أرض الجزيرة العربية هي الأرض التي إختارها الله ليكون فيها بيته وتنطلق منها خاتمة الرسالات السماوية وفيها مسجد حبيبه وقبره محمد صلى الله عليه وسلم , هذه الأرض المباركة دع لها أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام , يقول الله :- ( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) , ويقول الله فيها ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ )
حررها رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشرك والمشركين لتكون نواة الأمة الإسلامية حيث إنطلق منها المؤمنون ليحرروا بقية أرجاء الأرض من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد , وها هي الآن ترفع رآية التوحيد وتقام على أرضها شعائر الله ويطبق فيها حكم الله وذلك هو أصل ما خلقنا الله من أجله , وتعتبر الآن هي آخر حصون الأمة وهي باقية شامخة بفضل الله ومنته في وجه الشرك والمشركين وفي وجه الضالين المضلين على الرغم مما أصاب الأمة من تمزق وإنحلال وإحتلال , وفي هذا التوقيت العصيب الذي تمر به الأمة نسمع ونرى دعوات هنا وهناك تريد إثارة الفتنة في هذه الأرض لمجرد بعض السلبيات التي لم تخلو منها دولة على وجه الأرض في هذا العصر دون النظر إلى الأمر بصفة عامة والصالح العام , فما هم إلا كالذباب لا يقع إلا على الجرح الصغير في الجسد , وإن ما يدعو للأسف الشديد أن هذه الدعاوى ليست من المشركين , ولكن ممن يدعون الإسلام ويظنون أنهم على الحق وما هم إلا من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا , ووالله إن ذلك مما تتقشعر له الأبدان ويشيب له الولدان , ولكني أقول إلى كل هؤلاء بكل وضوح :- ما أنتم إلا أعداء الله وحزب الشيطان , تريدون من حيث تشعرون أو لا تشعرون إطفاء نور الله , ووالله إنكم حالمون وفي غيكم غارقون , يقول الله عزوجل لكم ( وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ )
ومن خلال هذه الرسالة إن لأدعو كل مسلم بحق على وجه هذه الكرة الأرضية أن يتصدى لهؤلاء الشرذمة بكل ما أوتي من طاقة مهما كانت مكانتهم من علماء دين ضالين مضلين أو علمانيين وليبراليين خرجوا من الدين بإسم الديمقراطية والحرية , أو اناس حاقدون أعمى قلوبهم الحسد والضغينة , وفي نفس التوقيت إني لأدعو ملوك هذه الأرض الذين لم يختارهم الله عبثا ليحكموها وحاشاه أن يفعل ذلك , أن يحموا هذه الأرض بكل ما أوتوا من قوة فهي أمانة في أعناقهم وفي نفس التوقيت التصدي لكل من يحاول تغريب هذه الأرض ونشر الإباحية فيها بكل حزم , وأحثهم على سد الذرائع فيها من كل معصية , فإن فعلوا بقوة فالله معهم ومن كان الله معه فمن عليه ؟؟؟ ولو إجتمع عليهم جميع أهل الأرض فلن يضروهم شيئا , وما جزاء كل من يضمر الشر لهذه الأرض الشريفة إلا قوله عزوجل ( إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) , فالله الله أيها المسلمون بآخر حصونكم أرض بيت ربكم وقبر ومسجد نبيكم وحبيبكم محمد صلى الله عليه وسلم , ولنجعل جميعا دماؤنا رخيصة في حماية هذه الأرض المقدسة أرض التوحيد والأرض التي تقام فيها شعائر الله من يد كل عابث ويد كل ضال مضل , إلى أن يقضي ربك وعدا كان مفعولا .
اللهم فاشهد أني قد بلغت
( إنشر تؤجر )