بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك ولعظيم سلطانك
سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله ااكبر ولا حول ولا قوة الا بالله
*************************************
قال طبيب القلوب ابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان:
غض البصر . يوجب ثلاث فوائد عظيمة الخطر ، جليلة القدر
إحداها :حلاوة الإيمان ولذته .
حلاوة الإيمان ولذته، التى هى أحلى وأطيب وألذ مما صرف بصره عنه وتركه لله تعالى فإن من ترك شيئا لله عوضه الله عز وجل خيرا منه، والنفس مولعة بحب النظر إلى الصور الجميلة، والعين رائد القلب.
فإذا كف الرائد عن الكشف والمطالعة استراح القلب من كلفة الطلب والإرادة،
وهذا إنما ابتُلى به القلوب الفارغة من حب الله والإخلاص له، فإن القلب لا بد له من التعلق بمحبوب.فمن لم يكن الله وحده محبوبه وإلهه ومعبوده فلا بد أن ينعقد قلبه لغيره.قال تعالى عن يوسف الصديق عليه السلام:
“كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُخْلَصِينَ ”
فامرأة العزيز لما كانت مشركة وقعت فيما وقعت فيه، مع كونها ذات زوج،
ويوسف عليه السلام لما كان مخلصا لله تعالى نجا من ذلك مع كونه شابا عزَبا غريبا مملوكا.
الفائدة الثانية : نور القلب وصحة الفراسة
قال أبو شجاع الكرمانى: “من عمر ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة،
وكف نفسه عن الشهوات، وغض بصره عن ال.،واعتاد أكل الحلال لم تخطئ له فراسة”
وقد ذكر الله سبحانه قصة قوم لوط وما ابتلوا به، ثم قال بعد ذلك:
قال الله تعالى “إِنَّ فِى ذلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ”وهم المتفرسون
الذين سلموا من النظر المحرم والفاحشة،
وقال تعالى عقيب أمره للمؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم
قال الله تعالى ” اللهُ نُورُ السَّمواتِ وَالأرْضِ”
وسرّ هذا الخبر
أن الجزاء من . العمل. فمن غض بصره عما حرم الله عز وجل عليه عوضه الله تعالى من . ما هو خير منه، فكما أمسك نور بصره عن المحرمات أطلق الله نور بصيرته وقلبه فرأى به ما لم يره من أطلق بصره ولم يغضه عن . الله تعالى، وهذا أمر يحسه الإنسان من نفسه. فإن القلب كالمرآة، والهوى كالصدأ فيها. فإذا خلصت المرآة من الصدأ انطبعت فيها صورة الحقائق كما هى عليه
الفائدة الثالثة : قوة القلب وثباته وشجاعته
فيعطيه الله تعالى بقوته سلطان النصرة،
كما أعطاه بنوره سلطان الحجة، فيجمع له بين السلطانين،
ويهرب الشيطان منه، كما في الأثر:
“إنَّ الّذِى يُخَالِفُ هَوَاهُ يَفْرَقُ الشَّيْطَانُ مِنْ ظِلِّهِ”.
ولهذا يوجد فى المتبع هواه من ذل النفس وضعفها ومهانتها ما جعله الله لمن عصاه،
فإنه سبحانه جعل العز لمن أطاعه والذل لمن عصاه.
قال تعالى: ” وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ “
وقال تعالى: ” وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأنْتُمُ الأعْلَوْنَ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ “
وقال تعالى: “مَنْ كَانَ يُريِدُ الْعِزَّةَ فَللَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً”
وقال بعض السلف: “الناس يطلبون العز بأبواب الملوك ولا يجدونهإلا فى طاعة الله”
..
..
م/ن
اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم