تخطى إلى المحتوى

دروس الدكتور أيمن سويد مفرغة . القرآن الكريم 2024.

  • بواسطة
دروس الدكتور أيمن سويد مفرغة .

دروس الدكتور أيمن سويد مفرغة .

دروس الدكتور أيمن سويد مفرغة

************************************************** ************
أخواتي هذه دروس الشيخ الدكتور أيمن رشدي سويد حفظه الله و رعاه

أخاوتي مجموعة من اخواتي في الله في احدى المنتديات بتفرغها

و هي رائعة و سهلة الفهم

ادعو الله عز و جل ان يجعل هذا العمل في ميزان حسناتهن يارب

دروس الدكتور أيمن سويد مفرغة

************************************************** *****************

بــسـم الله الرحمن الرحيم

الحـــمـــد لله رب العالمين

والصـــلاة والســـلام على رسول الله ..

وعـــلـى آلــه وصــــحــبـه ومـن والاه

..::: الـتـفــريـــغ :::..

◄كيف وصل القرآن إلينا

1. تدوين القرآن

◄أول وآخر ما نزل من القرآن الكريم:
أول ما نزل من القرآن الكريم -كما هو معلوم- قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} العلق1، وهو في ترتيب المصحف في جزء عمّ.

وآخر ما نزل هو قوله تعالى: {وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} البقرة281، وقال جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم: ضعها على رأس مئتين وثمانين من البقرة؛ فلو فتحنا المصحف على سورة البقرة > الآية 281 > نجد قوله تعالى: {وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ}.

◄طرق تبليغ القرآن الكريم: النبي صلى الله عليه وسلم بلغنا القرآن الكريم بطريقين:

الطريق الأول: النص المكتوب.
الطريق الثاني: النقل الصوتي للقرآن العظيم.

◄كيف تم النقل والتبليغ الكتابي:

1. ينزل مقطع من المقاطع القرآنية على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
2. يدعو الرسول صلى الله عليه وسلم من حضره من الكتبة الذين يجيدون الكتابة من أصحابه {… وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ…} أربعة خمسة سبعة بحسب المتاح وبحسب الوقائع التي كانت تنزلُ بسببها الآياتِ الكريمة- فالصحابة الكرام كان من يتقن الكتابة منهم عدد محدود؛ لأنّ العرب أمّةً أمّيةً يَنْدرُ فيهِم من يعرفُ الكتابة.

3. يكتب الصحابة أمامه صلى الله عليه وسلم المقطع الذي أنزل عليه والوحي حاضر في المكان الذي أنزلت فيه الآيات.

◄ كيف تم النقل والتبليغ الصوتي للقرآن العظيم:
1. تلفظ النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن العظيم ونطقه أمام أصحابه من يعرف الكتابة منهم ومن لا يعرف.
2. كانوا يسمعون منه -بأبي هو وأمي-. ويعيدون فيسمع هو منهم.
3. فمن قرأ قراءة صحيحة أقره صلى الله عليه وسلم.
4. ومن كان عنده خلل صحح له صلى الله عليه وسلم تلاوته.
5. ثم انتشر الصحابة وصاروا يعلمون غيرهم من الصحابة أو يعلمون بعد رسول الله الجيل الذي بعدهم وهو جيل التابعين.

إذن: بلغنا رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم مكتوباً ومنطوقاً بالصوت المسموع، وقد وصلنا القرآن العظيم في هذا العصر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأكثر من ألف وأربعمئة من السنين متواتراً بهذيْن الأسلوبيْن.

◄ معنى التواتر، وكلمة متواتر:

التواتر: هو أن يكون هناك خبر من الأخبار القرآن العظيم أو غيره -فنحن نتكلم عن التواتر بشكل عام- عندما نقول: هذا أمر متواتر؛ فمعنى هذا: أن يكون هناك حَدَث أو أمر أو خبر في زمن ما وصل إلينا في زمننا بطريق مأمون من التغيير والتبديل. وكيف يكون ذلك؟

أن ينقل هذا الخبر من جيل إلى جيل إلى جيل إلى عصرنا طبقة بعد طبقة بعد طبقة من أول الإسناد إلى آخره، ليس فرد واحد وليس فردان بل طبقة، أي عشرة عشرين خمسين في طبقة، ثم الطبقة التي بعدهم كذلك بحيث يُحِيل العقل أن يكون كل هؤلاء الرواة اتفقوا على الكذب؛ فإذا أحال العقل اتفاق الرواة على الكذب -عدول ثقات عرفت أمانتهم وحرصهم ودأبهم- وقد بلغنا كتاب ربنا والحمد لله بهذا الطريق من عهد رسول الله إلى عهدنا هذا > طبقة بعد طبقة عُرفوا بالأمانة والعدل والثقة.

وهذه ميزة للقرآن الكريم لم تحصل لأي كتاب > هناك سلاسل؛ فكل إنسان من أهل القرآن المعاصرين له أستاذ أقرأه فلما ينتهي من القراءة على أستاذه ويشهد له أستاذه على صحة الأداء من أول القرآن إلى آخره حرفاً حرفاً؛ فإذا انتهى من ذلك يقول له أستاذه: أجزتك أن تَقرأ وتُقرِئ. أجزتك: سمحت لك وأنا أشهد أن قراءتك متقنة مئة بالمئة، ومطابقة لقراءتي على شيخي، ويخبره بالسند فيقول: قد تلقيت القرآن على أستاذي فلان وفلان تلقاه على فلان، ولكل من شيوخ الأرض إسناد متصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومتوسط ما بيننا وبين الرسول صلى الله عليه وسلم بحدود 27، 28، 29 شيخ.

◄ كيف تم الأمر الكتابي:

* في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:

من المعلوم أن العرب كانوا أمة أمية يندر فيهم من يعرف الكتابة وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه مقطع من المقاطع القرآنيه:

1- دعا من حضره ممن يجيد الكتابة وقليل ما هم -ممكن يكونوا خمسة أو أربعة أو أقل أو أكثر- بحسب الوقائع التي كانت تنزل بسببها الآيات الكريمة.
2- فيدعو من حضره من الكتبة فيكتبون أمامه صلى الله عليه وسلم والوحي حاضر.
3- فإذا انفض المجلس انفض النبي صلى الله عليه وسلم والوحي راض عن تلك القطع التي كتبت بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وبقي الأمر هكذا إلى أن انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى وآل الأمر إلى أبي بكر رضي الله عنه.

