نسمع كل يوم عن حوادث اختطاف الأطفال أو التحرش الجنسي بهم وخاصة في المدن الكبيرة، وهذا يسبب القلق الكبير للأمهات والإباء.
ويبدوا للأسف أن ماتعودنا عليه في الماضي من اللعب في الخارج والذهاب لشراء الحلوى من المحل في أخر الشارع أصبح من المحرمات على الأطفال هذه الأيام وذلك حرصا وخوفا عليهم .
ولكن يحب أن لا يتحول خوفنا على أطفالنا إلى رعب ووسواس.
فكما أن لنا دور في حماية أطفالنا لابد أن يكون لهم أيضا دور في حماية أنفسهم وذلك بتعليمهم كيف يتعاملوا مع الغرباء أو في المواقف الخطرة عليهم إذا كانوا وحدهم في وقت ما .
فإذا اتفقنا على أن الخطوة الأولى هي تعويد الطفل على الحذر وحسن التصرف فالسؤال المطروح الآن هو كيف ؟!
الخطوة الأساسية هي أن تتحدثي مع طفلك بلغة بسيطة سهلة الفهم حتى يستوعب الأمر ولا يصاب بالحيرة أو الفزع ، والطريقة المثلى لذلك أن تفكر الأم جيدا وتختار كلماتها بعناية فمجرد القول للطفل أن يبتعد عن الغرباء لن يعني له ذلك شيء، بل يجب أن نوضح له من هو الغريب .
ففي تحقيق تلفزيوني لأحد البرامج الأمريكية اختارت المذيعة عينه عشوائية من الأطفال وسألتهم أن يصفوا لها الرجل الغريب الذي يجب أن يحذروا منه .
فكانت إجابة احدهم انه رجل ضخم بلحية سوداء ونظارة سوداء وقال أخر انه رجل بشع يحمل مسدس.
ولكن المأساة أن معظم مرتكبي حوادث الاختطاف أو الاعتداء هم من الناس العادين اللذين تظهر عليهم ملامح الطيبة والبراءة وأحيانا والعياذ بالله تكون من أشخاص مقربين أو من العائلة .
وعلى الأم الآن إفهام طفلها بطريقة غير مباشرة عن وجوب الحذر من الغرباء عن طريق القصص مثلا.
كأن تحكي لهم قصة الأميرة والأقزام السبعة وكيف أن الشريرة خدعت الأميرة بتنكرها في شخصية امرأة عجوز و إعطاءها التفاحة المسمومة.
ثم سؤال الأطفال في هل كان تصرف الأميرة صحيحا وماذا كان سيفعل لوكان مكانها . وبعد فترى أعيدي القصة واسأليه ماذا سيفعل لو أن شخصا ما أعطاه مال أو حلوى حتى يعرف كيف يتصرف إذا حدث معه هذا الموقف في المستقبل .
وبعدا ذلك تأتي المرحلة التطبيق العملي:
علمي طفلك بأنه ليس من العيب أو قلة الأدب أن لا يرد على أسئلة شخص غريب أو يبتعد عنه إذا شعر بأي شيء غير مريح وان يخبرك مباشرة بذلك
ومع أن ذلك يتنافى أحيانا مع الذوق واللطف وحسن السلوك مع بعض الأشخاص من الأهل أو الأقارب لكن سلامة الطفل أولا
ويجب أن يفهم الطفل بأن تقبيل أي شخص يجب أن لا يكون سرا أو في مكان مغلق وانه ليس من العيب أيضا أن يمتنع من الجلوس في حضن أي شخص رجل أو امرأة وان يخبرك بذلك أيضا وقد يسبب لك بعض الإحراج مع بعض الأقارب عندما يمتنع عن تقبيلهم لكن لا تنهريه وإلا ستختلط عليه الأمور ، أما الأقارب فلابد أن أكثرهم سيتفهمون الوضع إذا شرحني لهم السبب بعيدا عن إسماع الأطفال .
وهناك أيضا مشكلة الأماكن المزدحمة مثل السوق أو الحفلات فمن الأفضل إذا كان الطفل صغير أن يبقى في عربته وان كان يمشي أن تربطه والدته بلجام الأطفال الذي يربط بمساحة كافية بين الطفل ووالدته مع السماح له بالتحرك بحرية وإذا كان اكبر من ذالك يجب أن تتفق الأم مع طفلها في حالة ضياعه يجب أن لا يخرج من المكان الذي ضاع فيه لان خروجه قد يقلل فرص ايجادة وبتالي قد يبتعد أكثر ويتعرض لمشكلات اكبر ، بل يجب أن يذهب لحارس الأمن ويخبره باسمه واسم والدته ومن الأفضل أن يكون معه بطاقة يحملها في جيبه في هذا الأماكن احتياطا يكون بها اسمه ورقم الهاتف الذي يتصلون به في حالت ضياعه .
وختاما:
اعلم أن كل أم تقوم بدورها في حماية أطفالها بكل الوسائل ولكن تعويد الطفل على حماية نفسه يشكل درعا إضافيا لحمايته في حالة وقوع المحذور
حماكم الله وحمى أطفالنا وأطفالكم من كل مكروه
اللهــــــــــــم آمــــــــــــــــين
جزاك الله كل خير