تخطى إلى المحتوى

رواية ظِل الورد ، بقلمي -روايات رائعة 2024.

  • بواسطة
رواية ظِل الورد ، بقلمي

خليجية

السلام عليكم ☺️

من المحزن جداً ان نكتب ونتعب ونألف
ثم يتم نشر الروايه وربما تشتهر لكن دون ذكر اسم الكتاب
الذين امضوا شهور ووقت طويل في
تأيف الروايات

لذلك اتمنى من من يقوم بنشر روايتي او نقلها ان يذكر اسمي
وان يذكر المصدر ولن احلل اي شخص يتجاهل هذا الشرط

انتهى

الجزء الاول من الفصل الاول☺️

{ رواية ظِل الورد }1

الفصل الاول ، ( ظِـل الياسمين )

اشرقت شمس الصباح المنعشة متسللة الى غرفتها عبر النافذة
تخللت اشعتها الذهبية من بين شقوق سقف وجدران تلك الغرفة البالية القديمة لتداعب اجفان تلك النائمة بهدوء
اخذت تتقلب بضيق من ذلك الضياء الذي ايقظها من حلم جميل كانت غارقة فيه
التفت ثياب نومها حول جسدها الرشيق الناعم بينما التف شعرها الطويل اللامع حول عنقها
ابعدت شعرها الى الوراء وجلست برقة فاتحة شفتاها الحمراوتان الشبيهتان ببتلات الورد النديه واخذت تتثائب
فتحت عينيها الفضيتان بصعوبة مطلقه
كانت لعينيها الجذابتان ميزة وهي انهما تكتسبان لونهما من الرداء الذي ترتديه هذه الفتاة
كانت خدودها وردية ناعمة ووجهها مشرق زاهٍ
نزلت عن سريرها القديم بهدوء واخذت تخطو متجهة الى دورة المياه بكل كسل
كل شئ فيها كان ناعماً نعومة الحرير حتى اخمص قدميها كانا ناعمين الى درجة يمكن تشبيههما بخدي اي شخص عادي
وربما انعم
اغتسلت وبدلت ثيابها ثم خرجت وصففت شعرها واخذت تنظر الى المرءآة لمدة طولية تتأمل فيها بشرتها وشعرها وجسدها وجمالها كأي فتاة في سنها لم تتجاوز الثامنة عشره
رشت على نفسها بضع قطرات من العطر كي لا ينفذ
غادرت غرفتها بعد ان قامت بكل تلك الطقوس التي كانت تقوم بها كعادتها كل يوم
كانت متبسمة بسعادة دون سبب ولها وجه مشرق يبعث في النفس السعادة والسرور
كان المنزل الذي تحيا به مجرد كوخ صغير على منئاً من المدينة
كانت فتاة فقيرة ولكنها لم تكن لتهتم بذلك
فمثلها مثل قريناتها كانت تحلم بأن تكمل دراستها وتصبح شيئاً مرموق المنصب كممرضة او مضيفة طيران او ربما كانت تتمنى ان تصبح شيئاً اسمى من ذلك بكثير
ربما كانت تتمنى ان تصبح معلمة او مربيه
دخلت الى المطبخ والقت تحية الصباح على جدتها

لورين : صباح الخير يا جدتي،

اجابتها جدتها والابتسامة تشق وجهها بسبب فرط سعادتها بلورين المتبسمة ذات الخلق الحسن والتي يحبها الجميع

جدة لورين : صباح الخير ، ارى انك نشيطة جداً اليوم ، مالذي يجعلك تبتسمين دون توقف هكذا ؟ حتى صوتك مليئ بالحماس والسعاده!

لورين : ستنتهي الإجازة خلال ايام وسأعود للدراسة لأتخرج واحقق حلمي ، وما ان يتحقق سيتغير حالنا وسأشتري لك منزلا ً جميلا ً فيه مطبخ كبير جداً ،