* في عهد أبي بكر رضي الله عنه:

ما الذي دعا أبو بكر رضي الله عنه لجمع القرآن؟

* في حروبِ الرّدَّة كان القرّاء يتسابقون إلى قتال المُرتدين.
* فَكَثُرَ القتل فيهم فخاف سيدنا عمرعلى ضياعِ القرآن المكتوب؛ أي على ضياع القطع الأصلية التي كتبت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
* فعرض على سيدنا أبو بكر فكرة جمعِ القرآن وجمعِ تلك القطع واستنساخ نسخة تعتبر الأم والأصل لتكون مرجعاً للمسلمين.
* بعد أخذٍ ورد، شرَحَ الله سيدنا أبو بكر لذلك ودعا كاتباً من كتبة الوحي العظام الذين كانوا يكتبون بين يدي رسول الله وهو سيدنا زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله تعالى عنه.
* وطلب سيدنا أبو بكر من سيدنا زيد بن ثابت الأنصاري أن يتتبع القرآن (تلك القطع التي كتبت على يد رسول الله) فيجمعها ويفرغها في مصحف واحد.
* فشرحَ الله صدر سيدنا زيد بن ثابت وقام بتلك العملية الشاقة التي هو قال عنها: (والله لو كلفاني -أي سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر- نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل عليّ مما كلفاني به).
* فتتبع سيدنا زيد تلك القطع بطريقة فيها احتياطٌ كبير:
1. أعلن بين الصحابة من كان عنده شيء من القطع التي كُتِبَت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فليأتني بها.
2. فصار الصحابة يأتون إليه بما عندهم من تلك القطع.
3. فيقول للآتي: أعندك غيرك يشهد أن هذه القطعة كُتِبت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فإن كان هناك شاهد ثانٍ على تلك القطعة بعينها أخذها وإلا تركها.


وهذه القصة مما يدل على مدى الاحتياط في جمع القرآن

بهذا الاحتياط الجليل جمع سيدنا زيد القرآن كله إلا آيتين كريمتين وجدهما عند سيدنا أبي خزيمة بن ثابت رضي الله عنه، وهذا الصحابي كان صلى الله عليه وسلم قد جعل شهادته بشهادة رجلين فقال: "من شهد له خزيمة فهو حسبه" أي: يكفيه، فوجد عنده آيتين كريمتين لم يجدهما عند غيره مكتوبتين وأؤكد على موضوع مكتوبتين ليس منطوقتين ومحفوظتين في الصدور. ولو أنك دخلت إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلت من يحفظ..
.
لو أنك دخلت إلى مسجدِ رسول الله وقلتَ من يحفظ {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} التوبة128، أو من يحفظ {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} الأحزاب23؛ لارتفعت أيدٍ لا يحصيها إلا الله كثرةً، أما من حيث الكتابة فلم يجد هاتين الآيتين مكتوبتين إلا عند سيدنا خزيمة بن ثابت, فقال له: هل عندك غيرك يشهد أن هاتين القطعتين كُتِبَتا بين يدي رسول الله ؟ فقال: ما عندي غيري فقبلهما منه لأن رسول الله جعل شهادته بشهادتين.
* فقام سيدنا زيد بتفريغ الكتابة الموجودة بتلك القطع في مصحفٍ واحد، عملية تفريغ بحت ليس لسيدنا زيد فيها أي اجتهاد وإنما فرّغَ ما رأى أمامه.
هكذا صار عندنا مصحف عُرِف بين العلماء بالمصحف الصّديقيّ ووافق المحفوظ وضبط المحفوظ؛ فهذا المصحف الصديقي أو تلك الصحف الصديقية -نسبة إلى سيدنا أبي بكرٍ الصديق-:
* بقيت عند سيدنا أبي بكر.
* وبعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى رضي الله عنه انتقل الأمر إلى سيدنا عمر بن الخطاب وبقيت تلك الصحف عنده مدة خلافته عشر سنين.
* ثم بعد استشهاده رضي الله عنه آلت إلى ابنته أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله تعالى عنهما .
* في عهد عثمان رضى الله عنه:

وقفنا سابقاً عند وصول المصحف الصديقي الذي كتب في عهد سيدنا أبي بكر الصديق, والذي كتبه سيدنا زيد بن ثابت رضي الله عنه ووصول هذا المصحف إلى زمن سيدنا عثمان رضي الله عنه،

ما الذي دعا سيدنا عثمان رضى الله عنه لنسخ الصحف الصديقية مرة أخرى؟

في زمن سيدنا عثمان اتسعت رقعة الفتوحات الإسلامية ووصل المسلمون إلى أرمينيا وأذربيجان فحدث أن هناك التقى جيشان عظيمان من جيوش المسلمين: جيش قادم من العراق، وجيش قادم من الشام.
وكان في هذا الجيش بعض التابعين وعدد من الصحابة… كان فيهم عدد من التابعين الذين تلقوا عن الصحابة.
وهؤلاء لم يكونوا على درجة واحدة من الإتقان …. سمع بعضهم من تلاوة بعض قرأ بعضهم "وأتموا الحج والعمرة للبيت" فقال له الثاني: بل يقول الله: {وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ…}ويرد أحدهم على الآخر بأن قراءته أصح.
وكان من بين الموجودين سيدنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه "صاحب سر رسول الله" وكان يمتاز رضي الله عنه ببعد النظر فقد كان يقول عن نفسه: كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وأسأله عن الشر مخافة الوقوع فيه، وكان رضي الله عنه حسي مستقبلي.
فلما سمع ذلك سيدنا حذيفة هاله الأمر فترك المنطقة وعاد إلى المدينة وقال لخليفة المسلمين سيدنا عثمان رضي الله عنه: أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى.

