السلام عليكم
اعزائي ..موضوع اهملناه جميعا
اتمنى ان تقرؤوه , ونصحح اخطائنا جميعا
الحياء والاقوال المأثورة في شأنه وبعض أحوال أهل الحياء
قد كثر الحديث عن الحياء في كتاب الله تعالى,وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام السلف الاول
وسائر العرب كثرة لافتة للنظر.
معنى الحياء لغة:
تغير وانكسار يعتري الانسان من خوف مايعاب به.
معنى الحياء اصطلاحا:
خلق حميد يبعث على ترك القبيح ,ويمنع من التقصير في حق ذي الحق.
أما ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من اجتماع كمال الشجاعة مع كمال الحياء
فهو من عناية الله تعالى به, ومن كمال خلقه صلى الله عليه وسلم .
والحياء حياءان :
أحدهما: استحياء العبد من الله جلا وعلا عند الاهتمام بمباشرة ماحظر عليه.
والثاني: استحياء من المخلوقين عند الدخول فيما يكرهون من القول والفعل معا.
والحياءان جميعا محمودان.
أقسام الحياء:
قسم وهبي فطري,وقسم كسبي.
أما الوهبي الفطري فيختلف فيه الناس ,فمن الناس من يكون منذ صغره عظيم الحياء,
ومنهم من يكون منذ صغره وقحا قليل الحياء.
أما الحياء الكسبي فهو ما يستفيده الإنسان من الحياء ويكتسبه بسبب تدريب النفس
وتعويدها وترويضها ومجاهدتها.
الآيات الواردة في الحياء
ورد في كتاب الله تعالى في مواضع منه ذكر الحياء صريحا أو إشارة,
فمن المواضع التي فيها إشارة الى الحياء قول الله تعالى: ( ولباس التقوى ذلك خير)
"لباس التقوى" الذي ذكر الله في القرآن هو الحياء.
أما المواضع التي ذكر فيها الحياء صراحة فمنها:
قوله تعالى : (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء).
الأحاديث النبوية الواردة في الحياء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى :إذا لم تستح فاصنع ما شئت".
وقال صلى الله عليه وسلم :"الحياء من الإيمان , والإيمان في الجنة , والبذاء من الجفاء ,والجفاء في النار".
الحياء خلق الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم:
قد كان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام – أصحاب حياء وستر, وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم
يخبر عن نبي الله موسى عليه السلام أنه"كان رجلا حييا ستيرا لا يرى من جلده شي استحياء منه ".
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها.
الحياء عند نساء الصدر الأول
1-عن اسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت:
"تزوجني الزبير وماله في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير ناضح وغير فرسه,
فكنت اعلف فرسه واستقي الماء و أخرز غربه واعجن, ولم أكن أحسن اخبز وكان يخبز جارات لي من الأنصار وكن نسوة صدق,وكنت انقل النوى من ارض الزبيرالتي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي وهي مني على ثلثي فرسخ فجئت يوما والنوى على رأسي ,فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من الأنصار , فدعاني ليحملني خلفه,فاستحييت أن أسير مع الرجال وذكرت الزبير وغيرته وكان أغير الناس فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أني قد استحييت فمضى".
2-عن عائشة رضي الله عنها قالت:
جاءت أم سليم –رضي الله عنها- إلى رسول الله فقالت له وعائشة عنده:يا رسول الله : المرأة ترى ما يرى الرجل في المنام ,فترى من نفسها مايرى الرجل من نفسه,فقالت عائشة رضي الله عنها :يا أم سليم فضحت النساء تربت يمينك فقال رسول الله لعائشة : بل أنت فتربت يمينك ,نعم فلتغتسل يا أم سليم إذا رأت ذلك".
الحياء عند الصالحين
1-أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقد قال وهو يخطب الناس:
"يا معشر المسلمين ,استحيوا من الله,فو الذي نفسي بيده إني لأظل حين أذهب إلى الغائط في
الفضاء متقنعا بثوبي استحياء من ربي عز و جل".
2-قال عمرو بن العاص رضي الله عنه:
"والله إن كنت لأشد الناس حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ملأت عيني من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا راجعته بما أريد حتى لحق بالله عز و جل حياء منه ".
