تخطى إلى المحتوى

علموني العصافير ج2 قصة حقيقية 2024.

علموني العصافير ج2

خليجية

من أفواه العصافير
( 2 )
احتجـــــــــــــاج !!!

… نورة … فتاة في السادسة من عمرها …
وشقيقتها حصة لم تكمل عامها الخامس بعد …
جاءتا تمشيان على تردد لأمهما …
… تكلمت نورة محتجة … وناطقة بالأصالة عن نفسها وبالنيابة عن أختها !!!
قالت :.. أمي ..!! قد سميت سمية باسم أول شهيدة في الإسلام !!
وسميت محمدا باسم الرسول – صلى الله عليه وسلم – واحترت لصهيب اسم الصحابي الكريم … وهو من أهل الجنة !!!!
أجابت الأم مستفسرة مستوضحة : وماذا في ذلك ؟!!
انفجر العتاب من الصغيرتين لأن أمهما لم تع مغزى احتجاجهما وسر غضبهما فتسابقتا في بثه …:
– اسميتيني نورة !!!
– وأنــــا اسميتيني حصة !!!
… ولم تحكي لنا يوما حكاية ولا قصة عن صحابية اسمها نورة أو حصة !!!! فأسماؤنا ليست من أسماء أهل الجنة … أما إخوتنا الباقون فأسماؤهم من أهل الجنة …!!!
عجبت الأم عجبا شديدا لهذه الحساسية التي لم تحسب لها حسابا … واستغربت هذه الذكاء الفطري الغض وهذه الغيرة الحقة … وغالبت دهشتها ومفاجأتها … واحتضنت البنيتين الحبيبتين وقالت :
ومن قال لكما أني لم أختر لكما اسمين جميلين ؟!! واسمين من أسماء أهل الجنة ؟؟!!
: نورة … من النور والبهاء والضياء والإشراق …وقد سميتك باسم أمي الحبيبة – رحمها الله تعالى – .. وأرجو أن تكون من أهل الجنة … فهي مسلمة .. طيبة .. كريمة الخلق واليد .. أصيلة النفس … قد علمتنا الدين والخلق والحياء .. وكل خصال الإسلام … رغم أميتها … لكنها كانت تدين بدين الفطرة الزكية … فأحسبها من أهل الجنة .. وأدعو الله أن نلحق بها وإياها بالأنبياء والشهداء والصالحين .. وحسن أولئك رفيقا …
… وأنت يا حصة … ما أحمل معاني اسمك …. اللؤلؤة الكبيرة … الجميلة المتميزة … هذا من تراث جدك الغواص ..
وهذ اسم جدتك لأبيك – بارك الله في عمرها – ألا ترينها تصلي .. وتصوم .. وهي طيبة الخلق … وكريمة النفس واليد ؟!! وأشد ما تكون حرصا وتحريضا على الخير !!!
ثم … ألا يعجبك والدك !!! هو ثمرة تربية جدتك له بعد توفيق الله وهدايته …
ولعلنا وإياها من أهل الجنة … مع النبيين والصديقين والصالحين
فاسمك يا نورة .. وأنت يا حصة من أجمل الأسماء … وفيه من المعاني الطيبة الخيرة الحلوة … وفيه من صلة الرحم .. وإدخال السرور مالا يخفى عليكما وأنتما الذكيتان …
ألا ترين يا حصة تباهي جدتك باسمها الذي تحملين ؟؟!!
سرت الصغيرتان … وانفرجت أساريرهما عن بسمة غبطة وحبور … وتمتمت شفاههما الصغيرة بكلمات شكر … وسارتا ممتلئتين رضى باسميهما …
… وهكذا ذاب شعور التفريق الذي كان يساورهما ويخالج نفسيهما تجاه إخوانهما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.