تخطى إلى المحتوى

سجين في العزلة قصة حقيقية 2024.

سجين في العزلة

خليجية

بدا رجلاً ضعيفاً هزيلاً…وقف بلا قوة ,وقد اكلت الرطوبة عظمه ولم يعد كسابق عهده ……بخطوات متكسرة سار باتجاه الشباك الصغير ونظر بعيناه وقد امتلئت بالدموع ….كان بداخل سجن كبير في غرفة اشبه بزنزانه محكوم عشرين سنه.
ممزوجة تلك العينان بحزن وبأس وأسى ….ودقات قلب مكسور ملأت السجن ضجة .
سالت دمعه على وجنتيه المجعدة …وظهرت علامات على وجهه الحزين لتقص وتحكي قصصا وحكايات حزينة.من ذلك الشباك الصغير نظر الى الحقل الكبير الممتد بلا نهاية…نظر الى الغابة الخضراء المليئه حياة …نظر الى الجدول الطويل المتداخل بين المروج ….نظر الى العصافير المحلقه بالسماء بفرح وسعادة….الى الشمس وقت غروبها ورأى الموت باللون الاحمر والغيوم قد خطفت الشمس والارض إبتلعتها …
أزاح وجهه بإتجاه الغابة وكان الخريف في بدايته القوية.
*يومان فقط واكون خارج هذه الجدران الصماء ..هذا ما قاله لي الحارس ..لقد توقفت عن العد الايام منذ زمن طويل .قال في نفسه.واضاف *لقد ظلمت كل تلك السنوات .انا لم اسرق ولم ارتكب أي جرم .لكن لا احد يصدقني ,فكل الادله كانت ضدي .انا هنا كل هذا الوقت بالخطأ…آه كل هذه السنين ذهب عمري فيها هباء …وماذا الان ؟..انا لا استطيع ان افعل أي شيء …لم اتوقف عن التفكير بذلك يوما ولا حتى لحظة ..ولاي شيء ساخرج ؟فقط لابنتي التي لا اعرف عنها أي شيء ..زوجتي توفيت بعد ان طلبت الطلاق وحصلت عليه …اين انت يا ابنتي العزيزة ابنتي التي لم اتعرف عليها بما فيه الكفايه فقد كانت رضيعه صغيرة لا تفهم شيء من الحياة آه يا ويلي اين انت يا ابنتي الصغيره ؟لماذا سيطلق سراحي ؟لا يوجد مكان اذهب اليه فاكيد كل شيء تغير بالخارج .
افاق فجأة من تفكيره على صوت الحارس ممسكا بيده مغلف التسريح
*حظا سعيدا .مبروك هذا هو قرار إخلاء سبيلك انت الان فقط تستطيع ان ترى العالم .ماذا الست سعيدا ؟لكنك بعد يومين ستكون خارج هذه الجدران .حظا موفقا .
لم ينطق السجين باي كلمه اخذ المغلف بهدوء ووضعه على الطاوله الصغيره .
خرج الحارس واغلق الباب ورائه ,وعاد السجين لشباك غرفته الصغير الذي كان ملجأه وقال في نفسه*انا لا استطيع ان اعطي أي اجابه انا سعيد ولكنني خائف من العالم اخارجي لا اعتقد انني سأتدبر اموري كما يجب مع المجتمع ومع العمل ومع كل شيء ولكن ابنتي فقط لاجلها اريد ان اكون خارج هذا السجن .
بدأالليل يخيم على عتمات السجن ليزيد من عتماته عتمات .لقد انغلق في غرفته لا يريد ان يرى أي سجين آخر لا يريد ان يخرج للساحة فكل الوقت في هذه الغرفه حتى حفظ كل انش فيها .