انفجرت جدتها ضاحكة بإعجاب من حماستها وآمالها الكبيره بعيدة المنال
ولكن جدتها لم تكن يوماً لتثبط من عزيمتها وهمتها ابداً
بل كانت تشجعها بكلمات تزيد من حماستها واملها
تناولت لورين رغيف خبز من الذي كانت تعده جدتها مع كوب ماء ثم ذهبت به الى باب منزلهم حيث جلست على عتبته من الخارج واخذت تراقب المارة امامها بسعادة بينما كانت تتناول الرغيف بشهية وكأنه رغيف من ذهب وليس من حنطه
كان جميع القرويين الذين يسيرون من امامها يلقون عليها تحية الصباح بحب وسعادة وإبتسام
ومن بين المارين من امامها مر شاب ذا شعر اسود له جسد طويل ممتلئ العضلات حيث لم يكن يرتدي سوى بنطالا ً بعلاقين على الكتف كباقي الفلاحين هناك
شاب لم يتجاوز السادسه والعشرون من عمره
اقترب منها والقى عليها تحية الصباح

برنارد يبتسم : صباح الخير يا لورين ، اراكِ سعيدة جدا اليوم!

ابتسمت له لورين بحياء وردت عليه تحيته

لورين بخجل : صباح الخير ،

جلس برنارد الى جوارها على العتبه
اخذ برنارد يتحدث معها لدقائق بينما كانت تتعمد عدم النظر اليه بسبب شدة خجلها منه
فنظراته لها كانت تجعل جسدها يرتعد بتوتر
وبينما كانا يتحدثان مد برنارد يده وامسك يدها التي تمسك بها رغيف الخبز وقضم منه قطعة كبيرة بينما كان ينظر الى عينيها
اشتعلت خجلا ً ولم تعلم ماذا تفعل ولكن انقذها جدها القادم من البعيد حيث صاح بها يناديها بلطف

جد لورين : لورين، يابنتي ، ادخلي الى المنزل سأوافيك حالا ً ، اريد ان اتحدث معك في امر مهم ،

شعرت لورين بسعادة بالغة وتركت برنارد جالساً مكانه وذهبت تجري الى الداخل
تبعها جدها الى الداخل بعد ان القى التحية على برنارد الذي لم يبرح مكانه
وعندما دخل رأى لورين جالسة على الكرسي تشتعل خجلا ً من الذي فعله برنارد على الرغم من ان احداً لم يراهما
كان برنارد يريد الزواج بها ولكنها ولاطالما اخبرته بانها تعتبره كشقيق لها لا غير
اقترب جدها منها وجلس الى جوارها وقال لها بصوت منخفض حزين

جد لورين : اذهبي الى غرفتك وجهزي نفسك وخذي ما تريدين من اغراض ، ستسافرين ،

شعرت لورين بذهول غريب حيث لم تعد تعرف ان كان يجدر بها ان تبتسم بسعادة لأنها لم تسافر من قبل ام ان تحزن لأن هذا السفر كان مفاجئاً ولا تعلم الى اين سترحل

لورين : سأسافر الى اين يا جدي ؟

جد لورين : سيأتي زوجك ليأخذك بعد قليل ،

شعرت لورين وكأن صاعقة ضربتها وانتفضت بقوة من هول الصدمه
قالت وقد اصبحت لا تعي شيئاً

لورين : مالذي تقوله يا جدي ؟ اي زوج هذا ؟

جد لورين : لقد زوجتك لرجل ما وسيأتي ليأخذك بعد بضع ساعات ، اسرعي ،

لورين : ولكن يا جدي ! ، لمَ؟

جد لورين : لا تطلقي علي اسم جدي ، لا يشرفني ان اكون جداً للقيطة مثلك ، لقد احتفظت بك في منزلي مرغماً من اجل والدتك فحسب ، ولكنني لم اتقبل وجودك يوماً ،

لورين : ولكن يا جدي ماذا عن والدتي ؟ هل سألتها ؟

جد لورين : والدتك ايضاً تقبلت الفكرة بصدر رحب ، فمادمتِ عبئاً عليها حيث لا يريد ان يتقبلك زوجها مالذي قد ترغبه في وجود طفلة لقيطة الى جوارها ، والدتك الآن مهتمة بتربية ابناءها وليست مستعدة لتدمير حياتها من اجل طفلة لقيطة لا اصل لها ،

لورين بحزن : هل قالت امي ذلك ؟

جد لورين : اجل ، وانا لم اعد ارغب بوجودك ، لقد بعتك لرجل ما وسيأتي ليأخذك بعد بضع ساعات ،

لورين : كلا يا جدي ارجوك ، اعدك انني لن اتناول سوى الخبز ، اعدك انني لن اطلب منك ابداً ثياباً جديدة ، اعدك ان ارقع ثيابي من بعضها عندما تبلى وتتمزق ، ولكن دعني هنا فحسب ، اعدك انني سأعمل وسأجني مالا ً ولن ….