ماذا فعل عثمان رضى الله عنه ليدرك هذا الإختلاف:

1- دعا سيدنا عثمان سيدنا زيد وكان ما زال حياً، وأرسل إلى سيدتنا حفصة رضي الله عنها، وكانت الصحف الصدّيقية ما تزال عندها لأنها بنت سيدنا عمر وكانت الصحف عند سيدنا عمر رضي الله عنه في خلافته. فقال لها أرسلي لنا الصحف؛ فأرسلتها.
2- وطلب من سيدنا زيد بعد أن شكّل له لجنة تقوم بمساعدته في الكتابة، وكانوا كلهم قرشيون إلاّ سيدنا زيد رضي الله عنه كان من الأنصار.
3- فقال له انسخ من هذا المصحف الموثق عدة مصاحف.
– حتى نرسلها إلى الأمصار.
– وتكون هذه المصاحف أئمة للناس يقتدون بها في قراءتهم.
4- فنسخ سيدنا زيد عدة مصاحف، ومن المعلوم أنه هو نفسه نسخه في عهد سيدنا أبي بكر الصديق من الصحف التي كتبت بين يدي الرسول عليه السلام. فهذه مراحل مبنية بعضها على بعض ليس فيها اختراع ولا ابتكار وليس فيها شيء من عند أنفسهم. لذلك نجد في كتابة الصحف أمور نتوقف فيها ونقول: الله أعلم بمراده.
5- كتب سيدنا زيد وتلك اللجنة الصحف ودققوها وضبطوها ضبطاً تاماً, فهم أحرص الناس على كلام الله عز وجل.
6- قام سيدنا عثمان بإرسال مصحف إلى كل مصر كبير من الأمصار, وأرسل قارئاً متقناً يقرأ الناس بما في ذلك المصحف.
أرسل الصحف إلى الكوفة, البصرة, الشام, مكة, اليمن, البحرين. وأبقى في المدينة مصحفين لعامة المسلمين ونسخة خاصة عنده. إذ هو أمير المؤمنين فعليه أن يحتفظ بنسخة موثقة.
7- وطلب من الناس أن يعرضوا ما عندهم من قرآن مكتوب -الله أعلم بحاله لأنه غير مراقب- على هذه النسخة المراقبة المعروفة الأصل، إذ هي مكتوبة من الصحف الصديقية والصحف الصديقية مكتوبة من القطع التي كتبت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هكذا فعل سيدنا عثمان رضي الله عنه وهذه هي الوسيلة التي ألهمه الله لفعلها.

كان سيدنا علي رضي الله عنه يقول: "لو وليت من المصاحف ما ولّي عثمان لصنعت ما صنع" وهذا أيضاً ما انعقد عليه إجماع الصحابة وأقروا على ما فعل سيدنا عثمان رضي الله عنه.. وصارت هذه المصاحف إماماً يقتدى به.

لماذا سميت هذه المصاحف بالمصحف الإمام:

لأن الإمام هو الذي يقتدى به في الصلاة, فكل مصحف من تلك المصاحف اقتدى الناس فيه فعرضوا ما في أيديهم عليه فما وافق أبقوه وما خالف أتلفوه وأحرقوه حتى يبقى نقياً عن أي لبس أو أي تغيير.

وانتشر من تلك المصاحف العثمانية مالا يحصيه كثرة وسبحان الرحمن ميسر الأمور, ودائماً في المصاحف من ضبطها منذ عهد عثمان إلى اليوم نجد علماء موثوقين تشكل لجنة ليس من شخص واحد.

مثلاً: في مصحف المدينة "ص ك آخرها وص و" تجد أسماء العلماء الذين قاموا بالتدقيق والضبط. وكذلك المصاحف المطبوعة في مصر والشام.

هذه المصاحف لم تترك لجهد فرد واحد تأسياً بجهد سيدنا عثمان رضي الله عنه.

نسمع كثيراً المصاحف العثمانية. وهذا نسبة إلى المصحف الذي جمع في عهد عثمان وأمر بنسخها, وبقيت تلك الصاحف منسوبة إلى تلك النسخة التي نسخت بأمره.

وهذه المصاحف التي نسخت في عهد سيدنا عثمان رضي الله عنه وبثت في الأمصار الإسلامية حيث كان فيها جماعة من الصحابة والتابعين، فكان فيهم قراء التقى فيها المتلو مع المكتوب؛ فتوافق الحفظ مع ما كتب مجمعاً عليه.

كنا قد تحدثنا بأن سيدنا عثمان ( رضي الله عنه ) ألهمه الله عز وجل فأطفأ تلك الفتنة التي كادت أن تحدث بأن أرسل إلى التجمعات البشرية التي تسمى بالأمصار –أمصار المسلمين– أرسل إليهم نسخاً موثقة من المصحف الصديقي الذي كتبه سيدنا زيد في زمن الصديق رضي الله عنه عن القطع التي كتبت بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأرسل مع كل مصحف مقرئ يقرئ الناس فصار الناس ينسخون من تلك المصاحف الأمهات وانتشرت مصاحف صحيحة -الله أعلم كم- فلا يحصيها أحد.

ما الذي فعله علماؤنا للعناية بتلك المصاحف الأمهات:

لكن علماؤنا أيضاً جزاهم الله خيراً من جملة عنايتهم بالقرآن:

1- خافوا على تلك المصاحف الأمهات من عواد الزمن فممكن أن يحرق بعضها أو يتلف بسبب تقدم السنين أو يسرق أو أي أمر من الأمور الأخرى فقالوا إن ما كتب في تلك المصاحف أحد أمرين:
– إما أمر اعتاده الناس في الإملاء العادي.
– أو أمر اختصت به كتابة المصحف الشريف.
2- أما ما توافق فيه كتابة المصحف ما اعتاده الناس من الإملاء فلا حاجة للتأكيد عليه لأنه كذلك،
ولكن ما خالف ما اعتاده الناس من الإملاء هنا قام علماؤنا:

3- بتتبع المصاحف التي أرسلها سيدنا عثمان فتتبعوا ما كتب فيها فما خالف ما اعتاده الناس من الإملاء ضبطوه وجمعوه وبوبوه.

4- و بدأ يظهر في العالم الإسلامي تآليف في علم ناشئ سموه علم رسم المصاحف,

فبدأت تظهر فيه مؤلفات (ككتاب المقنع لأبي عمرو الداني رحمه الله, وكمنظومة عقيلة أتراب القصائد في أسنى المقاصد للإمام الشاطبي, وككتاب مختصر التبيين لهجاء التنزيل لأبي داوود سليمان بن نجاح).

ومن كتب المتأخرين (كتاب إرشاد القراء والكاتبين إلى معرفة رسم وضبط الكتاب المبين للشيخ أبي عيد المخللاتي, وكتاب سمير الطالبين للشيخ على محمد الضباع رحمه الله شيخ عموم المقارئ المصرية الأسبق).

وهكذا ضبط علماؤنا هذا الأمر ضبطاً كاملاً وما خشيه علماؤنا قد حدث فإن عواد الزمن قد أتت على تلك المصاحف العثمانية فاحترق بعضها وغاب بعضها ولم يبق إلا ما دونه علماؤنا من أوصاف تلك المصاحف وما نسخ منها وما نسخ من تلك المصاحف.

