السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :
لقد امرنا الله تعالى واوصانا بالصبر في مواضع عديده من القران الكريم
فقال تعالى : وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّہَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَـٰشِعِينَ (٤٥) البقرة
وقال عز وجل يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ (١٥٣)البقرة
وقال عز من قائل يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱصۡبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ (٢٠٠) آل عمران
وفي مواضع اخرى كثيرة من القران بشرنا ربنا بالاجر العظيم والخير الكثير والثواب لمن يصبر ويحتسب
وفيما يلي بعض القصص القصيرة ذات الفائده في ما يتعلق بالصبر:
القصة الاولى
قصة عن الصبر
قال رجل لعنتره : ما السر في شجاعتك وأنت تغلب الرجال ؟
فقال عنتره : ضع إصبعك في فمي وخذ إصبعي في فمك . وعض كل واحد منهم الآخر ، فصاح الرجل من الألم ولم يصبر ، فأخرج له عنتره إصبعه . وقال : بهذا غلبت الأبطال …أي بالصبر والاحتمال .
فالصبر الصبر يا اخوتي الكرام و أخواتي الكريمات وإياكم والجزع مما يقدر الله ويشاء فنحن ملك لله ، وعبيد لله ، ومن حق المالك أن يفعل بما يملك ما يشاء.
إليكم دليل تغنى به الشعراء عن الصبر ، قال الشاعر:
دع المقادر تجري في اعنتها
ولا تنامن الا خالي البال
مابين طرفة عين وانتباهتها
يغير الله من حال الى حال
القصه الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله سبحانه وتعالى : (( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )) الزمر . والصبر نعمة من نعم الله علينا
فبالصبر يتغلب المؤمن على مصائبه , ويحتسب الأجر , والصابرون لهم أجر كبير عند الله يوم القيامة , يقول
المصطفى صلى الله عليه وسلم : إنما الصبر عند الصدمة الأولى , وهنا سأعرض لكم بعض القصص عن روائع
الصبر لنأخذ منها العِبر ونتعلم منها , ونعرف كيف صبر غيرنا على مصائبهم وكيف احتسبوا الأجر عند الله .
القصة الأولى : يحكى أن رجلاً من الصالحين مر على رجل أصابه شلل نصفي والدود يتناثر من جنبيه وأعمى وأصم
وهو يقول : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً من خلقه . فتعجب الرجل ثم قال له : يا أخي ماالذي عافاك
الله منه لقد رأيتُ جميع المصائب وقد تزاحمت عليك . فقال له : إليك عني يا بطال فإنه عافاني إذ أطلق لي لساناً
يوحده وقلباً يعرفه وفي كل وقت يذكره 0
القصة الثانية : قال الأحنف بن قيس : شكوت إلى عمي وجعاً في بطني فنهرني وقال : إذا نزل بك شيء فلا تشكه
إلى مخلوق مثلك لا يقدر على دفع مثله عن نفسه , ولكن اُشكُ لمن ابتلاك به فهو قادر على أن يفرج عنك , يا ابن
أخي إحدى عيني هاتين ما أُبصرُ بها من أربعين سنة وما أخبرت امراتي بذلك ولا أحداً من أهلي 0
القصة الثالثة : يُحكى أن أحد الصالحين كان إذا أُصيب بشيء أو ابتُليَ به يقول خيراً وذات ليلة جاء ذئب فأكل
ديكاً له , فقيل له به فقال : خيراً , ثم ضُربَ في هذه الليلة كلبه المُكلف بالحراسة فمات . فقيل له , فقال : خيراً ,
ثم نهق حماره فمات , فقال : خيراً إن شاء الله . فضاق أهله بكلامه ذرعاً . ونزل بهم في تلك الليلة عرب أغاروا
عليهم فقتلوا كُلَ من بالمنطقة ولم ينجُ إلا هو وأهل بيته . فالذين غاروا استدلوا على الناس الذين قتلوهم بصياح
الديكة ونباح الكلاب ونهيق الحمير , وهو قد مات له كل ذلك فكان هلاك هذه الأشياء خيراً وسبباً لنجاته
من القتل فسبحاااااان المدبر الحكيم .
القصة الرابعة : قال المدائني : رأيت بالبادية امرأةً لم أر جِلداً ولا أنضر منها ولا أحسن وجهاً منها , فقلت :
تالله إن فعل هذا بكِ من الاعتدال والسرور , فقالت : كلا والله إن لدي أحزاناً وخلفي همومُ , وسأخبرك :
كان لي زوج وكان لي منه ابنان فذبح أبوهما شاة في يوم عيد الأضحى والصبيان يلعبان , فقال الأكبر للأصغر :
أَتريد أن أُريك كيف ذبح أبي الشاة . قال : نعم , فذبحه . فلما نظر الدم خاف ففزع نحو الجبل فأكله الذئب فخرج
أبوه يبحث عنه فضاع فمات عطشاً فأفردني الدهر . فقلت لها وكيف أنتِ والصبر ؟؟؟
فقالت لو دام لي لَدُمتُ له ولكنه كاااان جرحاً فَشُفِي .
القصة الخامسة : حدثت للشافعي رحمه الله عند موت ابنه , فقال : اللهم إن كنت ابتليت فقد عافيت وإن كنت أخذت فقد أبقيت , أخذت عضواً وأبقيت أعضاء , وأخذت ابناً وأبقيت أبناء .
لله درهم من صابرين , صبروا على مصائب تَهد الجبال واحتسبوا الأجر من عند الواحد المنان , لأنهم عرفوا
فائدة الصبر وأجره العظيم عند الله , وتغلبوا على هذه المصاءب بقوة ايمانهم وثقتهم بالله سبحانه وتعالى 0
* وأخيراً سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري وأصبر حتى يقول الصبر إني صبرت على شيء أمر من الصبر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلمت يمناكْ
وجزاكـ الله خـــيـــــرا