ولكن جدها قاطعها بحزم

جد لورين : اذهبي واحزمي حقائبك ، المبلغ الذي بعتك به ليس زهيداً ، انه مبلغ كبير جداً وسأستطيع اجراء العملية من اجل خالك الآن ، لقد عانى كثيراً وحان الوقت ليستريح ، ولابد من ان يعاني احدنا من اجله،

ثم تركها ورحل وهو يقول بحزم وغضب

جد لورين بغصة حزن : استعدي فحسب ،

يتبع

الفصل الاول الجزء الثاني

رحل جدها من المنزل تاركاً لورين في دوامة لا تعلم كيف دخلت اليها وكيف ستخرج منها فلم يكن بوسعها سوى ان تذهب الى غرفتها وتغلق الباب على نفسها وتلقي بنفسها على سريرها حيث اجهشت بالبكاء بمرارة
بكت لورين كثيراً
بكت طويلا ً حتى ان انفاسها لم تعد تصل الى رئتيها
لقد صدمت صدمات متتالية في لحظة واحدة
جدها اللطيف الرحيم تغير فجأة ليقوم ببيعها لرجل ما حتى انها لا تعرفه ولا تعرف اسمه
لا تعرف من يكون والى اين سيأخذها
ولماذا تخلت عنها والدتها هكذا فجأة؟
على الرغم من انها تخلت عنها في البداية حيث تركتها في منزل جديها لتذهب وتتزوج وتكمل حياتها
لم تجد لورين بأساً في ان تتركها والدتها في منزل جديها حيث لا تأتي لزيارتها الا بعد اشهر طويلة
ولكنها كانت سعيدة لأنها مازالت على الرغم من كل شئ بين اسرتها
ولكن
ان يكون بيعها هيناً على والدتها! كانت تلك هي الصاعقه
قُرع باب غرفة لورين ثم دخلت جدتها وهي تواري دموعها جلست على حافة سرير لورين ونادتها بحنان وعطف
قامت لورين عن الارض وضمت جدتها بقوة واخذت تبكي بحرقة على صدرها
اخذت جدتها تمسد على شعرها وتربت على كتفها بحنان حتى توقفت عن البكاء واصبحت تدمع دون صوت

لورين : لماذا فعل ذلك جدي يا جدتي ؟ ما هو الشئ الذي فعلته له؟

جدة لورين تبكي : لا بأس يا عزيزتي انظري للامر من الناحية الايجابيه ،

لورين : لا إيجابيات في الامر يا جدتي ، ارجوكِ ، اخبريه ان لا يفعل بي ذلك، اريد البقاء هنا ، لا اريد الرحيل ،

جدة لورين : لن يستطيع جدك التراجع الآن ، لقد استلم المال وقد سُجلتِ بإسم الرجل الذي اشتراكِ ، لقد اصبحت ملكه ، ولكن انظري للأمر بإجابيه ، سترتدين ثياباً جديدة ونظيفة دوماً وتتناولن طعاماً كثيراً ولذيذاً وستدرسين لتحققي احلامك ، وستعيشين بالمدينة الكبيرة حيث توجد السيارات السريعة والمباني العملاقه، لقد عشت طوال حياتك حبيسة كوخنا هذا وقد حان الوقت لتري العالم كيف يبدو ،

لورين تبكي : لا اريد ، اريد البقاء فحسب ،

جدة لورين : ربما تجدين والدك هناك ، ربما تتعرفين عليه صدفه ، ربما تتغير حياتك ،

لورين بتعجب : مالذي تعنينه ؟

جدة لورين : عندما رحلت والدتك الى المدينه لتدرس عادت الينا وهي تحملك بين يديها ، اذا والدك في المدينه ، ربما كان هناك ينتظر والدتك وينتظرك،

لورين : الا تعرفه والدتي ؟

جدة لورين : لا اعلم ولكن والدتك لم ترغب بالتحدث عنه يوماً، ولكنني اؤمن بأنه مازال هناك ، لابد من انه رجل يشبهك الى حد كبير ، لابد من انه رجل وسيم ولطيف مثلك تماماً،