وهذا أمر تواتر ولم يعد هناك مجال لأن يأتي إنسان فيزيد في القرآن حرفاً أو ينقص منه حرفاً -ما في مجال لذلك أبداً- فلو اجتمع أهل الكرة الأرضية كلهم لن يستطيعوا أن يفعلوا ذلك لما قام به علماؤنا من الضبط العظيم لكتابة المصحف الشريف فالحمد لله أننا نمسك المصحف بأيدينا ونحن واثقون أن هذا المكتوب بين أيدينا هو كلام الله وهو الذي دون بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما طرأ عليه أدنى زيادة ولا حرف واحد ولا نقص منه حرف واحد فلله الحمد والمنة على هذه النعمة العظيمة التي لا تكاد بل لا توجد عند أمة من الأمم ولا في كتاب سماوي و لا غير سماوي.

فاللهم أدم علينا نعمة القرآن العظيم

.:::|| كيف وصلَ القرآنُ إلينا ||:::.

2 . النقلُ الصوتيُّ للقرآنِ

https://www.lquran.com/video/swead/9.wmv

:: التـفـريــغ ::

2ـ النّقلُ الصوتيُّ للقرءانِ:

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين , و صلَّى اللهُ وسلَّم وباركَ على محمدٍ وعلى آلهِ وصحبِه أجمعين .

لقد علمنَا يا أحبَّة مِن الدرسِ الماضي, أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم, وجزاهُ اللهُ عنَّا خيراً قد بلَّغَنَا القرآنَ العظيمَ بطريقتين:

· الطريقةُ الأولى:

مكتوبًا كما لاحظْنَا, و قد تحدَّثـْنا عن ذلك باستفاضةٍ في الدرس الماضي.
· الجانبُ الثاني:

هو النقلُ الصوتيُّ للقرآنِ الكريمِ, وهذا أمرٌ في غايةِ الأهميةِ .

( النقلُ الصوتيُّ للقرآنِ العظيمِ ) :

1- نزلَ جبريلُ عليه السلامُ, على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم, على قلبِه الشريفِ, صلَّى اللهُ عليه وسلَّم, بالقرآنِ العظيمِ
كما أخبرَنَا ربُّنَا في القرآنِ قالَ: (نزلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ (193) على قلبِك لِتَكُونَ مِنَ المُنْذِرِينَ(194) )الشعراء
وقالَ: ( قُلْ مَنْ كانَ عَدُّوًا لِجِبْرِيلَ فإنَّه نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإذْنِ اللهِ)البقرة/97

إذًا النبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ كانَ يَتَلَقَّى القرآنَ العظيمَ بكيفيةٍ نسميهَا الوحي, اللهُ أعلمُ بكُنهِها وبحقيقتِها ,إِلاَّ أنَّ التي أخبرتْنَا عنها الأحاديثُ الصحاحُ؛ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يعاني منها شِدَّةً شديدةً , فكانَ يَتَفَصَّدُ عرقًا في الليلةِ الشديدةِ البردِ, وكانَ يغيبُ عمًّا حولَه, ثمَّ يَفصِم عنه الوحي وقد وعَى ما قالَ له, كما قالَ: (سَنُقرِئُكَ فَلاتَنْسَى)) [الأعلى/6]
سنقرئُك القرآنَ قراءةً لا تنسى بعدَها أبدا,

2-تَلَقِّى الصحابة الكرام مِن فمِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه و سلَّم :

بعدَ أنْ يفصِمَ الوحيُ و ينفصمَ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقَد وَعى ماقالَ الملَكُ, كانَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعَلِّم مَن حولَه مِن الصحابةِ ما نزلَ عليه مِن مقطعٍ قرآني؛ فيتلو أمامَهم, فيسمعونَ بآذانِهم مِن فمِه الشَّريفِ, صلَّى اللهُ عليه وسلَّم, دونَ أنْ يعانوا ما عاناهُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن تلقِّيه مِن المَلَكِ. نحنُ أخذناهُ بسهولةٍ, والنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَلَقَّاهُ بالشِّدةِ الشديدة,, فجزاهُ اللهُ عنَّا خيرًا, قالَ تعالى: { إنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيْلًا } [المزمل/5] , فجزى اللهُ عنَّا رسولَنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كُلَّ خيرٍ.

كانَ عليه الصلاةُ والسَّلامُ يَنطِق بألفاظِ القرآنِ, فيسمعُها الصحابةُ الكرامُ بآذانِهم, ثمَّ يُعيدونَ أمامَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ماتعلَّموه مِنه.
فعندما يسمعُ منهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُقِرُّهُم إنْ أحسنوا, ويُصَحِّحُ لهم إنْ أخطأوا, إلى أنْ يكونَ عليه الصلاةُ والسَّلامُ راضيًا عمَّا تلقاهُ أصحابُه مِن فمِه الشَّريفِ مِن القرآنِ العظيمِ, إضافةً إلى التدوينِ الذي تكلَّمْنا عنه سابقا. فوافقَ اللفظُ الخطَّ المكتوبَ..

2-نقلُ أصحابِ رسولِ اللهِ القرءانَ إلى مَن بعدَهم :

والصحابةُ الكرامُ رضي اللهُ تعالى عنهم يا إخوتي, كانوا مِن العربِ في أغلبِهم, والعربُ كانوا في ذلِك الزمانِ كما هم اليوم قبائلَ عديدةً, و بطونًا شتَّى, بينهُم توافقٌ في كثيرٍ مِن الكلماتِ, ولكنْ أيضًا بينهم فوارقُ في اللهجاتِ, فنجدُ أنَّ قبيلةً معينةً تستخدمُ كلمةً فتنطقُها بكيفيةٍ معينةٍ خلافَ قبيلةٍ أخرى؛ قبيلةٌ كانتْ تقولُ: (عَلَيْهِمْ), وقبيلةٌ أخرى كانتْ تقولُ: (عَلَيْهِمُ), وقبيلةٌ ثالثةٌ كانتْ تقولُ: (عَلَيْهُمْ) بضمِّ الهاءِ, فكانَ صلَّى اللهُ عليه وسلمَ كما أمرهُ جبريلُ نقلًا عن الله: إنَّ الله يأمرُكَ أنْ تُقريء أمتَك القرآنَ على سبعةِ أحرفٍ كلها شافٍ كافٍ. فرحمةً مِن اللهِ بالأمةِ كانَ عليه الصلاةُ والسلامُ ممتثلًا لأمرِ اللهِ في تعليمِهم بلهجاتِهم, إِنْ لم يكنْ ذلك مؤثرًا على المعاني؛ فبعضُ العربِ كانتْ تقولُ (يؤمنون) بالهمزِ, فكان يُقْرِئهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بذلك, وبعضُ العربِ كانوا يقولون: ( يومنون) مِن غيرِ همزةٍ, بإبدالِ الهمزةِ واوًا, فكانَ النبيُّ, بأبي وأمي, يقرئهم كذلك, وهكذا صار عندنا الآن القرآن كما كان عند جيلِ الصحابةِ .

