ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻳﺠﻠﺲ ﻭﺳﻂ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺩﺧﻞ ﺷﺎﺏ ﻳﺘﻴﻢ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
ﻳﺸﻜﻮ ﺇﻟﻴﻪ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﺏ ; ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻮﻡ ﺑﻌﻤﻞ ﺳﻮﺭ
ﺣﻮﻝ ﺑﺴﺘﺎﻧﻲ ﻓﻘﻄﻊ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻧﺨﻠﻪ ﻫﻲ ﻟﺠﺎﺭﻱ
ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺍﻥ ﻳﺘﺮﻛﻬﺎ ﻟﻲ ﻟﻜﻲ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﺍﻟﺴﻮﺭ ،
ﻓﺮﻓﺾ ، ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺇﻥ ﻳﺒﻴﻌﻨﻲ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻓﺮﻓﺾ ;
ﻓﻄﻠﺐ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻥ ﻳﺄﺗﻮﻩ ﺑﺎﻟﺠﺎﺭ
… ﺃﺗﻰ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﻗﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺷﻜﻮﻯ
ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ
ﻓﺼﺪﻕ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺨﻠﻪ ﺍﻭ ﻳﺒﻴﻌﻬﺎ ﻟﻪ ﻓﺮﻓﺾ
ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﻓﺄﻋﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻗﻮﻟﻪ ; ﺑﻊ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺨﻠﻪ ﻭﻟﻚ ﻧﺨﻠﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﻨﻪ ﻳﺴﻴﺮ ﺍﻟﺮﺍﻛﺐ ﻓﻲ ﻇﻠﻬﺎ ﻣﺎﺋﻪ ﻋﺎﻡ ;
ﻓﺬﻫﻞ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺍﻟﻤﻐﺮﻱ ﺟﺪﺍ
ﺟﺪﺍ ﻓﻤﻦ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻟﻪ ﻧﺨﻠﻪ ﻛﻬﺬﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻪ
ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺎﻭﻳﻪ ﻧﺨﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻧﺨﻠﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﻨﻪ
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺭﻓﺾ ﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ ﻃﻤﻌﺎ ﻓﻲ ﻣﺘﺎﻉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻓﺘﺪﺧﻞ ﺍﺣﺪ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﻳﺪﻋﻲ ﺍﺑﺎ ﺍﻟﺪﺣﺪﺍﺡ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ
ﺇﻥ ﺍﺷﺘﺮﻳﺖُ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺨﻠﻪ ﻭﺗﺮﻛﺘﻬﺎ ﻟﻠﺸﺎﺏ ﺃﻟﻲ ﻧﺨﻠﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﻨﻪ ﻳﺎﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ؟
ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻧﻌﻢ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺑﺎ ﺍﻟﺪﺣﺪﺍﺡ ﻟﻠﺮﺟﻞ
ﺃﺗﻌﺮﻑ ﺑﺴﺘﺎﻧﻲ ﻳﺎ ﻫﺬﺍ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ، ﻧﻌﻢ ، ﻓﻤﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﻪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺴﺘﺎﻥ
ﺍﺑﺎ ﺍﻟﺪﺣﺪﺍﺡ ﺫﻭ ﺍﻟﺴﺘﻤﺎﺋﻪ ﻧﺨﻠﻪ ﻭﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﻤﻨﻴﻒ ﻭﺍﻟﺒﺌﺮ
ﺍﻟﻌﺬﺏ ﻭﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻟﺸﺎﻫﻖ ﺣﻮﻟﻪ
ﻓﻜﻞ ﺗﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﻪ ﻳﻄﻤﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﺗﻤﺮ ﺍﺑﺎ ﺍﻟﺪﺣﺪﺍﺡ ﻣﻦ
ﺷﺪﻩ ﺟﻮﺩﺗﻪ
ﻓﻘﺎﻝ ﺁﺑﺎ ﺍﻟﺪﺣﺪﺍﺡ ، ﺑﻌﻨﻲ ﻧﺨﻠﺘﻚ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺑﺴﺘﺎﻧﻲ
ﻭﻗﺼﺮﻱ ﻭﺑﺌﺮﻱ ﻭﺣﺎﺋﻄﻲ
ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻏﻴﺮ ﻣﺼﺪﻕ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻌﻪ
ﺃﻳﻌﻘﻞ ﺍﻥ ﻳﻘﺎﻳﺾ ﺳﺘﻤﺎﺋﺔ ﻧﺨﻠﻪ ﻣﻦ ﻧﺨﻴﻞ ﺍﺑﺎ ﺍﻟﺪﺣﺪﺍﺡ
ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻧﺨﻠﻪ ﻭﺍﺣﺪﻩ ﻓﻴﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﻔﻘﻪ ﻧﺎﺟﺤﻪ ﺑﻜﻞ
ﺍﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ
ﻓﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﻊ
ﻭﺗﻤﺖ ﺍﻟﺒﻴﻌﻪ
ﻓﻨﻈﺮ ﺍﺑﺎ ﺍﻟﺪﺣﺪﺍﺡ ﺍﻟﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻌﻴﺪﺍ ﺳﺎﺋﻼً ; ﺃﻟﻲ
ﻧﺨﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻪ ﻳﺎﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ؟ ;
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ; ﻻ ; ﻓﺒﻬﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﺪﺣﺪﺍﺡ ﻣﻦ ﺭﺩ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ
ﻓﺄﺳﺘﻜﻤﻞ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻗﺎﺋﻼ ﻣﺎ ﻣﻌﻨﺎﻩ ; ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺮﺽ ﻧﺨﻠﻪ
ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻧﺨﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻪ ﻭﺃﻧﺖ ﺯﺍﻳﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ
ﺑﺒﺴﺘﺎﻧﻚ ﻛﻠﻪ ، ﻭﺭﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﻣﻚ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺫﻭ
ﺍﻟﺠﻮﺩ ﺑﺄﻥ ﺟﻌﻞ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻪ ﺑﺴﺎﺗﻴﻦ ﻣﻦ ﻧﺨﻴﻞ
ﺍﻋﺠﺰ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺗﻬﺎ
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ; ﻛﻢ ﻣﻦ ﻣﺪﺍﺡ ﺍﻟﻰ ﺍﺑﺎ ﺍﻟﺪﺣﺪﺍﺡ ;
; ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺡ ﻫﻨﺎ – ﻫﻲ ﺍﻟﻨﺨﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﻘﻠﻪ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻤﺮ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ;
ﻭﻇﻞ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻳﻜﺮﺭ ﺟﻤﻠﺘﻪ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﻟﺪﺭﺟﻪ ﺍﻥ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻪ ﺗﻌﺠﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻨﺨﻴﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺼﻔﻬﺎ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻻﺑﺎ ﺍﻟﺪﺣﺪﺍﺡ
ﻭﺗﻤﻨﻰ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﺎ ﺍﻟﺪﺣﺪﺍﺡ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﺍﺑﺎ ﺍﻟﺪﺣﺪﺍﺡ ﺍﻟﻰ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ، ﺩﻋﺎﻫﺎ ﺍﻟﻲ
ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ
ﻟﻘﺪ ﺑﻌﺖ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﻭﺍﻟﻘﺼﺮ ﻭﺍﻟﺒﺌﺮ ﻭﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ;
ﻓﺘﻬﻠﻠﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺮﻑ ﺧﺒﺮﺓ ﺯﻭﺟﻬﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻩ ﻭﺷﻄﺎﺭﺗﻪ ﻭﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻤﻦ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ; ﻟﻘﺪ ﺑﻌﺘﻬﺎ ﺑﻨﺨﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻪ ﻳﺴﻴﺮ ﺍﻟﺮﺍﻛﺐ
ﻓﻲ ﻇﻠﻬﺎ ﻣﺎﺋﻪ ﻋﺎﻡ
ﻓﺮﺩﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺘﻬﻠﻠﻪ ; ﺭﺑﺢ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﺍﺑﺎ ﺍﻟﺪﺣﺪﺍﺡ – ﺭﺑﺢ
ﺍﻟﺒﻴﻊ ;
ﻓﻤﻦ ﻣﻨﺎ ﻳﻘﺎﻳﺾ ﺩﻧﻴﺎﻩ ﺑﺎﻻﺧﺮﻩ ﻭﻣﻦ ﻣﻨﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪ
ﻟﻠﺘﻔﺮﻳﻂ ﻓﻲ ﺛﺮﻭﺗﻪ ﺍﻭ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﺍﻭ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺠﻨﻪ
ﺍﺭﺟﻮ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺼﻪ ﻋﺒﺮﺓ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﻘﺮﺃﻫﺎ
ششكرا لك
صلى اللّه على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
بارك اللّه فيكِ وجعله في ميزاان حسنااتك
نياله على ربحه
مشكوورة
دمتي في رعآيـــــــــــه الله ~