تخطى إلى المحتوى

عندما يختفى الحب و يحل الملل حياة اسرية 2024.

  • بواسطة
عندما يختفى الحب و يحل الملل

خليجية

عندما ينعدم الحوار و التفاهم بين الزوجين , و هروبا من تتبعات لقب المطلق (ة ) يلجأ الزوجين للطلاق الصامت

هذه الظاهرة الخطيرة التى تخيم على المجتمعات العربية كافة ,

الطلاق الصامت او كما يطلق عليه الطلاق العاطفى ,

لها من التبعيات و من الاثار السلبية تفوق الطلاق التام .

و فى البداية لا بد ان نشير ان الطلاق الصامت هو مختلف كليا عن الخرس

العاطفى . فالاخير اساسه الحب و الود و لكنه فى حالة تجمد وقتى ما تلبث

ان تزول بزوال السبب .

و الغريب ان العديد يعيشون الطلاق الصامت و لكن غير منتبهين للامر

و تعودوا عليه و اصبح من المسلمات .

فالطلاق الصامت هو عبارة عن عيش بين الازواج تحت سقف واحد مثل الغرباء

كل فى غرفة خاصة به او فى غرفة واحده و لكن كل فى سرير خاص به

حيث يحافظ الزوجان على العلاقة الزوجية كشكل فقط امام الناس و هذا هو

المعلن , اما الحقيقة , فتنعدم العلاقة الوجدانية و العاطفية .

و يعتبر الطلاق الصامت من أصعب أنواع الطلاق كونه لا يمنح المراة و الرجل

فرصة البدء بحياة جديدة , او اكمال حياتهم الزوجية , الى جانب انه يصعد

المشاكل فى الاسرة و لا يحلها .

و يجد عدد غير قليل من الازواج حرجا فى الاعتراف بهذه المشكلة , و اللجوء للمختصين لطلب النصح و المشورة ,

أو حتى المكاشفة و المصارحة فيما بينهم .

و تشكل هذا النوع من الطلاق يبدا بعد تراكم مشاكل تفاقمت و لم يتم حلها ,

حيث اهملها الزوجان و نتج عنها مع الايام حالة من الكبت بسبب عدم المصارحة

و هذا اهم عامل يؤدى للمشكلة .

الى جانب عدم تقدير احد الزوجين للطرف الاخر , او عدم قيام الزواج على

قناعة كاملة . اذ يعتبر الزواج التقليدى المتهم الرئيسى لهذه الحالة ,

فى حالة غياب المشاعر و وجود الفروق الاجتماعية و الاقتصادية و عدم

تقديم أى منهما التنازلات .

كما أن حالة الملل و الروتين التى تسيطر على محيط الاسرة و الرغبة فى التغيير

و ايجاد البديل و الخيانة الزوجية أسباب غدت هذه الظاهرة و عمقتها .

كما ان عدم التربية السليمة ليس خارج قفص الاتهام , فهو قد ادى الى عدم تقدير

الزوجين للحياة الاسرية .

و الاهم من ذلك الحفاظ على البريستيج و الظهور بمظهر لائق امام المجتمع ,

الى جانب الخوف على الاولاد فى حالة الطلاق التام , و حاجة المراة

لوجود من ينفق على الاسرة فى كثير من الاحيان , و الخشية من لقب المطلق (ة)

فى المجتمع , كلها اسباب الى عدم اللجوء الى الطلاق التام .

و لكن

تناسوا الزوجين شعور الاولاد و رؤيتهم لابائهم فى هذا الوضع

و ما يمكن ان يترتب عن ذلك.

ازواج و زوجات اختاروا الصمت و الهروب من مواجهة الوضع و محاولة علاجه , بينما ابناءهم متشتتون , ضائعون , يحصدون سلبيات تفكك و انحلال علاقة الوالدين . فما اصعب ان يدفع هؤلاء الابرياء ثمن هذه القسوة و الانانية .

و ينتج عنه حالة الاكتئاب و الاضطرابات النفسية و الصحية .

فى حين العلاج اسهل ما يكون . و وضع الاصبع على الجرح هو السبيل الوحيد

لقيادة سفينة الاسرة الى شاطىء الامان .

لذلك من المهم جدااااااااااااااااااااا ان يبدا الطرفان منذ الان بجلسة مصارحة و

مكاشفة و وضع النقاط على الحروف و فتح باب النقاش و الحوار .

و عليهم ان يمارسوا دور الاحباء من خلال الافعال و السلوك . مثلا بتقديم الهدايا

و تذكر المناسبات المشتركة و الخروج فى نزهات مشتركة و عدم التردد

فى التعبير عن مشاعر الحب .

و خاصة الابتعاد قليلا عن مشاهدة الفضائيات و الانترنيت و تخصيص هذا الوقت

للطرف الاخر , حتى يحيوا شىء فشىء الكلام بينهم و نقاط الاهتمام المشتركة .

و الافضل ان يبادر احد الزوجين و يحاول ان يكسب الطرف الاخر من خلال

المبادرات اللطيفة او خلق هدف مشترك جديد من دون التكلم فى الماضى

و بهذا يعيدان الاعتبار انسانيا لبعضهما البعض .

و الاهم من ذلك لابد من وجود النية الصافية و الاكيدة , و الجهد اللازم

لانقاد زواجهما من الفتور و الجفاء .

اما فى حال تفاقمت الامور و وصلت الى طريق مسدود فالافضل لكليهما و للابناء

ان ياخذا قرار الطلاق النهائى قانونيا حتى لا يضيع المزيد من الوقت فى حل

مشكلة لا حل لها .

و قبل الوصول لهذا الحل لا ننسى

قوله تعالى "

( وإن امرأة ، خافت من بعلها نشوزا أو اعراضا فلا جناح

عليهما أن يصلحا بينهما صلحا ، و الصلح خير ، و أحضرت الأنفس

الشح . وان تحسنوا و تتقوا فان الله كان بما تعملون خبيرا )
النساء 128

و

وصية النبى صلى الله و عليه و سلم حيث قال

( استوصو ا بالنساء خيرا ، فان

المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيئ في الضلع أعلاه ،

فان ذهبت تقيمه كسرته ، و إن تركته لم يزل أعوج ،

فا ستوصوا بالنساء خيرا )

رواه البخاري و مسلم و البيهقي وغيرهم .

يسلموووووووووووو
الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.