الصحابةُ رضيَ اللهُ عنهم بَلَغَهُم قولُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اقرأوا القرآنَ كما عُلِّمْتُمْ, فصاروا يَقرأون و يُقْرِئون النَّاسَ كما تعلَّموا.
فالذي تعلَّم: (عليهِم) أَقْرَأَ مَن حضرهم مِن جيلِ التابعينَ (عليهِم), والذي تعلَّم ( عليهمُ) أقرأ: (عليهمُ), والذي تعلَّم (عليهُم ) بضم الهاء أقرأ (عليهُم ) بضم الهاءِ, و هكذا على مستوى القرآنِ العظيمِ كلِّه.
وصلَ الأمرُ إلى جيلِ التابعينَ, وتابعي التابعينَ, وكانَ كلُّ إنسانٍ لابد له مِن أستاذٍ شيخٍ يوقفُه على حقيقةِ ألفاظِ القرآنِ الكريمِ, وبقي الأمرُ متسلسلًا مِن ذلك الزمانِ إلى زمانِنا هذا … القرآنُ العظيمُ ليس كبقيةِ الكتبِ … ليسَ كتابًا تنزلُ إلى المكتبةِ فتشتريه, وتأتي إلى البيتِ وتقرأه. … لابدَّ للقرآنِ العظيمِ مِن شيخٍ يُوقِفُ الطالبَ على ألفاظِ القرآنِ, فيقولُ له: هذه تُنطقُ هكذا, و هذه تنطق هكذا, وهذه تُلفَظُ هكذا …
فلابدَّ مِن بيانِ ألفاظِ القرآنِ الكريمِ, عن الأساتذةِ المتقنينَ الذين تلقَّوه بأسانيدَ متصلةٍ إلى رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم؛فَمًا عن أذنٍ, وأذنًا عن فمٍ, مِن أولِ الإسنادِ إلى آخرِه.
وهذه يا إخواني مَزِيَّةٌ للأمةِ الإسلاميةِ لا توجدُ عند غيرِهم أبدًا …
لاتوجد أمةٌ تَنْقُلُ كتابَ ربِّها إلى نبيِّها باللفظِ الصوتيِّ سوى هذه الأمةِ المحمديةِ. فللهِ الحمدُ والمِنَّةُ على ذلك.
فلذلك أنصحُ إخواني, مَن يريدُ أنْ يتعَّلم القرآنَ لابدَ له مِن أستاذٍ متقنٍ يجتمعُ به, في مسجدِه القريبِ,في حَيِّهِ, في مدرستِه, يبحثُ, الذي يريدُ أمرًا يبحثُ عنه.
فإذا وجدَ ذلك الأستاذَ عليه أنْ يطلبَ منه تعليمَه كيفيةَ النطقِ بالقرآنِ العظيمِ. ونحن اليومَ الحمدُ للهِ بالوسائلِ الكثيرةِ التي أوجدَها اللهُ في عصرِنا نستطيعُ أن نستعملَها في تلقِّي الأصواتِ القرآنيةِ الصحيحةِ, عن طريق التسجيلات المرئية والمسموعة, والسي دي, والكومبيوتر, والإنترنت .. وسائل كثيرة, نسأل الله ألَّا تكونَ هذه الوسائلُ حجةً علينا, بل أنْ تكونَ حجةً لنا. وأن نُحسنَ استعمالَها في مرضاةِ اللهِ تعالى.

.:::|| كيفَ وصلَ القرآنُ إلينا ||:::.

3. الأحرفُ السبعُ والقراءاتُ العشرُ

https://www.lquran.com/video/swead/8.wmv

:: التـفـريــغ ::

3-الأحرفُ السبع, ُوالقراءاتُ العشرُ:

القرءانُ نزلَ بلسانِ العربِ على سبعةِ أحرفٍ:
لاشكَّ أنَّ القرآنَ نزلَ بلسانِ العربِ, قالَ تعالى{ نَزَلَ به الرُّوحُ الأمينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لتِكونَ مِن المُنذِرينَ (194) بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ(195) } (الشعراء) , فالقرآنُ العظيمُ كتابٌ باللسانِ العربيِّ, وباللغةِ العربيةِ, والعربُ في عصرِ نزولِ القرآنِ الكريمِ كانوا كما هو الحالُ الآنَ, قبائلَ شتى بينهم اتفاقٌ كبيرٌ في كثيرٍ مِن الكلماتِ, ولكن هناك بينهم اختلافٌ ضئيلٌ في بعضِ الظواهرِ اللفظيةِ التي تتميزُ بها كلُّ قبيلةٍ عن الأخرى, لذلك كان النبىُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول: إنَّ هذا القرآنَ أُنزِلَ على سبعةِ أحرفٍ, كلُّها شافٍ كافٍ, فاقرءوا كما عُلِّمْتُم. فكان كلُّ أحدٍ مِن الصحابةِ يُعَلِّم مَنْ بعده كما تعلَّم .. .وهكذا

· سببُ نسبةِ القرءاتِ لأصحابِها :

في عصرِ تابعي التابعين تقريبًا, ظهرَ رجالٌ تفرَّغوا للقراءةِ, ولِنقلِها, ولضبطِها. وجلسوا بعد ذلك للتعليمِ, فلمَّا جلسوا للتعليمِ اشتهرت القراءةُ التي كانوا يقرأون, ويُقرئون بها الناسَ, فصارَ الواحدُ يقولُ لرفيقِه: بقراءةِ مَن تقرأُ ؟ فيقولُ أقرأُ بقراءةِ نافعٍ مثلا, ويقولُ الآخَرُ: بقراءةِ مَن تقرأُ؟ فيقول: أقرأُ بقراءةِ ابن كثيرٍ.
ليسَ هذا معناهُ أنَّ نافعًا أو ابنَ كثيرٍ أو غيرَهما مِن القُرَّاءِ ابتدعوا أو اخترعوا هذه القراءةَ مِن عندِ أنفسِهم, وإنما لمَّا لزِموها, لزموا تلك الكيفيةَ المعيَّنةَ المنقولةَ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم, صارت تلك الكيفيةُ تُنسبُ إلى ذلك القارئ..
تماما كما يقولُ الواحدُ: إنني شافعيُّ المذهبِ, أو إنني حنبليُّ المذهبِ, أو حَنَفيُّ المذهبِ. ليس معنى هذا أن تلكَ الأحكامَ التي على مذهبِ أبي حنيفةَ أو الإمامِ مالكٍ, أو مَن غيرهما هي مِن عندِ أنفسِهم, وإنما على طرائقَ لزِمَها الإمامُ, واستنبطَ مِن خلالِها الأحكامَ الشرعيةَ فصارتْ تُنسبُ إليهم؛ وإلا فكلُّ واحدٍ مِن متبعي الأئمةِ, رضي الله تعالى عنهم, هو آخذٌ مِن الكتابِ والسنةِ.