ابتسمت لورين بأمل
فلأول مرة في حياتها يحدثها احدهم عن والدها
قامت لورين من مكانها وغسلت وجهها وهذبت شعرها وخرجت مع جدتها من غرفتها واخذت تنتظر عودة جدها
كانت لورين تصدق جدتها في كل شئ
وقد كانت ابسط الكلمات تملأها بالأمل والسعاده
كانت مازالت تشعر بالحزن ولكنها فضلت التفكير بالجميع بدلا ً من التفكير بنفسها
فقد اقنعت نفسها بأن حاجة عائلتها لبيعها لها الاولوية
فبتلك الطريقة ستساعد خالها لإجراء عملية نقل الكبد الذي كان بحاجتها وتساعد جديها بأن يوفرا الكثير من المال من اجل حاجاتهم الشخصية
وايضاً
ربما بالفعل تجد والدها على الرغم من ان احتمال نجاحها بإجاده كان ضئيلا ًجداً
عاد جدها بعد ساعة تقريباً ليصطحبها الى مكان ما تجهله
لم تعد تريد طرح الاسئله ولم تعد تبالي مالذي قد يفعله بها
سار امامها وتبعته دون ان تنطق بحرف بينما لم تشأ النظر الى عيني ذلك الرجل الذي لاطالما اعتبرته والداً لها
اخذها بجراره الذي يستخدمه للحراثة حتى محطة القطار
ولأول مرة ترى لورين هذا الكم من الناس المجتمعين
كانت واقفة الى جوار جدها لا تحمل شيئاً بين يديها حيث ابت ان تأخذ عود قش من منزل جدها،
واخيراً وبعد انتظار دام لدقائق حيث بدأت لورين تشعر بالملل قال جدها بصوت هادئ

جد لورين : لقد اتى ، احسني التصرف ،

عندما رفعت لورين عيناها ونظرت الى الرجل الذي كان يتوجه جدها نحوه رأت رجلا ً طويلا ًورشيقاً هادئ الملامح يبدو وكأنه في بدايات الاربعين من عمره
كان اللطف بادٍ على وجهه على الرغم من انه يرتدي زياً عسكرياً
اقترب جدها منه وقال يحييه

جد لورين : مرحباً يا سيد جورج،

ثم بدآ بالتحدث بصوت منخفض فلم تستطع لورين سماعهما،
وبعد ان انتهيا من التحدث نادى جد لورين عليها فأقتربت منه بصمت
صافح جدها السيد جورج ثم تركها معه وغادر متجهاً الى جراره
اغرورقت عينا لورين بالدموع ولكنها ابت ان تبكي وحاولت امساك نفسها وكبت مشاعرها
لقد تحطمت احلام وآمال تلك الصغيره كثيراً
واخيراً سمعت لورين صوت السيد جورج الهادئ عندما قال لها وهو يسير امامها

جورج : اتبعيني ، سينطلق القطار خلال دقائق،

سارت لورين خلفه تجر اقدامها مرغمة ، ولكنه توقف فجأة فأصطدمت بظهره
اشتعلت خجلا ً وقالت بإحراج

لورين : انا اسفه ،

جورج بلطف : لا بأس ، الا تحملين اية حقائب؟

لورين بصوت مكسور : كلا، لا املك شيئاً ،

قالت لورين ذلك لأنها كانت تشعر بعدم الانتماء ولم تعد تشعر بأنها تستحق امتلاك اي شئ
صعدا الى القطار
سار السيد جورج وسارت خلفه حتى وصلا الى مقعديهما
توقف السيد جورج واشار لها على المكان الذي يفترض بها ان تجلس فيه
جلست لورين على المقعد المقابل للسيد جورج
اكتفت بالصمت واخذت تحدق في قدميها بخجل
كانت تلك هي مرتها الاولى التي تركب فيها قطاراً
لم تكن تعلم من يكون السيد جورج هذا او الى اين سيأخذها لم تكن تعرف شيئاً
ساد الصمت لدقائق قبل ان يقطعه صوت السيد جورج قائلا ً بلطف

جورج : كم تبلغين من العمر يا لورين؟

لورين بخجل : سأبلغ الثامنة عشر قريباً،

جورج : جسدكِ غير ملائم لعمركِ ، انتِ نحيلة جداً ، هل تأكلين جيداً ؟

لورين : اجل انا آكل جيداً ، آكل كثيراً ،

ثم قالت بصوت منخفض لا يسمع

لورين تهمس : لذلك باعني جدي ،

صمت جورج قليلا ً حيث كان يشعر انها تشعر ببعض الخوف والغربه
اراد ان يشعرها ببعض الإرتياح فقرر فتح مجالٍ للحديث بينهما

