السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مضت ايام الشهر الفضيل مسرعة لا تنتظر احدا
واعترف ان لرمضان في بلاد الغربة ميزة جميلة وهي
عدم الانشغال بالامور الدنيوية كالعزائم والتجمعات العائلية
والتي لها بالأساس فضل "صلة الرحم" ولكننا بألسنتنا نحولها
الى "قطيعة رحم" و"غيبة" فتتحول حسناتنا الى أثام.
لقد جعلني رمضان هذا العام اكتشف من انا،
وللحق لم اعجب بنسبة كبيرة من هذا الاكتشاف.
فرغم اختفاء الاسباب التي مرت السنين وانا استخدمها
كشماعة اعلق عليها اسباب تقصيري في الامور المختلفة
من حياتي، الا ان القصور بقي موجودا رغم تناقص حدته.
اداء العبادات لم يكن بالمستوى الذي كنت اطمح اليه،
متابعة اولادي وتشجيعهم على الاتجاه نحو العبادة بشكل اكبر
ايضا لم يصل الى المستوى الذي ارغب به،
حتى بعض الامور الدنيوية لم ترق الى المستوى الذي اريده حقا.
خلاصة القول ان رمضان في الصين علمني ان الخطأ والعيب والتقصير
سببه "انا" حتى الشياطين بريئة من تقصيري فهي مصفدة في هذا الشهر
وليس لها ان توسوس لي.
رمضان في الصين كما في غيره من دول العالم كله خير،
لكن نحن من نجعل هذا الخير يأتي لنا او يتنحى عنا.
هناك من قال ان على المرء ان يعيش السنة بأكملها وهو يستعد
لرمضان وذلك حتى يعطي رمضان حقه بالعبادة، وللحق هو لم يكذب
فالانسان لا يستطيع ان يتحول من العصبية الى العقلانية، ومن الغضب والحقد الى
التسامح، ومن عدم الالتزام الصحيح بالفرائض الى قيام الليل دون توقف، وغيرها من امور
بكبسة زر (دخول رمضان) لا بد من فترة احماء مسبقة كتلك التي يقوم بها الرياضيون
قبل دخولهم اي منافسة ليتمكنوا من الفوز او الاستمرار حتى نهاية المسابقة.
سامحوني على الاطالة انما هي خواطر لم اجد من اشاطره اياها غيركم.
وفقني الله واياكم لصالح القول والعمل
وجعلنا من عتقاء شهره الفضيل
وممن يحيون ليلة القدر بقلب مؤمن سليم
وصلى الله على خير الخلق اجمعين
سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
اعرف ان معظم القارئات الكريمات كن يتوقعن معلومات عن مظاهر الصيام في الصين
وللحق كانت هذه نيتي عند بداية كتابتي للخاطرة، لكن الذي حدث هو ان مشاعري اخذتني
للكتابة في منحى آخر… لكم محبتي وسيكون لي خاطرة قريبة اصف لكم بها بعض مما شاهدت
من احتفال اخوتنا مسلمي الصين بهذا الشهر الفضيل