كذلكَ القُرَّاءُ الذين تصدَّوا للتعلم والتعليمِ, فصارتْ القراءةُ تُنسبُ إليهم لأنهم لزِموها, لا لأنهم اخترعوها.
نقلوها نقلا محضًا وليس لهم فيها أدنى تغييرٍ أو زيادةٍ, ولا فتحةٍ ولاضمةٍ ولاكسرةٍ .

· سببُ وصولِ قراءاتِ القرّاءِ العشرِ و عدمِ وصولِ غيرِها :

القراءُ كانوا كُثرًا جدًا, لكن القراء يا إخوة هم كالفقهاءِ تمامًا؛ الفقهاءُ في العصورِ الأولى كانوا كثرا جدا, لكن الأئمة الأربعة تَهَيَّأَ لهم تلاميذَُ لَزموهم, ونقلوا مذاهبهم الفقهيةَ, فبقيتْ مذاهبُهم وانتشرَتْ, واندرستْ مذاهبُ غيرهم مِن الفقهاءِ مع أنهم كانوا فطاحل. الإمامُ الشافعيُّ يقولُ عن الليث ِبن سعدٍ: الليثُ أفقهُ مِن مالكٍ إلَّا أنَّ أصحابَه ضَيَّعُوه .. أصحابَه؛ يعني: تلاميذَه .. يعني مانقلوا مذهبَه, ولا لازموه وكتبوا ذلك الكلامَ الذي كان يقولُه.
كذلك القرَّاءُ كانوا كثرًا جدا, لكن الذين كثرتْ تلاميذُهم, ونُقلت قراءاتُهم عشرةٌ مِن الأئمةِ.

· القرّاء ُالعشرُة هم :
الإمامُ نافعٌ المدنيُّ,
الإمامُ عبدُ اللهِ بن كثيرٍالمكيّ,
الإمامُ أبو عمروٍ البصريّ,
الإمامُ عبدُ اللهِ بن عامرٍ الدمشقيّ,
الإمامُ عاصمٌ الكوفي,
الإمامُ حمزةُ الكوفيّ,
الإمامُ عليٌّ الكسائيّ الكوفيّ,
الإمامُ أبو جعفرٍالمدنيّ ,
الإمامُ يعقوب الحضرميُّ البصريُّ ,
الإمامُ خلفٌ البزَّارُ الكوفيّ .

هؤلاء العشرة هم الإئمةُ الذين إذا قيل: القراءات العشر؛ أي: القراءات التي نقلَها هؤلاء العشرةُ .

· مدى شيوعِ هذه القرءاتِ في أرجاءِ المعمورةِ :
قد يسألُ سائلٌ: هل هذه القرءاتُ العشرةُ الآنَ يقرأُ بها المسلمونَ في أصقاعِ المعمورةِ ؟ الجواب: .. لا. أغلبُ هذه القراءاتِ يعرفُه أهلُ القراءاتِ و علماؤها الذين تلقَّوها وعددهم كافٍ للتواترِ في العالمِ الإسلاميّ وللهِ الحمدُ,
* لكن العامةُ مِن المسلمينَ, الملايين المنتشرة مِن المسلمين في أغلبِ العالمِ الإسلاميّ يقرءونَ بالروايةِ التي رواها الإمامُ حفصٌ عن الإمامِ عاصمٍ, بسندِه إلى رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلم.
*وفي بلادِ المغربِ العربّي يقرءون بقراءةِ الإمامِ نافعٍ, إمامِ أهلِ المدينةِ, سواء مِن الروايةِ التي رواها الإمامُ قالونُ, أو مِن الروايةِ التي رواها عنه الإمامُ وَرْشٌ.
*وفي السودانِ وفي حضرموتَ يقرءون بالروايةِ التي رواها الإمامُ حفصٌ الدُّوريّ ( غير حفصٍ الذي يروي عن عاصمٍ ), الإمامُ الدوريُّ يروي عن الإمامِ أبي عمروٍ البصريِّ.. في السودانِ يقرءون بروايتِه, وكذلك حضرموت, في جنوبِ الجزيرةِ العربيةِ. هذه هي القراءاتُ المنتشرةُ بين العامةِ والتي هي معروفةٌ لدى علماءِ القراءاتِ, والتي وصلتنا نحنُ أهل القرنِ العشرين.
وصلَّى الله وسلم وبارك على سيدِنا محمدٍ.

.:::|| مـقـدمــاتٌ لأحكامِ التلاوةِ ||:::.

1. لماذا نتعلَّمُ كيف نقرأُ القرآنَ

من هنــا
أو
من هنــا

:: التـفـريــغ ::

مقدّماتٌ لتعلُّم أحكامِ التلاوةِ
1 * لماذا نتعلَّمُ كيفَ نقرأُ القرءانَ ؟النصيحةُ لكتابِ اللهِ :

التقاؤنا حولَ تَعلُّمِ القرآنِ, وإتقانِ تلاوتِه, هل يدخلُ في حديثِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عندما قالَ:
" الدِّينُ النصيحةُ, قالَ الصحابةُ: لِمَن يا رسولَ اللهِ؟ قالَ: للهِ, ولكتابِه, ولرسوله, ولأئمةِ المسلمينَ, وعامتِهم". ؟؟؟

فهل مِن النصيحةِ للكتابِ الواجبةِ على المسلمِ مِثلُ هذه المجالسِ وهذاالتعلُّمِ؟

لا شك أنَّ قولَه صلَّى الله عليه وسلم لمَّاسُئل: لِمَن يا رسولَ اللهِ؟ فقالَ:
للهِ ولكتابِه ولرسولِه ولأئمةِ المسلمين وعامتِهم".
لا شك أنَّ مِن النصيحةِ لكتابِ الله:
1- أنْ نَقرأَه كما أُنْزِل:

لأنَّ تغييرَ ألفاظِه قد يؤدي إلى تغييرِ المعاني التي أرادَها اللهُ عزَّوجلَّ.
اللهُ عزَّ وجلَّ أنزلَ القرآنَ الكريم َلنتدبرَه, قال تعالى:
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ}من الآية 29 سورةص
لكنَّ هذا التدبرَ لا يكونُ إلا لألفاظٍ صحيحةٍ, وتصحيحُ تلاوة ألفاظِ القرآنِ الكريمِ, هو المرحلة ُالأولى مِن مراحلِ النصيحةِ لكتابِ الله
2- والمرحلةُ الثانيةُ:

فهمُ المعاني التي أودعَها اللهُ سبحانَه وتعالى في كتابِه.

