فتحت عيناها الواسعتان لتنطلق منها أشعة النشاط والأمل مصافحة خيوط الشمس الفضية التي تصلها من تلك النافذة الصغيرة المليئة بالثقوب ، وبحركة سريعة ركلت بطانيتها وذهبت على عجل لتنظيف فمها وغسل وجهها البدري ، وبعدما أنهت ذلك نظرت إلى نفسها في المرآة ثم تبسمت قائلة :
– سارة … قلبك الثاني متلهف لرؤيتك .. فلاتتأخري
وخرجت بعدها مهرولة تمسك لوحة خشب صغيرة بيدها وما إن كادت تخرج من الباب حتى سمعت صراخ والدتها :
– سارة حبيبتي .. فطارك جاهز .
فهرولت نحو أمها وقالت لها وهي تركض واقفة :
– أمي تكاد تفوتني الحصة الأولى فقد تأخرت اليوم
وطبعت بعدها قبلتين على وجنتي أمها قائلة :
– إلى اللقاء
وبعد أن خرجت ابتسمت الأم متمتمة :
– من بين كل البشر اختار القمر وجهك لينام فيه كل صباح ، حتى إذا جاء الليل استفاق من غفوته ليتوسط السماء ، فيملئها بالنور والضياء .
إيهٍ … لكأنه يقتبس من نور وجهكِ نورا …
ثم ضحكت وقالت : ما الذي أهذي به …!!
وفي غرفة الصف وحين كان الجميع يدرسون كانت سارة خارج الغرفة تنظر إلى شرح المعلمة (إيمي) من إحدى نافذات الصف ، فلم يكن يسمح لها بالدخول لأنها يتيمة وليس لديها المال الذي يسد نفقات الدراسة ، لكن سارة لم تبال بكل ذلك وبقيت تتعلم من خارج الصف برغم توبيخ الأستاذة إيمي لها كل يوم زاعمة أنها تشتت إنتباه الطلبة .
وبينما كانت سارة منهمكة بكتابة الدرس رمتها المعلمة بطبشور السبورة على رأسها صارخة :
– سارة ابتعدي من هنا أيتها الطفلة الحمقاء .
فأخفضت سارة رأسها تحت النافذة تدلك بأناملها رأسها وهي تقول :
– آآآي … مؤلم … أكرهك أستاذة إيمي لأنك تحاولين إبعادي عن قلبي الثاني .
هنيهه … وسمعت الأستاذة تسأل الطلبة سؤلا وحين لم يجب أحد ، رفعت رأسها وأجابت بحماس الطفولة ….!
لتشتاط إيمي غضبا وتخرج من الصف وهي تسير نحوها قاصدة ضربها ، ولكن سارة ركضت بسرعة مبتعدة عن المدرسة … فلازالت تذكر لسعات المسطر على يدها في المرة الأولى ، كانت تركض في بادئ الأمر والضحكات الصغيرة تسابقها ويد الهواء تمشط شعرها الناعم باتقان ، ثم سرعان ماتراكمت الغيوم السوداء في قلبها ليهطل المطر من عينيها كالسيل العرم .
جلست تبكي وحيدة وهي تقول :
– كيف لي أن أحيا بدون قلبي الثاني …كيف ؟!!
يتبع … )
لقد كان الزي المدرسي الذي لطالما كانت تحلم بارتدائه … فمدت يدها عبثا تجاهه ودموع الفرحة تتراقص في وجهها ثم …. غابت عن الوعي .
علمت بعدها سارة أن والدها اختفى فجأة في رحلة سفره الأخيرة حيث تم اعتقاله بتهمة كاذبة أدخل بسببها السجن لمدة سبع سنوات….
وحين لم تعرف والدتها عنه شيئا وكانت تحرقها شمس الإشتياق يوميا ، ويغرقها بحر الفراق واللوعة ، أخبرت طفلتها أن والدها قد توفي … حتى لايجلد قلبها الصغير سوط الشوق …والحب … والإنتظار .
( من أريجي )
موضوعك اكثر من رائع ،،،
ابدعتى ،، دام ابداعك ،،
تم التقييم + التثبيت
~ بانتظار جديدك ~
– مشرفة_القصص_والروايات
،، سندريلا ،،
ولكن ما سأقوله الان هو :أنتي عنوان الابداع وبلا منازع
دمتي ودام قلمك
أختك رهينة الذكرى
سرني مرورك سندريلا
لكأنني أسمع طقطقة حذائك البلوري على أرض المنتدى
ولكأني أرى عينيك الواسعتين قد غمرت حروفي بنظرة حانية
دمتِ بصحة وعافية .
غاليتي لاأعلم أي قلم سيبدأ بوصف إبداعتك التي في كل مره تشوقني لقراءة المزيد من عبق أريجك الدائم …
ولكن ما سأقوله الان هو :أنتي عنوان الابداع وبلا منازع دمتي ودام قلمك أختك رهينة الذكرى |
حبيبتي الغالية ( رهينة الذكرى ) ، سرني مرورك وأسرتني كلماتك ، لكأنك تستخدمين طريقة سحرية للتأثير على قلبي…!!
أخشى أن أصبح يوما رهينة كلماتك !
أشكرك على تاج ثنائك المرصع بالجواهر
دمتِ لي أختا و دمتُ لكِ محبة .