أقوال لأهل الشرع والأدب والشعر في الحياء
قال الشعبي رحمه الله تعالى :"تعايش الناس زمانا بالدين والتقوى,ثم رفع ذلك فتعايشوا بالحياء و التذمم, ثم رفع ذلك فما تعايش الناس إلا بالرغبة والرهبة ,وأظنه سيجيء ما هو أشد من هذا".
وقال وهب بن منبه رحمه الله تعالى"الإيمان عريان ولباسه التقوى,و زينته الحياء".
الحياء في شعر العرب:
إذا لم تخش عاقبة الليالي ولم تستح فاصنع ما تشاء
فلا والله ما في العيش خير ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقي اللحاء
قال الشاعر:
ورب قبيحة ما حال بيني وبين ركوبها إلا الحياء
فكان هو الدواء لها ولكن إذا ذهب الحياء فلا دواء
اعتداد الشرع بحياء المرأة,وأثر ذلك في الحكم
قد خلق الله تعالى المرأة وركب فيها خلق الحياء على وجه صار فيه معدودا من فطرتها
والحياء ألصق بالمرأة, واقرب لحالها ,وانسب لخلقها من الرجل,وان كان الحياء مستحبا فيهما معا,ولهذا اعتد الشرع بحياء المرأة في عقد نكاحها ,
فقد جاء في الشرع أن المرأة البكر إذا سئلت عن رضاها بالنكاح فسكتت قبل ذلك منها
قال صلى الله عليه وسلم" استأمرو النساء في أبضاعهن, فإن البكر تستحي فتسكت,فهو إذنها".
وقال ابن قدامه رحمه الله تعالى:"وأما البكر فإذنها صماتها في قول عامة أهل العلم والأخبار
في هذا كثيرة,ولان الحياء عقله على لسانها يمنعها النطق بالإذن ,ولا تستحي من إبائها وامتناعها وان بكت أو ضحكت فهو بمنزلة سكوتها والبكاء يدل على فرط الحياء".
أهمية الحياء للمرأة
الحياء الذي تتحلى به المرأة ويخالطها في كلامها وفعالها وصفاتها إنما يعود عليها بفوائد كثيرة فمن ذلك:
1-حب الله تعالى لها:
وذلك أن الله تعالى حيي ستير,والحياء من صفة الملائكة ,فأحرى بمن تخلقت بهذا الخلق أن يحبها الله تعالى ,والله أعلم.
2- الحياء حافظ لدين المرأة:
إن المرأة الحيية تحافظ على دينها بحيائها ,فحياؤها يمنعها من اقتراف الفواحش ,
ويحفظ لسانها ,ويغض من بصرها,ويكف من شرورها وهذا كله مما جاء به الشرع المطهر
وطلبه طلبا جازما من أتباعه.
3-الحفاظ على الشرف والعفة:
إن المرأة ذات الحياء غالبا ما تكون محافظه على شرفها وعفتها ,إذ إن حياءها
يمنعها من التفريط في ذلك ولو لم تكن ذات دين مكين.
4-الحياء سلم للأنوثة الحقه:
المرأة ذات الأنوثة هي امرأة موافقه في خلقتها للفطرة,وليس شي يضفي على المرأة جمالا فوق جمالها
مثل الحياء والخفر.
5-ضبط الشخصية:
إن حياء المرأة يضفي على شخصيتها توازنا مطلوبا للتعامل مع الناس على اختلاف قربهم
وبعدهم عنها, ويبعدها عن مرضي الإفراط والتفريط ,ويحفظ عليها الصفات الحسنة
وينفي عنها الصفات السيئة.
6-حب زوجها لها:
إن المرأة الحيية يحبها زوجها ويؤثرها على غيرها إن كانت ذات ضرائر,وبحيائها تتجاوز مشكلات كثيرة في حياتها مع زوجها.
7-إعظام الناس لها:
إن الناس مجبولون على حب الحياء من النساء ,فإن رأوا ذلك في امرأة أكبروها وأحبوا ذلك منها,وهذا مما يعظم مكانتها في المجتمع ويرفعها في عين الناس.