3- والمرحلةُ الثالثةُ:

الامتثالُ لهذه الأوامرِ:

فإنْ كانت الآيةُ تأمرُ بأمرٍ عَقَديٍّ, أنْ نعتقدَ هذا الأمرَ.
وإنْ كانتْ تأمرُ بأمرٍ فِعليٍّ, أو تنهى عن أمرٍ تَرْكِيٍّ, نمتثلُ بالأمرِ وبالتركِ.
فالمرحلةُ الأولى مِن مراحلِ النصيحةِ لكتابِ اللهِ, هي أَمثالُ هذه المجالسِ مِن المجالسِ التي نتعلمُ فيها كيف نقرأُ القرآنَ".

فإذا أردتَ أن تكونَ ناصحًا نفسَك لكتابِ اللهِ فامضِ معنا, واجلسْ معنا هذه الجلساتِ؛ لنحققَ الطريقَ الأولَ نحو تمامِ النَّصيحةِ للكتابِ, كما أرادَنا أنْ نقومَ بذلِكَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.

.:::|| مـقـدمــاتٌ لأحكامِ التلاوةِ ||:::.

2. معنى أحكامِ التلاوةِ

:: التـفـريــغ ::

2* معنى أحكامِ التلاوةِ :

ما المقصدُ مِن تعلُّم الأحكامِ ؟

· سببُ نشأةِ علمِ التجويدِ :
القرآنُ العظيمُ نزلَ بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ؛ أي: بلسانِ قومِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قبلَ ألفٍ وأربعمائةٍ مِن السنينَ, فالقرآنُ الذي نزلَ بهذه اللغةِ, نحنُ بيننا وبينه تلك الفترة, ألفٌ وأربعمائةٌ مِن السنواتِ, دخلَ في الإسلامِ مِن العجمِ, والأممِ المختلفةِ, فبدأت الألسنةُ تختلفُ بتلاوةِ القرآنِ الكريمِ, فخافَ علماؤنا مِن الصدرِ الأولِ,جزاهم اللهُ عنَّا خيرًا, مِن أنْ يطرأَ على القرآنِ الكريمِ التغييرُ و التبديلُ, كما جرى للكتبِ التي قبلَه, فألهمَهم اللهُ سبحانَه و تعالى, و هو المتكفِّلُ بحفظِ القرءانِ, ألهمَهم أنْ يضعوا قواعدَ مستنبطةً مِن التلاوةِ المنقولةِ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه و سلَّم , من سار على هذه القواعدِ فقد قرأ القرءانَ كما أُنزِلَ تمامًا.

· كيفيةُ وضعِ قواعدِ علمِ التجويدِ و الفائدةِ مِنها:

كمااستنبطَ علماءُ النحوِ قواعدَ علمِ النحوِ, و كما استنبطَ علماءُ الصرفِ قواعدَ علمِ الصرفِ مِن كلامِ العربِ, لم يأتوا بذلك مِن فراغٍ, و لم يخترعوه مِن عِند أنفسِهم, وإنما استقرءوا كلامَ العربِ فوجدوا بأنَّ العربَ مثلًا إذا تكلَّموا, فإن الذي يقومُ بالفعلِ, الذي سموه فيما بعد (الفاعل) يكونُ عليه ضمةٌ, فقرروا قاعدةًَ: (الفاعلُ مرفوعٌ).
كذلك علماءُ هذا العلمِ نظروا فيما عليه تلاوةُ القرءانِ الكريمِ, فدرسوا الحروفَ حرفًا حرفًا, فقالوا: إنَّ الباءَ مِن الشفتينِ, وإنَّ الهمزةَ مِن أقصى الحلقِ, و إنّ النونَ من طرف اللّسان, و إنَّ العربَ وقتَ نزولِ القرءانِ لمّا كانوا ينطقونَ الباءَ كانوا ينطقونها مجهورةً غيرَ مهموسةٍ, و ينطقونَ الهمزةَ شديدةً, وينطقون النّونَ مغنونةً, فوضعوا لنا قواعدَ تضبطُ للتّالي تلاوتَه, و تحفظُها مِن أنْ ينحرفَ بها اللّسانُ نحو لهجاتٍ عاميّةٍ أو غير ذلك.
أي استقوها مِن القراءة التي قرأهَا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم, و تلقَّاها الشيوخ..

· سندُنا متَّصِلٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :

هل بيننا وبين رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلم سندٌ متَّصلٌ يؤكدُ أنَّ الذي نقرأه نحنُ اليومَ ,هذا القرآنَ العظيمَ, هو ذاتُ القرآنِ الذي قرأه الَّنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلمَّ؟ يعني سندنا متصلٌ مِن الشيوخِ؟
بإمكانِكم أن تحدثونا مثالا عن قراءتِكم وسندِكم وشيوخِكم إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَم بإيجاز ٍفي هذا الموضوع.

لاشكَّ أنَّ العلومَ الشرعيةَ علومٌ متعددةٌ؛ فكلُّ أهلِ علمٍ لهم العلمُ الذي تخصصوا فيه … قسمٌ مِن علمائنا في الشريعةِ الإسلاميةِ تخصصوا بموضوعٍ, وهو النقلُ الصوتيُّ للقرآنِ الكريم … وعُرِفوا على مرِّ العصورِ باسمِ القُرَّاءِ
*المقصودُ بالقرَّاءٍ:
القُرَّاء ُنقصد بهم القومَ الذين هم شريحةٌ مِن علماءِ الشريعةِ تخصصوا في هذا النقل الصوتيِّ للقرآنِ الكريمِ, ليتلقَّى الواحدُ منهم القرآنَ عن شيخَه حرفًا حرفًا ، من الجلدةِ إلى الجلدةِ؛ أي: مِن أولِ القرآنِ الكريم إلى آخرِه ويتقنه عليه, فإذا شعرَالشيخُ منه الإتقانَ والتلاوةَ الصحيحة, قال له في آخرِ الختمةِ أَجزتُك أنْ ترويَ القرآنَ الكريمَ عنِّي, وسمحتُ لك بتدريسِه .

