قد تستطيع حبة واحدة متعددة الاستعمالات أن تجعل الدواء أكثر سهولة في التناول.
يقول الدكتور كريستوفر كانون، أستاذ الطب في كلية هارفارد للطب واختصاصي القلب في مستشفى بريغهام و«النسائية»، إن كثرة عدد الأدوية التي يتناولها الفرد كل يوم، تزيد من مشكلات نسيان تناولها، وهذه السمة بين كبار السن سيئة إلى حد لا يصدق.
يتبع
ولوحدها، فإن «بولي بيل» قادرة على دمج ثلاثة أدوية لخفض ضغط الدم (راميبريل وثيازيد وأتينولول) مع الستاتين (سيمافاستاتين) والأسبرين.
– كيف تعمل حبة «بولي بيل»؟
كانت الدراسات التي أجريت على الحبة واعدة، ووجدت دارسة «بولي كاب» الهندية The Indian Polycap Study (TIPS) أن مزج خمسة أدوية (ثلاثة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، مع الستاتين، والأسبرين) في حبة واحدة خفض بشكل ملحوظ ضغط الدم ومستويات الكولسترول منخفض الكثافة.
ووجدت دراسة أجريت بداية العام الحالي انخفاضات مشابهة مع استخدام حبة تمزج أربعة أدوية (ثلاثة لضغط الدم والستاتين).
بيد أن أسئلتك القليلة لا تزال بحاجة إلى الإجابة قبل أن يمكن طرح «بولي بيل» للاستخدام العام.
– هل سيترجم انخفاض ضغط الدم وانخفاض مستويات الكولسترول الذي شهدناه في الدراسات إلى انخفاض معدلات الإصابة بأمراض القلب؟ لا يزال ذلك موضع دراسة.
هل تعمل هذه الأدوية بشكل جيد معا، كما نشهد مع كل دواء منفرد؟ أشارت الدراسات التي أجريت على «بولي بيل» إلى أن كل مكون يقوم بمهمته، فيقوم دواء الستاتين بخفض الكولسترول، ويقوم دواء ضغط الدم بخفض ضغط الدم.
بيد أن إحدى الدراسات أشارت إلى أن الستاتين يخفض الكولسترول بنسبة أقل في حبة «بولي بيل» من تناولها بمفردها، مما يشير إلى أن أدوية بعينها ربما تفقد بعض كفاءتها عند مزجها مع مركبات أخرى.
– هل مزج الأدوية يزيد من الآثار الجانبية للدواء؟
حتى الآن لم تظهر الدراسات التي أجريت على «بولي بيل» أي مخاطر بزيادة الآثار الجانبية، لكن هذا لا يزال مثار قلق حقيقي، لأنه سيكون من الصعوبة بمكان تحديد نوع الدواء الذي يسبب المشكلة.
ويقول الدكتور كانون: «إذا أحسست بأية آثار جانبية من عقار يتكون من خمسة أدوية تتناولها، فكل ما يمكنك القيام به هو التوقف عن استخدام كل الأدوية الخمسة في الحال. ومن ثم إذا أصبت بألم في العضلات من دواء الستاتين، حينئذ ينبغي لك التوقف عن تناول دواء ضغط الدم والأسبرين، إلى جانب الستاتين لوقف الأعراض الجانبية.
التطبيقات الفعلية
التطبيق الأكثر وضوحا لأقراص «بولي بيل» تجرى في العالم الثالث حيث يجري اختبارها في الوقت الراهن، ويمكن لحبة واحدة أن تكون طوق نجاة لأشخاص لا يستطيعون الحصول على متابعة طبية أكثر من مرة في العام، ولغير القادرين على الحصول على عدة أدوية.
وفي الولايات المتحدة ربما يكون الاستخدام الأكثر احتمالية لأقراص «بولي بيل» متمثلا في تحسين الامتثال وضمان تناول كثير من الأفراد الدواء والحصول على النتائج المرجوة.
ويأمل الخبراء أيضا أن توفر «بولي بيل» المال، فيرى الدكتور كانون أن سعر هذه الأقراص لا يزال منخفضا، لكنها إذا تمكنت من خفض أمراض القلب والسكتات الدماغية فربما يكون لها تأثير كبير على نفقات الرعاية الصحية.
-متى تتوقع أن تحصل على وصفة «بولي بيل» من طبيبك؟
يقول الدكتور كانون إن ذلك ربما بعد عام أو عامين ما إن يحدد الباحثون الجرعات المناسبة. وحتى وإن توافرت أقراص «بولي بيل» في القريب العاجل، سينبغي لك أن تبحث عن طريق للحصول على أدوية عديدة.
اسأل طبيبك عما إذا كنت قادرا على تبسيط أنظمة الدواء من خلال استخدام نسخ طويلة المفعول لأدويتك أو تغيير الجرعة.
استخدم علبة الأقراص التي تعيد طلبها مجددا كل أسبوع، لذا خذ الحبة الصحيحة في الوقت المناسب.
– متى يمكن وصف الحبة المتعددة الاستعمالات؟
يحذر الأطباء عادة بشأن وصف توليفة الأقراص بسبب صعوبة التحقق من الفوائد أو الأعراض الجانبية لكل دواء، وتشرح الدكتورة سيلستا روب نيكولسون، رئيس تحرير «مراقبة صحة المرأة» كيفية وصف الأطباء مجموعات الدواء حاليا بالقول: «الطريقة الأفضل لاستخدامها تكون في استخدام المريض الأدوية المفردة، ولرؤية كيفية عملها والتأكد من أنه لا توجد آثار عكسية».
ثم، إذا كانت استجابة الشخص جيدة لهذه الأقراص لعدة أشهر إلى عام، قد يبدو وصف «بولي بيل» التي تضم عدة أدوية مجتمعة، أمرا ذا مغزى.
المصدر : «كلية هارفارد الطبية»