8-الاقتداء بها:
من المهم أن تكون المرأة ذات حياء حتى تقتدي بها النسوة من أهلها, ومن المحيطات بها من قرابتها وصاحباتها ومن يعرفنها .
..يتبع
صور على ضعف الحياء لدى بعض النساء أو فقدانه
1-بذاءة اللسان وفحش القول:
إن المرأة يجمل بها أن تكون عفيفة اللسان ,بعيده عن البذاءة والفحش,فإن أنوثتها ينبغي
أن تمنعها عن هذا, ودينها يحضها على صيانة لسانها من هذا,يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
"ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء".
2-الصياح ورفع الصوت بغير حاجه:
من المظاهر الدالة على قلة الحياء عند النساء الصياح ورفع الصوت فإن من شأنها
التستر وخفض الصوت.
3-الضحك والقهقهة:
إن من شأن المرأة إذا كانت مع رجال أجانب في الأسواق أن تكون حيية,وبعض النسوة قد
نسين هذه القاعدة فتجدهن يضحكن وربما قهقهن ويسمعهن الرجال.
4-كثرة النظر في وجوه الرجال و إحداد البصر فيها:
إن من شأن المرأة الصالحة غض البصر فلا يسعها أن تحد النظر في وجوه
الرجال ,وان أرادت النظر لحاجه فلا بأس لكن بقدر حاجتها ثم تغض البصر.
5-كثرة الخروج من البيت بغير حاجه ومزاحمة الرجال:
إن الأصل في المرأة القرار في البيوت,والخروج يكون لوظيفة لابد منها ,ويكون لترويح واستجمام مباح
أو لزيارة أخواتها في الله أو لحضور درس ..إلخ.
7-المماكسة المطولة:
بعض النسوة إذا نزلن إلى الأسواق يماكسن الباعة مماكسه مخلة ويراجعنهم في ذلك,
والرجاء والخضوع بالقول,والتطويل العجيب, وهذا لا يجوز شرعا لما فيه من
الخضوع بالقول.
8-الاختلاط في المدارس والجامعات والوظائف والعمل:
وهذا من أكبر المدمرات لخلق الحياء عند الإناث ,لما يجره الاختلاط من التساهل في الكلام والضحك.
9-اللباس غير الشرعي أو غير اللائق في المنزل أمام المحارم:
تظهر بعض النساء أمام محارمهن على هيئة ليس فيها حياء,فيلبسن الضيق
أو اللباس الخفيف,وهذا اللباس مخالف للباس الشرعي ومخالف لما
ينبغي أن تكون عليه المرأة من الحياء.
10-اللباس غير الشرعي أو غير اللائق في الأفراح والحفلات :
بعض النساء يذهبن إلى الأفراح بلباس غير جائز شرعا إذ تبدو منه بعض العورة التي لايجوز ظهورها إلا أمام الزوج,والأعجب من ذلك أمران :
أولهما:انه قد صار ذلك ساريا بغير نكير في كثير من الأفراح.
ثانيهما:أن المرأة التي لا تلبس مثل تلك الملابس صارت غريبة وربما ضحكت النسوة منها.
11-اللباس غير الجائز شرعا في الأسواق والطرقات :
بعض النسوة يخرجن من بيوتهن إلى الأسواق أو إلى غيرها من الأماكن بحجاب غير مكتمل الشروط
فتخرج بعباءة ضيقة وقد تكون ذات ألوان متعددة تجذب الأنظار, وبعضهن يخرجن
بلا عباءة بل بالقمص القصيرة والسراويل ويكتفين بوضع شيء على رؤوسهن ثم يلقي الشيطان في روعهن أن هذا هو الحجاب.
12-التمثيل :
لاشك أن المرأة الممثلة فاقده للحياء تماما,وأي شي يبقى من الحياء عند امرأة تمثل
على النحو المعروف من التمثيل في السينما والتلفاز.
الممثلات المحجبات :
ان مما شاع في هذا العصر ان بعض النسوة محجبات سلكن سلك التمثيل فأصبحن ممثلات ,
وداهية الدواهي أن بعض المشايخ أفتى للنسوة المحجبات أن يمثلن التمثيل الإسلامي_غفر الله لهم.
