تتعاقب الشهور وتتوالي الأيام ويطل علينا شهر الرحمات شهر المغفرة والعتق من النيران , شهر تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتصفد الشياطين , شهر تسمو فيه النفوس وتطهر القلوب , فيالها من فرصة عظيمة أيام وليالي كلها خيرات وبركات , رحمات وحسنات , أوقاتها ما بين تلاوة وصلوات وأذكار ودعوات , وتضرع وابتهالات , وجود وصدقات تتنزل معها الرحمات وتحط الزلات وتغفر الخطايا والسيئات .
فما أجمل الإنابة الي الله فيه بعد اقتراف الذنوب و المعاصي و تلبية نداء الرب جل في علاه :(قل يا عبادي الذين اسرفوا علي اننسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم), نعم لا تياسوا فربكم غفور يقبل توبة عباده اذا رجعوا اليه .. نعم لا تياسوا فربكم كريم يبدل سيئاتكم حسناتكم .. نعم لا تياسوا فالله ارحم بكم من ابائكم و امهاتكم .
فلبوا نداءه , وارجعوا الي بارئكم , وانكسروا بين يديه و ابشروا بواسع فضله , وجود عطائه و كرمه ما اعذب اللسان حين يتلو كتاب الله عز وجل في هذا الشهر الذي اختصه الله بانزاله .. قال تعالي :(شهر رمضان الذي انزل فية القران هدي للناس وبينات من الهدي و الفرقان) البقر 185 فكيف حالنا مع القران ؟ لقد كان السلف يعظمون كلام الله , ولأ يقدمون عليه اي كلام, هذا علي الدوام , اما في رمضان فلهم فيه شان اخر ,كانوا يتركون كتب العلم من اجل تلاوة كتاب الله .
فهاهو رمضان قادم .. فاي رمضان يكون هذه المرة ؟ هل هو رمضان المسوفين الكسالي ؟ ام هو رمضان المسارعين المجدين ؟ هنيئا ثم هنيئا لمن عمره بذكر الله و عبادته اناء الليل واطراف النهار , هنيئا لمن جاهد نفسه فيه واخلصه لمولاه .. هنيئا لمن صامه وقام ايمانا واحتسابا فظفر بمغفرة الذنوب ويا لخسارة المفرطين و المحرومين الذين اضاعوا نهاره بالنوم وليله بالمعاصي و الذنوب فحق عليهم قول النبي صلي الله علية وسلم :(رغم انفه من ادرك رمضان فلم يغفر له) نسال الله ان يرزقنا الهمة العالية في عبادتة في هذا الشهر وبعده علي الوجه الذي يرضيه عنا , اللهم اشغلنا علي طاعاتك في شهر خير