كانت الجدران زرقاء قديمة قذرة ومصباح معلق في السقف …ومن الجهه اليمنى سريره الذي لم تغير شراشفه منذ زمن والمرايض بلا باب ومن الجهه اليسرى طاوله صغير متروك عليها بعض الاوراق وكرسي بلا ظهر وبزاوية قريبة تقف خزانه ببابين ..
راقب سواد الليل وظلامه ومعطف اسود مرصع بالنجوم البراقه.
*هل تسمعينني ايتها السماء ؟اريد ان اضمك .اريد ان امسك هذه النجوم بيدي عندما اكون خارج السجن المظلم .قال في نفسه .لقد تأقلم في هذا الوضع ..وانعزل عن العالم ومات الامل عنده منذ ازل طويل .
ذهب الى الخزانه مسرعا وامسك القميص والبنطال او ملابسه التي كان يلبسها بداية سجنه
*لقد مر وقت طويل لم البس ملابس محترمة وجميله .فكر في نفسه.
وبدأ ينفض الغبار عن الملابس ويوضبها وأمسكها وبدأ شريط الذكريات يمر من امامه وعاد الى الحدث الذي حدث قبل عدة سنوات .
قبل عشرون سنة كان يعمل هذا السجين في شركة .وكان مدير الحسابات .وفي يوم من الايام اكتشف تزوير بالحسابات لكنه لا يعرف مصدرها .وذهب الى المدير العام وعقد جلسه ولكن المدير العام كان خائف على نفسه من الضرائب ومن هذا الرجل لانه هو من قام بذلك التزوير كان السجين يتمتع باحترام الكل ومعروف بامانته لعمله ولزوجته التي احبها من اول نظرة وتعرف عليها في الشركه .كل الذين عرفوه احبوه واحترموه على نقاء قلبه ولامانته .في يوم الجلسه طلب منه المدير ان لا يخبر احدا وسيعطيه مبلغا من المال وسيضمن له وظيفه اعلى من التي يمسكها .لكنه لم يرضى بهذه الرشوة وقرر ان يخبر الجهات المختصه لكن المدير قد اعد له خطه قضت على مستقبله تماما وكان كل الشهود ضدة والادله كذلك .لم يكن له سوابق من قبل الكل يعرف انه انسان امين وشريف .
كان تلك الليله مع اسرته زوجته وطفلته ابنة اربع اشهر يراقبان حركاتها البريئه بحب وحنان .وفجأة سمعا طرقا عنيفا على الباب وذهب الرجل ليرى ما الامر ليفاجأ بالشرطه التي سحبته الى المركز ليبقى في غيابات السجون دون ذنب .كانت التهم انه زور ملفات مهمه واختلس اموال طائله والادهى من ذلك التخطيط للقتل (المدير الذي اكتشف الامر).
لم تترك زوجته بابا الا طرقته ولا محاميا حاذقا الا استشارته ولا أي وسيله الا ما جربتها لكن بلا فائده التهم تلبسه لبسا .وحكم عليه عشرون عاما .
*انا فقدت كل الاحاسيس لم يشعر احد ما بداخلي انفصلت عن باقي السجناء ..امتنعت عن استقبال زيارات زوجتي. اشعر باليأس من الحياة فقط ابنتي هي املي الوحيد.
ذهب الى سريره وجلس وامسك رأسه بكلتا يديه واحنى ظهره وبدأ بالبكاء كما النساء .
كان كل شيء هادئ وساكن السماء مليئه بالنجوم والغيوم ..رياح عنيفه هبت .
ذهب في نوم عميق بعد حرب مع الارق نام بهدوء وعمق حتى الصباح.
استيقظ وتناول وجبة الفطور التي تعود ان يحضرها له الحارس .حارسه الذي رافقه كل تلك السنوات وشكى لبعضهما البعض همومهما من الحياة .تفاجأ الحارس بطلب من السجين ,انه يريد ان يخرج الى الساحة فهذا آخر يوم له هنا في هذا السجن المعزول عن الدنيا والعالم .