13-ذهاب المرأة الى الطبيب بدون حاجة:
تعمد بعض النسوة إلى الذهاب إلى الأطباء الرجال في عياداتهم الطبية من اجل العلاج,وهذا إن كان في الأمراض التي لا طبيب لها إلا الرجال فلا بأس به إن شاء الله تعالى.
لكن المصيبة أن تذهب المرأة لتكشف عورتها عند طبيب لعلاج مرض هناك من يعالجه من النسوة الطبيبات وهذا لا يجوز شرعا صنيعه.
14- التدخين :
إن من أدل الصور على تضييع الحياء هو تدخين النساء في المحافل العامة, فتجد المرأة تدخن السجائر
أو تمسك بالشيشة أمام الرجال وتأخذ في التدخين بلا أي رادع من دين أو حياء.
15-التعامل الخاطئ مع وسائل التقنية الحديثة:
أ-الحاسب : قد ولج الحاسب كثيرا من بيوت المسلمين وأصبح كثير من النساء والبنات يحسن استعماله,وهناك من يستعمله في الخير وهناك منهن من تستعمله في الشر والعياذ بالله.
ب- الجوال :وفيه تقنيات عديدة كـ "البلوتوث" و"الرسائل" وأيضا هذا يساء استخدامه من قبل
كثير من النساء والبنات ,إذ قد سبب الاستخدام السيئ لهذه التقنيات مشكلات كثيرة وبلاء عظيم .
ج- القنوات الفضائية: وهذه بلية إذا استخدمت على وجه سيء,والعجيب أن كثيرا من البيوت لا تضع من القواعد والضوابط ما يضمن معه حسن الاستعمال لهذه القنوات.
16-الاشتغال بوظائف تقتضي الخلطة المحرمة كالطيارة والمضيفة والسكرتيرة:
وهذه الأعمال تقضي على حياء المرأة ,وهي أعمال غير جائزة شرعا فان من لوازم عمل
المرأة في مجال السكرتارية غالبا الخلوة بمديرها وهذا لا يجوز ,أما العمل في مجال الضيافة
الجوية فهناك يسفك دم الحياء ويزهق ,فكم من مازح وكم من الضحكات وكم من لامس وقارص.
17-بعض البرامج النسائية في القنوات الفضائية :
هناك بعض البرامج لا أثر للحياء فيها أبدا, والعجيب أن المرأة تناقش الموضوعات الحرجة التي لا تجوزأن تثار في قنوات فضائيه يشاهدها الصغير والكبير.
18-الإعلانات التي تقبل المرأة الظهور فيها:
وهذا من صور قلة الحياء عند بعض النساء اللواتي يقبلن أن يظهرن في الإعلانات ليراهن الناس,وهناك إعلانات تستخدم المرأة للترويج لبعض الأدوية المنشطة أو العقاقير المحفزة ,واقل ما يقال فيها أنها لا علاقة لها بحياء ولا خلق ولا فضيلة.
19-ضرب الزوج أو إهانته أمام الناس أو في الخلوة :
إن من اكبر الدلائل على قلة حياء المرأة هو إهانتها زوجها أمام الناس أو ضربه,وهذا يدل على فقدان الرجل للقوامة, وان المرأة التي تصنع هذا تعد عاصيه وقليلة حياء.
..يتبع
1-العلاج الإيماني :
وهو أحسن العلاج وأعظمه ,فانه إن زرع الخوف من الله في قلوب النساء كان ذلك ادعى إلى ردعهن,والناظر إلى تاريخ نسوة الجاهلية يعجب من صنيع الإسلام بهن ومسارعتهن إلى الطاعة والحجاب والحياء والخفر.
2-التربية القويمة :
إن التربية الجادة القائمة على قواعد الإسلام لهي من الوسائل الناجحة في تنشئة الفتيات على الحياء.
3- القدوة الحسنة :
إن النشء الجديد من الفتيات إذا وجدن قدوة حسنة من النساء اقتدين بها غالبا,ولذلك من المهم أن تحافظ القدوات من النساء على مكانتهن في المجتمع فلا يصنعن إلا الصنيع اللائق بهن,فلا يلبسن إلا المحتشم أمام بنات جنسهن.
