حاولت عبثاً هذا الصباح أن أختبيء عن الشمس
كعادتها … ترسل لي المراسيل
فلا أرد
… تعرف الشمس نقاط ضعفي وعدم قدرتي على مقاومة إغراءات الحمام والورد … فتوقظ حمامة من سباتها لتشاكسني
تلقي على طرف مخدتي وردة
تكتب لي على "الواتزاب " تذكَرني بأني كائن نهاري … وإنني أخلفت وعد الغيوم والعصافير هذا الصباح .
يا سيدتي الشمس …
مللت من النوم صحبة العصافير عند غياب الشفق
ومللت الإستيقاظ مع العصافير عند طلوع الفجر
لأني اكتشفت ان حياة العصافير مملة … رتيبة …
كل دأبهم أن يمارسوا الحب من ساعة استيقاظهم إلى ساعة إغفاءتهم
والجديد الوحيد الذي يفعلونه …
أنهم يلونون ريشهم حين يأتي العيد
وأنا يا سيدتي الشمس حياتي ما بها أعياد …
وكل ما أعرفه ان العيد عند الناس طفل لونه وردي
وأنا عيدي طفل لونه أسود
.
أنا يا سيدتي الشمس مثل بدوي يسامر ضوء نجمة فوق كثيب من الرمل
يجر أحزان ربابته كما يجتر أحزان أيامه
ما عاد يغريني أن أكون رجل الصباحات البكر
سأمارس حالة من التمرد على هذا الصباح
ولن أعود لمشاطرته إفطاره وشرب قهوته
فليذهب إلى حيث يريد … ويبحث عمن يريد
أما أنا فسأعود لصديقي الليل …
فهو على أضغف الإيمان …
لا يخلف مواعيده