خرج الى الساحة وبدأت الانظار تتقاذفه وكل عين من اعين السجناء وصفته وصفا مختلفا .لم يعرفه احد اعتقدوه جديدا لكنه قال لهم*لا انا لست جديدا ربما انا الاقدم هنا لا تنظروا الي هكذا .غدا ساكون خارج هذا السجن .كان يتكلم بحماس مبالغا فيه ,فقد راى فيهم اشباحا وعيونهم تقدح كراهية وشرا .لذلك عاد الى غرفته ولم يحتمل ان يبقى .
مر اليوم …وكل الليل نام بهدوء وكم من الاحلام شاهدها …راى زوجته المطلقه …وراى طفلته انه فقط يتذكر ملامح طفله ومتاكد من اسمها (ياسمين)… حلم بالحريه وبيوم خروجه وراى ايضا الكوابيس …حلم بالشاطئ حلم بانه التقى بالشمس وذهب باتجاهها وطلب منها ان يذهب معها .سمعته الشمس وقالت له انه عليه الانتظار وقت آخر ..طلب من الغيوم ان تبقى لكن الغيوم لم تسمعه …وطلب من السماء ان يحضنها ,فقط السماء سمعته وقالت انت رجل مسكين وتحتاج الى راحه انا اعرف انك متعب ..هذه الفترة كانت طويله جدا .انا اريد ان اساعدك …لكن تحتاج الى تضحيه .سالها ماذا ؟قالت هذا صعب صعب جدا انت لا تستطيع ان تعطيني انا اعرف ماذا تحتاج انا اشعر… انت تحتاج الى تضحيه .نزل من السماء مطر غزير هرب السجين الى جبل وطلب منه مساعدة لكن الجبل ارتعد …توجه الى القمر ..القمر قال له اذهب الى النجوم ..وذهب الى النجوم وطلب منها اجابه على ما يحدث لكن النجوم اجابته انها لا تعرف شيء وطلبت منه ان يذهب الى الرياح لكي يحصل على اجابه وذهب الى الرياح وطلب منها اجابه قالت له انه الى الان لا يستطيع ان يبقى ..يجب ان يعود الى الوراء .عاد الى الرياح ثم الى القمر والجبل….والشمس .
اشرق الصباح ..والشمس انارت الكون وافاقت الخلائق.. ازهرت الورود ونثرت العبير في الجو وزقزقت العصافير قطرات الندى منعشه ورفرفت الفراشات الناعمه ولعبت مع الازهار وهمست اسرارا مهمه. وفجأه هبت ريح قويه ..لون الحقل الطويل تحول الى احمر ..والغابه الخضراء تحولت الى صفراء ..وكل الاغصان تحطمت ولم تجد السناجب ملجأ تحتمي وهربت من الغابه بيأس وخوف والجدول جف وكانه لم يكن الغيوم سوداء وهطل المطر من السماء الحزينه كأنها تبكي وهربت الحيوانات من الغابه المطر تحول الى طوفان …اختفت الشمس ..واسود العالم واقتلعت الاشجار بعدما اشتدت الرياح …وهربت العصافير والفراشات .
وقف الحارس امام باب الغرفة نادى بصوت عالي وهو يفتح الباب *هيا انهض ما بك اما زلت نائما ؟اليوم يوم حريتك ..انها عشرون سنه .ماذا ؟انت لم تجهز نفسك بعد؟؟؟
وذهب اليه ليوكزه ويهزه لكن دون جدوى …انه ميت……..خليجية
ما رأيكن عزيزاتي بالقصه بايخه صح؟؟؟؟هههههههههههههههههههدخليجية
قصة جد حزينة
ليش ماحطيتيلها نهاية سعيدة خليجيةخليجيةخليجيةخليجية
لامو بايخة كثير حلوة الك خيال واسع ماشاء اللهخليجية
شكرا عزيزتي خليجية
الادب والقصة من اولى اهتماماتى
قصتك حلوه
اهلا بك يا سهى ان شاء الله راح تستمتعي بالقصص والروايات اللي في المنتدىخليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.