4- التغيير بالدعوة:
إن من الأساليب الناجحة في هذا الباب الدعوة بالرفق واللين ,فلا يترك الأمر المخل بالحياء إن ظهر بلا تصحيح ,و الأساليب الدعوية النافعة كثيرة فليؤخذ بها أو بأحدهما في علاج هذه الظاهرة.
5- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
المجتمع المسلم في هذا العصر قد قل فيه الاحتساب ,وندر فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ,ولذلك فشا فيه المنكرات وقل فيه الحياء,ولا علاج لهذا الأمر إلا بالقيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخذ على يدي مضيعات الحياء بدون تهاون.
6-عودة القوامة للرجل:
إن الله سبحانه وتعالى جعل القوامة على المرأة للرجل,فان نزل الرجل عن هذه القوامة للمرأة فسد حال المجتمع ,والرجل مسئول أن يأخذ على أيدي محارمه ويقيمهن على سواء الصراط.
7-إقامة حملات للحفاظ على الحياء في الجامعات والمدارس والأحياء:
إن من الأساليب الناجحة في هذا الباب إقامة ما يسمى بـ"الحملات" التي تطالب المرأة بالحياء وتلح عليه ,وتزينه لها ,وتبين لها عواقب التفريط فيه والتساهل والتهاون بشأنه,فمثل هذه الحملات لها فوائد جليلة.
8-إقامة حملات من خلال القنوات الفضائية الجيدة:
إن للقنوات الفضائية تأثيرا غير منكور في طبقات المجتمع كلها ,فلو استطيع الوصول إلى القنوات وإقناع القائمين عليها بإجازة مثل هذه الحملات في قنواتهم فلربما حصل من ذلك خير كثير إن شاء الله تعالى.
9-مراعاة أدب غض البصر:
إن الشارع الحكيم أمر بغض بصر النساء عن الرجال,وذلك لان إطلاق البصر بدون ضوابط يورث عواقب وخيمة ,وان من أهم الأمور التي تورث المرأة قلة الحياء هو إطلاق بصرها في الرجال.
10-مقاطعة من تمادين في قلة الحياء :
إن مما يعين على ضبط الحياء في المجتمعات النسائية هو مقاطعة من تمادين في قلة الحياء,وعدم دعوتهن إلى الأفراح والحفلات, وهذا آخر العلاج الذي هو كالكي,وينبغي دعوتهن إلى الله تعالى ونصحهن مرات ثم لا باس إن قاطعنهن حتى لا يعدين غيرهن بسوء فعالهن.
11-الابتعاد عن أماكن الترفيه السيئة:
إن مما يحفظ على النساء حياءهن حفظهن من أماكن الترفيه السيئة التي ترتادها قليلات الحياء,حتى لا تعدى النسوة والبنات الحييات بأولئك النسوة قليلات الحياء.
12-ضبط استخدام وسائل التقنية الحديثة:
أ-الجوال : وينبغي إلا تقتنيه البنت حتى تبلغ من الرشد يؤمن عليها معه من الانحراف أو سوء الاستخدام,ثم إذا اقتنته البنت فإنها لا تترك دون مراقبه حتى يتأكد من سلامة استعمالها للجوال.
ب-القنوات الفضائية :ينبغي أن يكون هناك جهاز استقبال واحد يوضع في مكان بارز من البيت ,وإذا أريد أن يؤتى بجهاز آخر فيوضع في مكان آخر بارز بحيث يسهل مراقبة استعمال هذه الأجهزة.
ج-الحاسب والانترنت :وأما الحاسب فانه يتعامل معه كما يتعامل مع جهاز التلفاز,وإذا كان مرتبطا بشبكة المعلومات عظم خطره فينبغي أن يضبط استعماله ضبطا جيدا.
13-مراعاة الضوابط الشرعية في منع الاختلاط :
إن الاختلاط بين الذكور والإناث في الوظيفة والدراسة قد جلب أسوأ العواقب للبلاد الإسلامية ,ثم انه من اكبر العوامل التي تضيع الحياء وتذهب به ،لذلك لابد من فصل تام بين الذكور والإناث في مراحل الدراسة كلها وأيضا في الوظائف.
