بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
عاقبي ولدكِ… ولكن!
في وقت كان الضرب وسيلة أساسيّة تندرج في خانة "تربية الطفل"، بات اليوم أسلوباً مرفوضاً وغير مجدٍ. نهجٌ لطالما تبناه المعنيون في قاموس التربية، قبل أن يتحوّل اليوم الى عقاب له أصولٌ وشروطٌ يجب تداركها كي نكتسب تربية صالحة لجيل المستقبل.
العقاب، بين الضرورة والتباهي. متى يجب أن نعاقب طفلنا؟ وهل من الممكن أن يكون رجلاً صالحاً في المستقبل وأباً حنوناً من دون
أن يعاقب في طفولته؟
تتفاوت وجهات النظر عن أسلوب العقاب حسب شخصية كلّ طفلٍ. إلا أن ما هو مسلّم فيه أن العقاب لا يجب أن يُطبَّق عشوائياً بل أن يرتبط بأصول تربوية مُجدية في حلّ كل أنواع المشاكل تفادياً لخلق نوع من العقد النفسية التي تؤثر سلباً على صحة الطفل ونموّه. وينصح المتخصصون في هذا الإطار بضرورة وضع بعض المحظورات من قبل الوالدين تهدف الى تدريب الولد كي يلتزم بأدائها.
غالباً ما يكون العقاب الحلّ المناسب للحدّ من المشاغبة والأخطاء، ويعتبر الأسلوب الذي تتعاملين فيه مع ولدك قاعدة رئيسية للنتيجة التربوية المستقبلية. وفي هذا المضمار، يمنع المتخصصون اعتماد الأسلوب السلبي الذي يتجسد في العدوانية لأن النتيجة تأتي كردة فعل عكسية، فيزيد الولد من نسبة المشاغبة والعناد، كما يلجأ الى أسلوب الاستخفاف واللامبالاة، أما الخطورة فتكمن في نشوء شخصية خجولة وضعيفة تخاف من اتخاذ القرارات على المدى البعيد.
ويؤكد علم النفس أن الانتقاد المتكرر من قبل الوالدين، تنتج منه قلة الثقة بالنفس والقلق والشعور بالذنب بشكل دائم. في المقلب الآخر، ولمساعدة الأطفال على السير على الطريق الصحيح، على الأهل استخدام الاسلوب الايجابي في التعاطي معهم من خلال تشجعيهم على الأمور الحياتية فيكتسبون الثقة بالنفس، التسامح والصبر، ناهيك عن التعاطي معهم من خلال مدّه بالأمان والطمأنينة ما يجعله جريئاً وذا شخصية قوية يعرف كيف يوازن الامور باعتدال. فالعقاب بأساليب تربوية صحيحة وبناءة تسمح بإبجاد جو إيجابي يودي بالولد الى نتيجة فعالة تساعد على تقويم سلوكه.
من هذا المنطلق، إليكِ سيّدتي بعض النقاط الرئيسية، التي يجب الالتزام بها لتكوين أسرة ناجحة وجيل صالح في المستقبل، خالٍ من العقد النفسية:
ـ تذكّري أن للعقاب البنّاء نتيجة إيجابية ترضي الأهل، كما تساعد الولد على التزام القوانين. أما العقاب القاسي فيعتبر وسيلة غير مُجدية إذ يؤدي وفق الدراسات المتخصصة الى تصرّف عدائي، وضعف في الثقة بالنفس، عدوانية وحتى قسوة على الناس والأهل.
ـ لا تعاقبي ولدك وأنت في حالة عصبية، خذيه جانباً ولا تحاولي توبيخه أو معاقبته أمام الناس، تذكري أنه صاحب شخصية بعتز بها.
ـ لا تضعفي أمام بكائه فتتراجعين عن قرارك لأن ذلك يخفّف من قيمة سلطتك عليه.
ـ تبني أساليب عقاب متشعبة، كي لا يعتاد الطفل على العقاب المتكرر فيصبح جزءاً منه ويتآخى معه.
ـ تجنبي أن تكوني أنت الجهة الوحيدة التي تفرض العقاب بل يجب أن تتبادلا أنت وزوجك هذا الدور شرط ألا يخطّئ أحدكما الآخر. وبذلك يكون لكل منكما تأثيره بالتساوي وبالتالي لا يبغض الولد أحداً منكما.
سلآآآمي ،، لكم
موضوع رااائع