جورج : هل درستِ؟

لورين : اجل ، لقد انتهيت العام الفائت ،

جورج : لقد اخبرني جدكِ انكِ ذكية جداً ومتفوقه ،

لورين بخجل : اجل

علمت لورين ان هذا الرجل قام بشراءها منذ وقت ،
اكتفت بالصمت ولم تنطق بحرف

جورج : هل تعرفينني ؟ هل تعلمين لماذا انتِ معي؟

لقد لمس الجرح تماماً
لورين تسير دون ادراك بما يجري حولها وقد كان ذلك اكثر ما يمزقها

لورين بصوت مكسور : لقد اشتريتني ، وانا الآن … زوجتك ،

يتبع

الفصل الاول الجزء الثالث

ولكنها وما ان نطقت بالكلمه الاخيره حتى انفجر السيد جورج ضاحكاً دون توقف
تعجبت لورين كثيراً فمالذي يجعله يضحك هكذا؟
لم تقل لورين شيئاً مضحكاً ولم تلقِ دعابة!
توقف عن الضحك ولكن الابتسامة كانت كبيرة جداً على وجهه
قال لها بلطف وبصوت ضاحك

جورج : لست زوجك ؟

تعجبت لورين كثيراً ولكنها شعرت ببعض الإرتياح وقالت له بخجل

لورين : مالذي تعنيه ؟

جورج : انا والده ، لقد اشتريتك لتكوني هديته في عيد مولده ، ولكنني اعدك بأننا جميعاً سنعاملك كزوجته ، ولكي اكون صريحاً معك فأنا لا اضمن لكِ الطريقة التي سيعاملك بها ، ولكننا جميعنا سنحبك كثيراً ،

لورين : انا ، هديه ؟

جورج : في الواقع انا اريدك لغرض اكبر من ان تكوني مجرد هديه ، في مدينتنا لا وجود لذوي العيون او الشعور الملونه، وقد بحثت كثيراً حتى دلني احدهم عليكِ ، كنت ِ الشقراء الوحيدة في قريتك ، انت نادرة جداً ، انتِ جميله ولا اظن ان ابني سيرفضك ، في الواقع اتمنى ذلك ،

لورين : مالذي تعنيه يا سيدي ؟

جورج : ما اعنيه هو انني اريد منك ان تسدي الي خدمة ، اطلب منك ذلك ليس كوني سيدك او شخصاً ابتاعك ، اطلب منك ذلك بصفتي والداً ،

لورين : ماهي؟

جورج : في الواقع لقد طرأ تغير مفاجئ وملحوظ على ابني روجر منذ عامين تقريباً كان لطيفاً ومهذباً وودوداً، ولكنه تغير فجأة الى شخص عصبي غير مبالٍ منعزل وقليل الكلام، ربما كان هناك امر ما يزعجه ، اريدك ان تحاولي التقرب منه ومعرفة الامر ، الامر لا يشبه الجاسوسيه او ما شابه ذلك ، اعتبري نفسك طبيبته ، وحاولي ملاحظة ادق التفاصيل التي قد لا تكون ملفتةً الى ذلك الحد،

لورين : ماذا لو لم يتقبلني ؟ ماذا لو لم يثق بي ؟

جورج : حاولي التقرب منه ، اعطه ما يريد ، لا تكوني خجولة او متردده، وفي المقابل سأعطيك ما تريدين ، اعتبري الامر صفقة ان اردتي ، واطلبي مني اي شئ في المقابل وسأنفذه ، اعدك ، روجر الآن في الرابعة والعشرون من عمره ، انه شاب ذكي وقوي ، وبصفتي والده فأنا اعلم تماماً ان روجر بحاجة الى شخص ما يشاركه طعامه وشرابه وحديثه ….. وسريره ،