14-تضمين المناهج الدراسية خلق الحياء :
ينبغي أن يكون في المناهج الدراسية نصيب وافر من هذا الخلق الكريم, وينبغي أن يقوم على تدريسه معلمات وأستاذات ملتزمات بهذا الخلق الجليل.
ضوابط في مسألة حياء المرأه
1-الحياء لا ينافي القوة و المحافظة على الحقوق والواجبات:
إن مما قد يرد على مسألة الحياء إن المرأة الحيية يلزم أن تكون ضعيفة منكسرة,وهذا ليس بصحيح فان الحياء صفة كمال والضعف صفة نقص.
قال القاضي عياض رحمه الله تعالى:"آثروا الحياء من الله على الحياء من الناس"
وخلاصة الأمر أن المرأة تستطيع أن تبلغ أعلى درجات الحياء مع كونها قويه في مواضع القوة.
2-الحياء وحسن التبعل :
قد يمنع الحياء المرأة عن حسن التبعل لزوجها ,وهذا أمر مذموم,
وقد جاءت امرأة الى رسول الله واسمها أسماء بنت يزيد رضي الله عنها فقالت له:يا رسول الله بأبي أنت وأمي أنا وافدة النساء إليك واعلم انه ما من امرأة كائنة في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا أو لم تسمع إلا وهي على مثل رأيي , إن الله بعثك للرجال والنساء كافة فآمنا بك وبإلهك,وإنّا معشر النساء محصورات مقصورات مخدودات ,قواعد بيوتكم ,ومقضى شهواتكم,وحاملات أولادكم ,وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات ,وفضلتم علينا بشهود الجنائز وعيادة المرضى ,وفضلتم علينا بالحج بعد الحج ,وأعظم من ذلك الجهاد في سبيل الله ,وان الرجل منكم إذا خرج لحج أو عمرة أو جهاد جلسنا في بيوتكم نحفظ أموالكم ,ونربي أولادكم .ونغزل ثيابكم,فهل نشارككم فيما أعطاكم الله من الخير والأجر ؟
فألتفت النبي عليه الصلاة والسلام بجملته وقال:هل تعلمون امرأة أحسن سؤالا عن أمور دينها من هذه المرأة ؟ قالوا:يا رسول الله ما ظننا أن امرأة تسأل سؤالها ,فقال النبي صلى الله عليه وسلم :يا أسماء افهمي عني:اخبري من وراءك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها لمرضاته واتباعها لرغباته يعدل ذلك كله ,فأدبرت المرأة وهي تهلل وتكبر وتردد:يعدل ذلك كله ,يعدل ذلك كله ".
3-عرض المرأة نفسها على من تراه صالحا لها :
إن مما لا ينافي حياء المرأة أن تخطب لنفسها من الرجال من تراه صالحا لها,فكما صنعت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها لما خطبت لنفسها رسول الله وكان رسولها غلامها ميسرة ,وأما بدون واسطة فكالواهبة نفسها لرسول الله فمنهن خولة بنت حكيم رضي الله عنها, حتى قالت عائشة رضي الله عنها :أما تستحي المرأة أن تهب نفسها للرجل.
4-البيع والشراء في الأسواق :
إن المرأة لها أن تبيع وتشتري في الأسواق بلا حرج إذا راعت الضوابط الشرعية, فقد كانت بعض النسوة يفعلن هذا في الصدر الأول و ما بعده بلا نكير ولا تحرج.
5-الحياء لايمنع من السؤال عن الامور المهمه :
إن الحياء خير وفلاح لكن لا ينبغي أن يمنع من السؤال عن المهمات في الدين والدنيا ,وقد كانت النساء في صدر الإسلام يسألن رسول الله عما يشكل عليهن ,وقالت عائشة رضي الله عنها : "نعم النساء نساء الأنصار ,لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين" .
وقد قال مجاهد رحمه الله مبينا أن طالب العلم الذي يغلب عليه الحياء فلا يسأل فانه يتضرر بحيائه هذا: "لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر".
(من كتاب حياء المرأه عصمة وأنوثة وزينة)