعراض المراهقة :
كثير من الرجال يصبحون أكثر عصبية وتوتر و ينتابهم إحساس أن الحياة قد انتهت مما يسبب عندهم ردود أفعال غير محسوبة
وفي هذا العمر من الطبيعي أن تتراجع القدرة على تعلم الأشياء الجديدة مما يولد عندهم رغبة بالإنفراد والوحدة ويعبر باستمرار عن حنينه للماضي ويكثر من ذكرياته, ويطلق عبارات(أنا محروم, ضاع شبابي)
يصبح الاهتمام بالشكل الخارجي والهندام أكثر من قبل يرتدون ملابس تجعلهم أكثر شبابا ولا تتناسب مع عمرهم وقد يستخدمون صبغات الشعر لإخفاء وقار العمر ناسين أن(الشيبة هيبة) ،يفقد اهتمامه بالأسرة ويبتعد عنهم تدريجيا ،ينظر إلى زوجته نظرة دونية ويخلق المشكلات ولا يرى فيها غير العيوب ليخلق لنفسه مبررات طيشه هذا وليخفف من توتر عذاب الضمير .
اكتئاب ، نوم كثير،فقدان الشهية والاستيقاظ عند منتصف الليل والبعض يصاب بالتعرق الشديد وسرعة دقات القلب .
رانيا عمرها 33عاما امرأة مطيعة لزوجها(40سنة )فوق الحد بشهادة من حولها تفعل له ما يريد تؤمن له كل متطلباته زوجة وربة منزل من الطراز الأول ،زوجها لا يتوانى عن خلق الحجج ليضعها في الكفة الناقصة دوما ، اخيرا اكتشفت أنه على علاقة مع امرأة ثانية عندما شاهدت رقما غريبا يتكرر بشكل ملفت على موبايل زوجها
أسباب جهلة الأربعين :
الفراغ العاطفي الذي يشعر به الزوج وفتور العلاقة الزوجية من أهم أسباب طيش منتصف العمر
وكثيرات هن الزوجات اللواتي يشعرن أزواجهن بعدم الرضا محاولين زعزعة ثقة الرجل بنفسه مما يولد عنده ردة فعل عكسية ،كما يؤدي تراكم الأعمال والمشاغل إلى هروب الرجل إلى علاقة تنسيه هموم العمل .
عدد كبير من الرجال يقومون بتقليد أصدقائهم الذين من عمرهم ويعيشون أزمة ما بعد الشباب فكيف يكون لصديقه صاحبة أو عشيقة وهو لا فيقوم بمحاكاته من باب الإنسجام أكثر مع المجتمع وإرضاء الذات .
وضعف الشخصية يجعل الرجل يبحث عن امرأة تبعث له إحساس بأنه محور الكون وليثبت لنفسه أنه مازال مرغوبا هذا الشعور الذي لم تعد زوجته تقدمه له .
ولا يجب هنا أن نلقي بالملامة كاملة على الزوج فكثيرات هن الزوجات اللواتي يفسحن المجال لهروب الزوج من البيت ،فالمرأة المسترجلة التي تفتقد للأنوثة والأخرى المتطلبة وكذلك المتملكة.
أبو فادي 55عاما يعتقد أن هذه الظاهرة منتشرة بكثرة في المجتمع ولا سيما في الفترة الأخيرة وخاصة بسبب الانفتاح ووجود الفضائيات، فليس من الضروري ان يكون الرجل محبا للنساء حتى يمر بجهلة الأربعين على حد تعبيره فكثير من الرجال لا يعيشون فترات حياتهم ولا يعطون كل مرحلة عمرية حقها ربما بسبب الدراسة أو الانشغال بالعمل ، فمن حُرم من مراهقة العشرين سيتمتع بمراهقة الأربعين.
يضيف أبو فادي بأن روتين الحياة الزوجية وسيرها على نغمة واحدة يجعلها مملة بنظر الرجل الذي يسعى دوما للتغيير .
حبيبته بعمر ابنته:
ظاهرة ربما غير طبيعية ولا صحية ولكنها للأسف الشديد باتت منتشرة بشكل كبير في الآونة الأخيرة لتصبح موضة اجتماعية يقوم بتقليدها الجميع دون تفكير .
رجل بالأربعينات وما فوق يحب ابنة العشرينات وخاصة رجال الأعمال والمقتدرين ماديا يبحثون عن الصغيرة لتجديد شبابهم، لا تتوقف بهم أنانيتهم بأنهم نسوا أولادهم وزوجاتهم بل ليسرقوا ويقطفوا زهرة عمر فتاة بعمر بناتهم
ر.ع عمرها 23 سنة تلقت عرضا بالزواج من مديرها في العمل البالغ من العمر56عاما ولكن شرط أن يكون زواجا سريا وعرفيا لأنه متزوج وعنده أولاد وأحفاد قادمون على الطريق، أقنع الصغيرة بأنه يفتقد للحنان والدفء وهو بحاجة إلى من يخرجه من ضغوط الحياة ومشاكلها.
مرحلة انتقالية في حياة الرجل تجعله يقف مع ذاته ليعيد ترتيب أوراقه مستنكرا المرحلة الجديدة متحسرا على الشباب الذي يدير له ظهره ناسيا أن لكل عمر جماله وخبرته وطعمه الخاص الذي يجب أن يتذوقه كل شخص دون أن يحرق أي مرحلة عمرية من مراحل الحياة .
يقوم الرجل برمي كاهل العمر عن عاتقه يلهث وراء فتاة صغيرة دون خجل أو حياء ليتزوجها أو يصادقها ،يخرج معها إلى الأماكن العامة وأمام الناس متفاخرا بعلاقة لا تتناسب مع وقاره ووضعه الاجتماعي والأسري.
س.ل 46 عاما رجل ذو وضع اجتماعي جيد على درجة عالية من الثقافة متزوج وزوجته امرأة جيدة وهما متفقان لدرجة أنهما يُِحسدان من قبل الناس لكنه يحب النساء كثيرا ويكثر من علاقاته معهن ،تعرف مؤخرا على فتاة عمرها 26عاما وهو يتفاخر أمام أصدقائه الذين من عمره بهذه العلاقة فيتحدث أمامهم معها ويسمعهم مكالماتها .
يقول س.ل : أنه يسهر مع أصدقائه كل يوم تقريبا لساعات متأخرة في مقاهي دمشق التي ترتادها الصبايا والشباب يلعبون الورق والطاولة متمتعين بهذه الأجواء الشبابية زوجته في البيت تعتني بالأطفال وتشرف على دراستهم .
مازال عازبا!
من الطبيعي والمعروف في مجتمعاتنا الشرقية أن يكون الرجل في سن الأربعين متزوج وله عائلة وأولاد ولكن في أيامنا هذه نرى عدد من الشباب عزفوا عن الزواج ووصلوا إلى هذا السن دون زوجة وعائلة مستبدلين هذه العلاقة السوية بعلاقات عابرة وطائشة بحجة أن الفتيات لا يؤمن جانبهن مسقطا تجاربه على جميع الفتيات متجاهلا حقيقة أن هناك فتيات ملتزمات وجاهزات لبناء بيت وأسرة
ن.م شاب عمره واحد وأربعين عاما ،غير متزوج يظن أن الفتيات جميعهن قابلات للانحراف وقرار الزواج حساس للغاية لذلك يجب على الشاب التروي عند الإقدام على هكذا خطوة .
وبما أن الفتيات متاحات في أيامنا هذه بكل سهولة حسب رأيه فهو غير مضطر للإسراع بهذه الخطوة.
منقول
البرنسيسه ~~مها~