اشتعلت خدا لورين كثيراً ولكنها لم تعلق على كلمات السيد جورج

جورج : والآن ، هلا وعدتني ؟

لورين : كلا لن اعدك ، انا فقط سأحاول ،

ابتسم السيد جورج بسعادة وطلب لها بعض الطعام والشراب بعد ان سمع صوت بطنها الذي اخذ يزقزق من شدة الجوع
كانت لورين تنظر الى الاراضي والمدن والحقول من النافذه
انها المرة الاولى التي تغادر فيها بستان جدها
انها المرة الاولى التي ترى فيها العالم واشكال الحياة
كان جورج يتحدث معها كثيراً كي يطمئنها ويشعرها بالإنتماء اكثر
كانا متجهين الى مدينة بعيدة جداً عن قريتها حتى انها لم تكن تعي انها مسافره ولكنها كانت سعيدة بالذي كانت تشاهده من النافذه
كان السيد جورج لطيفاً جداً معها حيث عرفها بنفسه واخذ يخبرها عن كل شخص في منزله
واخيراً وبعد ساعات من السفر وصلا الى حيث مدينة السيد جورج
توقف القطار ونزلت لورين برفقة السيد جورج الذي كانت تشعر بإنجذاب نحوه حيث كان يبدي لها حنان الاب
كان السيد جورج وعلى الرغم من انه في الثانيه والاربعون من عمره يبدو كشاب لم يتجاوز الثلاثين بعد
كان ذا شعر اسود كثيف وعينان حالكتا السواد
اوقفا سيارة اجرة بعد ان ارتجلا من القطار وتوجها نحو منزل السيد جورج
كانت لورين تتلفت حولها وتنظر الى المباني العملاقه والسيارات المسرعة وثياب المارة الغريبه
كلها اشياء تراها لأول مره
ولسبب ما كانت تشعر بالخوف والغربة فبدأت تبكي بسبب خوفها من صخب المدينة الذي لم تعتده
لورين معتادة على الارياف والهدوء والمناظر الخضراء والحيوانات والنباتات
لم تكن معتادة على رؤية العمائر واشكال التكنولوجيا وصخب الاماكن والزحام
واخيراً وصلا الى مكان بدا لها اكثر هدوءً حيث منزل السيد جورج
وصلا الى ارض لها مدخل كبير علقت عليه لافتة كتب فيها ( ارض عشيرة ريڤين )
كان الجميع هناك ذوي شعور وعيون سوداء
لا وجود لأي شخص سوى لورين يمتلك شعر اشقر وعينان ملونتان
تعجبت لورين من ذلك كثيراً ولكنها كتمته في داخلها
المنازل والشوارع والسيارات داخل تلك الحدود كانت مترفة جداً مترفة بطريقة غير اعتياديه
وصلوا الى منزل كبير جداً من بين تلك المنازل
ارتجل السيد جورج من سيارة الاجرة وارتجلت لورين معه
توجه السيد جورج الى داخل ذلك المنزل بينما تبعته لورين بصمت
وما ان دخلا حتى رحبت بهما سيدة جميله جداً كانت زوجة السيد جورج
حتى تلك السيده كانت ذات شعر وعينان سوداوتان

يتبع

الفصل الاول الجزء الرابع

غابرييل : عزيزي هل هذه هي الدميه؟

جورج : اجل

لورين تهمس : دميه؟

غابرييل : انها جميله جداً، ولكن ثيابها باليه وقديمه ، تعالي يا عزيزتي ،

ذهبت لورين مع تلك السيده حيث اخذتها الى الحمام وساعدتها على خلع ملابسها بينما كانت لورين تشتعل خجلا ً
قامت بغسلها بالماء الدافي ثم بالحليب ثم بماء الورد
البستها ثوباً نظيفاً جداً وانيقاً
بدا جميلا ً عليها حيث كان يلائم بشرتها الناعمه وشعرها المائل الى البياض
عكست عينا لورين لون الثوب كعادتها
عينان اشبه بالمرءآة
قامت زوجة السيد جورج بتصفيف شعر لورين ورش بعض العطر على جسدها
في الواقع
الكثير من العطر
على عكس ما اعتادت لورين
رُش عليها ذلك العطر بتبذير
كانت لورين تتسائل ان كانت تلك العائلة ثرية جداً الى تلك الدرجه
البستها السيدة الجميله حذاءً وشريطة شعر
تحدثتا طويلا ً وتعرفتا على بعضيهما حتى اقترب الغروب
اخذتها تلك السيدة واوقفتها امام باب احدا الغرف ثم ذهبت هي وزوجها جورج الى غرفة نومهما
لم تمضِ بضع دقائق حتى فتح باب المنزل ودخل منه شاب طويل وذا جسد مفتول العضلات
له شعر اسود داكن وعينان باهتتان لا تميلان لا للزرقه ولا للسواد
كان يحمل حقيبة رياضية على كتفه وقد كان متعرقاً جداً
بدا وكأنه كان عائداً من نادٍ رياضي للتو
عندما اغلق الباب واستدار متجهاً الى غرفته
رأى لورين تقف امامه بينما كانت تنظر اليه بخدان مشتعلتان وجسد يرتعد بتوتر
اخذ يرمقها بنظرات متعجرفة وباردة جداً حيث بدأت تبتلع لعابها بخوف
وبعد ان تأملها طويلا ً اشاح بوجهه عنها وصاح بصوت مرتفع منادياً والدته

