الروح تمرض كما يمرض الجسم والجسم يمرض بسبب دخول الجراثيم الفتاكة اليه في حين أن الروح تمرض بدخول جراثيم المعاصي والذنوب والآثام
اليها والروح تتغذى كما يتغذى الجسم أما الجسم فغذاؤه الطعام والشراب وأماالروح فغذاؤها العلم والطاعات وفد وجد مع الإنسان قوتان قوة الخير
وقوة الشر كما في قوله سبحانه وتعالى (ونفس وما سواها. فالهمها فجورها وتقواها)وجعل الله بين القوتين صراعآ ونزاعآ لأجل إمتحان البشر
بأن يدخلوا الجنة أو النار إزاء عمل يعملونه في دار الحياة الدنيا إن خيرآ فخيرآ اوشرآ فشراوجاء الدين ليحذر الإنسان من الإسترسال
مع الشهوات وتلبية دعوة النفس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه عندما رجع من إحدى غزواته
:(رجعنا من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر )فقيل :وما الجهادالأكبر يارسول الله ؟ قال:(هو جهاد النفس) أي الصبر
على الأعمال الصالحة كا الصلاة والواظبة عليها وغيرها من الطاعات وإجتناب المعاصي وهذه الروح التي بين جوانح الإنسان
لا يكفي لتغذيتها علم العلماء ولا أدب الأدباء ولا فلسفة لا يغذيها إلا معرفة الله جلا جلاله وحسن الصلة به فهذه الصلوات
الخمس هي وجبات الغذاء اليومي للروح كما للمعدة وجباتها اليوميه ولهذا السر شرع تكرار الصلاة مرات مختلفة في اليوم
لتضعف بذلك قوة الشر وتنكسر شهواتها ولعل من هذا المعنى أخذ إسم (المحراب) لمكان المصلي حيث يحارب المصلي
الهوى والنفس والشيطان والدنيا فالصلاة الحقيقية تمد المؤمن بقوة نفسية تعينه على مواجهة متاعب الحياة ومصائب الدنيا .