*معنى قول الشيخِ لطالبِه: أجزتُك :
معنى أجزتُك؛ يعني: أشهد أنَّ تلاوتَك مطابقةٌ لتلاوتي على شيخي, وأستاذِه عن أستاذِه, وهكذا إلى رسولِ الله صلى اللهُ عليه وسلم .

*مثالٌ لسندٍ متَّصِلٍ إلى رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ( إجازةُ الشيخِ أيمن ):

سُئِلَ الشيخُ:كم بينكم وبين الرسولِ مِن شيوخٍ ؟
بفضلِ اللهِ عزَّ وجلَّ أنني تلقيتُ القرآنَ الكريمَ بقراءاتِه العشرِ على خمسةٍ مِن شيوخِ العالمِ الإسلاميِّ في بلادِ الشامِ , ومصر مِنهم, وأعلاهُم إسنادًا أستاذي وشيخي العلَّامة الشيخ عبد العزيز عيون السود, رحِمَهُ الله تعالى, فمن خلالِ قراءتي على الشيخِ عبد العزيز, يكونُ بيني وبينَ الرسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلمَ سبعةٌ وعشرون شيخًا, هذا مِن أقلِ الأعدادِ الموجودةِ في عصرِنا, كلُّ واحدٍ يروي عن شيخِه؛ الشيخُ عبدُ العزيز رحمَهُ اللهُ قرأتُ عليه وأجازني وهو قرأَ على شيخِه وأجازَه, وهكذاسبعةٌ وعشرون شيخًا ، الثامنُ والعشرونَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.

هذا نموذجٌ لطرفٍ أحادي مِن روايةِ القرآنِ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم, وإلا كلُّ شيخٍ أقرأَ العشراتِ, ولربما أقرأ المئاتِ الكُثرَ المنتشرين في أنحاءِ العالمِ الإسلاميِّ.
سندُنا متصلٌ إلى رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ

كل ذلك حرصت الأمةُ عليه لأنَّ اللهَ تعالى قال لنبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلم "فإذا قرأناهُ فاتَّبِعْ قرآنَه ثُمَّ إنَّ عَليْنا بَيَانَهُ "
لابد إذًا مِن التلَقِّي وهكذا صانت الأمةُ القرآنَ.
وهذا السندُ الذي أشارَ إليه الدكتور أيمن, إنه تحقيقٌ أيضًا لمعجزةٍ قرآنيةٍ, حين أخبرنَا اللهُ سبحانَه أنه حافظٌ للقرآن " إنا نحنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وإنَّا له لحافِظُونَ "
لذلك بكلِّ اطمئنانٍ نقولُ: إن عددَ حروفِ القرآنِ التي نقرأُهَا هو ذاتُ العددِ الذي قرأه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم, وهذه ميزةٌ لهذه الأمةِ لم تعرفْها أمةٌ من الأممِ الأخرى.

.:::|| مـقـدمــات لأحكام التلاوة ||:::.

3. التعلُّم مِن الشرائطِ المسجَّلة

:: التـفـريــغ ::

3* التعلُّم مِن الشرائطِ المسجَّلةِ :

السماعُ وحده لا يكفي للوصولِ للتلاوةِ الصحيحةِ :

نلاحظُ في بعضِ الأحيانِ مِن خبراتِنا الحياتيةِ أنَّ بعضَ إخوانِنا مِن الشبابِ والطُّلابِ يعمدونَ في تصحيحِ تلاوتِهم إلى شرائطِ القرآنِ الكريمِ الكاسيت الموجودةِ, غير أننا عندَ الأداءِ الفعليِّ نجدُ أنَّ المستوى لم يبلغ الحدَّ المطلوبَ, كذلك البعضُ يعكفُ على دراسةِ التجويدِ مِن الكتبِ, ما عندَه وقتٌ, وعند التطبيقِ أيضًا نجده لم يصلْ إلى المستوى المطلوبِ. فأين تكمنُ المشكلةُ ؟
القرآنُ الكريمُ كما ذكرنا في الدروسِ السابقةِ نُقِل إلينا نقلًا صوتيٍّا؛ فشريطُ الكاسيتِ للقرَّاءِ المتقنين المشهورين ينقلُ إلينا أصواتَ القرآنِ الكريمِ نقلًا صحيحًا, ونحنُ نستمعُ بآذانِنا … بعد أن نستمعَ عندنَا عمليةٌ معاكِسةٌ هي محاكاةُ الأصواتِ التي سمعناها بآذانِنا …الصوتُ أتاني إلى أذني منطوقًا نطقًا صحيحًا, عليَّ الآنَ أنْ أحاولَ أنْ أعيدَ كما سمعتُ …لكِن مَن الذي يحكمُ على أنَّ الصوتَ الذي أعيدُه الآنَ هو مطابِقٌ للصوتِ الذي سمعتُه ؟؟؟ هذا لا يحكمُ عليه إلا أستاذٌ يسمعُ تلاوتي, فالكاسيتُ يحلُّ نصفَ المشكلةِ, يعطيني صوتًا صحيحًا ويوصلُه إلى أذني, لكن عليَّ أنْ أكونَ ماهرًا في محاكاةِ هذا الصوتِ حتى أَقتربَ مِن التلاوةِ الصحيحةِ, أمَّا إنْ أردتُ أنْ أكونَ متقنًا تمامًا, فلابدَّ مِن أنْ يكون َهناكَ استماعٌ للتلاوةِ التي أنطقُها أنا مِن أستاذٍ متقنٍ للتلاوةِ, مشهودٍ له بصحةِ القراءةِ.
هذاالأستاذُ يلاحظُ أداءَ الطالبِ, ويصححُ له, فإن مدَّ زيادةً يقولُ له: قصِّر المدَّ, وإنْ قصَّرَ المدَّ يقولُ له: طَوِّلْ, وإنْ كانَ أتى بالرَّاءِ مثلًا غير مفخمةٍ كما يجبُ يقولُ له: فخِّم الرَّاءَ كما يجبُ, نسيَ قلقلةً, حرفًا, يوجِّهه, أما بدونِ أستاذٍ فهذا يعودُ إلى قدرةِ الشخصِ على التقليدِ, وقدرةِ الشخصِ على المحاكاةِ

ملخصُ القولِ أنَّ إتقانَ التلاوةِ يتطلبُ سماعَ شيخٍ متقنٍ, و مهارةً في المحاكاةِ, و الحكمَ على ذلك بالقراءةِ على شيخٍ متقنٍ مشافهةً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.