روجر : امي، امي ،

هرعت اليه والدته لتجيبه والابتسامة تشق وجهها

غابرييل : مالامر يا عزيزي ؟

روجر ببرود : من هذه ؟

غابرييل : انها دميتك ، لقد احضرها لك والدك كهدية لعيد مولدك ،

روجر بغضب : لا اريدها ،

غابرييل : ولكنها هديتك من والدك ، والهدية لا تباع ولا ترد ،

روجر : من الذي طلب منكما ان تهدياني فتاة؟ انا لا اريدها ،

غابرييل : روجر عزيزي انت تمتلك كل شئ ، لديك سيارة ومنزل وكل شئ ولا ينقصك شئ ، وقد كانت الهدية الوحيدة التي وجدنا انها تناسبك ،

روجر : اعيداها الى منزلها ، لست بحاجة الى دميه، انا سعيد هكذا ،

كانت لورين تشعر بالتعجب من كونهم جميعاً يطلقون عليها اسم (الدميه)
كانت تنظر الى روجر ووالدته منتظرة نتيجة هذا النقاش الذي كان يدور حولها ولكنها لا تستطيع المشاركة به
واخيراً اتى السيد جورج من الداخل بعد ان اغتسل وبدل ثيابه

جورج : مابال اصواتكما مرتفعة الى هذه الدرجه ؟

روجر بهدوء : لا اريد هذه الدميه ،

جورج : لا بأس ، خذها والقِ بها في سلة المهملات ،

شعرت لورين بأن كل شئ كان يحدث في تلك الاثناء يمزقها فوق تمزقها

روجر : مالذي تعنيه ؟

جورج : هذه الفتاة لا تملك منزلا ً او عائله ، وقد احضرتها لك من مكان بعيد جداً ، ان لم تكن تريدها القها على الرصيف ببساطة ، سيلتقطها احدهم ، لا بأس ،

وبعد ان انتهى السيد جورج من كلامه امسك بيد زوجته وغادرا المنزل وتركا لورين وروجر وحدهما
التفت روجر الى لورين والغضب بادٍ على وجهه وقال لها بلهجة قاسيه

روجر : من اين اتى بكِ والدي ؟

لورين بخوف : من القريه ،

روجر : اي قريه ؟ مأسمها ؟

لورين بتوتر : لا … لا اعلم ،

روجر : حمقاء ، هل تعيشين في مكان لا تعرفين حتى اسمه ؟ ،

اغرورقت عيناها بالدموع وقالت بصوت حزين جداً

لورين بصوت منخفض : لم اعد اعرف شيئاً ، لم اعد اعي اي شئ،

القى روجر الحقيبة التي كان يحملها على كتفه بغضب على الارض فسقطت الى جوار قدمي لورين ثم اشاح بوجهه عنها وغادر المنزل وتركها وحدها
جلست لورين على الارض واخذت تبكي بحرقة حيث كانت تشعر بألم لا يضاهيه الم بسبب كل ما حدث لها اليوم
واخيراً تعبت من البكاء ونامت مكانها على الارض
عاد روجر في المساء وفتح باب المنزل ودخل وعندما التفت اليها رآها نائمة على الارض الباردة تلملم نفسها بسبب البرد والتعب
اخرج مفتاحه من جيبه وفتح باب غرفته بهدوء
حملها ودخل بها الى غرفته المظلمه ووضعها على سريره الكبير بلطف
اغلق باب الغرفة ثم اقفله بالمفتاح ووضع المفتاح على المنضدة
وقف الى جوار السرير واخذ يتأمل لورين طويلا ً
واخيراً تنهد مهدئاً نفسه وبدأ بخلع سترته حيث لم يبعد عينيه عن لورين ابداً
ارتدى ثياب النوم خاصته واستلقى الى جوارها على سريره واخذ يتأمل وجهها الرقيق البرئ بصمت"

يتبع

بقلم : Queen Marilyn

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.