يحكى بإن رجلاً سفيهاً كان يصطاد الحيوانات ،ويضعها في زريبة يجوب بها شوارع المدينة، فمر ذات مرة بامرآة في الطريق فسألها:
ما رأيكِ بعملي؟
فردت: قذر وعملك أقذر
فكانت ردة فعله بان قتلها على الفور، ثم مر بامرآة أخرى فسألها:
ما رأيك بعملي؟
فردت ساخرة: ماهذه الزريبة القذرة، لم أرى أقذر منها
وكانت ردة فعله بان قتلها هي الأخرى
ثم مر بامرأة ثالثة ، وسألها نفس السؤال
فكان ردها: عمل جميل، وما أجمل هذه الزريبة
قالت ذلك خوفاً من بطشه كما فعل بالمرآتين السابقتين
فكأفها بطبق ملئ ذهباً وتركها في حال سبيلها فنجت بذكائها الشديد.
قال الشاعر:
إذا نطق الســــــفيه فلا تجبه ***** فخير من إجــابـتـه الســــــــكوت
فـــإن كــلّــمـتـه فــرّجت عنه ***** و إن خــلّــيــتــه كــمــداً يــمـوت
قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم .. إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف .. وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
فـــإن كــلّــمـتـه فــرّجت عنه ***** و إن خــلّــيــتــه كــمــداً يــمـوت
